السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
كرة القدم فعلا ً مجنونة بكل ما تحمله الكلمة من معنى خاصة ً في أسبوع الحسم في الليغا الإسبانية لموسم 2006-2007 الأسبوع السابع والثلاثون ، الذي كان كالدوامة في المحيط الأطلنطي بمثلثه المرعب الشهير ببرمودا ، ضحايا يحاولون التشبث بالأمل حتى أخر نفس ، وآخرين وقفوا علي أرض خصبة يقهقهون ويتراقصون دون وعي لأن أرضيتهم الخصبة معرضة للزلزال في أي لحظة ، لتنقلب الأمور رأساً علي عقب ، من كانوا يبحثون عن قشة تنقذهم من الغرق استعادوا أنفاسهم بفضل قوة قلوبهم وتشبثهم بالحياة ، أما الآخرين فكانوا كالسكارى غير مصدقين أنهم واقفون علي أرض خصبة وسط مثلث بيرمودا المرعب !
ليلة لا يمكننا أن ننساها ، مليئة بالأحداث المثيرة ، شنيعة في أوقاتها العجيبة ، صعب علي أي إنسان تخيل هذا السيناريو !
إسبانيول الابن العاق يفاجئ برشلونة في الكامب نو بهدف قاتل عن طريق راؤول تامودو .. ذهب بأفكار وأيدي ريال مدريد لاحتضان لقب الليغا الغائب عن ديارهم منذ ثلاثة مواسم متتالية ، لكن يد ليو ميسي قطعت أيدي المدريديين في لقطة مكررة لديجو أرمندو مارادونا في مرمي إنجلترا بمونديال 1986 وكأن ميسي أصبح موعوداً بأن يشبهه متتبعي كرة القدم بالأسطورة الأرجنتينية مارادونا فقد سجل هدفين صورة طبق الأصل لأشهر ما فعله مارادونا طوال مسيرته الحافلة بالإنجازات هدف من منتصف الملعب وأخر باليد في مرمي إنجلترا 1986 وميسي أيضاً أحرز هدف في مرمي خيتافي بمراوغة نصف الفريق والحارس وأحرز هدفاً باليد فالفارق الوحيد واليتيم بين الهدفين أن مارادونا أحرز في فريق واحد لكن ميسي أحرز في فريقين مختلفين وفي مناسبتين مختلفتين – كأس الملك والليغا - ، وعاد ميسي لتسجيل هدف التقدم لبرشلونة 2-1 مطلع الشوط الأول في الوقت الذي يتأخر فيه ريال مدريد رغم محاولة نستلروي لإحراز هدف التعادل الذي لم ينفع بعد تسجيل ميليتو الهدف الثاني لتقترب يد الكتالونيين من احتضان لقب الليغا لكن لعدالة السماء كلمتها التي سنتعرف عليها بعد قليل ...
__________________________________________________________________
أنها العدالة الالهية يا ميسيدونا !!
بدأ برشلونة مباراته أمام إسبانيول ضاغطاً من الدقيقة الأولى ونتج عن هذا الضغط تراجعاً من خط وسط ودفاع إسبانيول لوسط ملعبهم مما أدى لأن يفقدوا الكرة كثيراً في وسط ملعبهم الذي تكتلت فيه العناصر الكتالونية لاستغلال أي فرصة للتسجيل ، ومع هذا كانت الهجمة الأولى في المباراة لصالح إسبانيول بعد تمريره رائعة من لويس جارسيا المهاجم الثاني خلف راؤول تامودو والأخير أنطلق وسط دفاعات برشلونة متسلماً تمريره جارسيا ليسدد صاروخية من زاوية ضيقة للغاية ليبعدها فيكتور فالديز بصعوبة بأطراف أصابعه متعلماً من خطئه الساذج أمام بيتس عندما أحرز رفائيل سوبيز هدف التعادل لبيتس من نفس الزاوية ..!
لعب برشلونة بطريقة : 4 - 2 - 3 -1 ، معتمداً علي ثنائي وسط دفاعي تشافي وانيستا اللذان اندفعا نحو الأمام كثيراً لتنعدم التغطية الدفاعية للمتقدمين من الخلف " جيو وزامبروتا " ، ليتحرر ديلا بينيا صانع ألعاب إسبانيول أكثر في وسط الملعب وتزداد حرية كورو ميناس ومعها تبدأ عجلة إسبانيول في الدوران خاصة ً في الهجمات المرتدة التي كان ينفذها بإتقان لويس جارسيا وكوروميناس لسرعتهما معتمدين علي سرعة نقل الهجمة من الخلف للأمام عن طريق الفنان ديلا بينيا والقوي بدنياً مويسيس الذي وقف حائلا ً كحائط الصد أمام ديكو وتشافي وانيستا بمساعدة دفاعية من خواركو وشيسكا ، لهذا وصول إسبانيول لفيكتور فالديز كان سهلا ً وفي غمضة عين عكس برشلونة الذي كان يعاني في بداية المباراة ، ليصنع ديلا بينيا اكثر من كرة لتامودو وكوروميناس وتامودو لكن دون إستغلال ليأتي الهدف الأول في الدقيقة 28 بعد انطلاقة ناجحة من الدكتور " ديلا بينا " الذي راوغ وناور قائد برشلونة بيوول ثم مرر في العمق الدفاعي الخاوي تماماً من أي رقابة - كحقنة بينج - ليتسلم تامودو مسدداً الكرة في الزاوية العليا بعد كسره لمصيدة التسلل التي كُشفت مراراً وتكراراً بسبب بطئ تورام وزامبروتا في تنفيذها أكثر من مرة !
ظل الحال كما هو عليه حتي أصيب ريرا نجم وسط إسبانيول بعد تعرضه لأكثر من مرة للمخاشنة خاصة ً من زامبروتا الذي اعاقه داخل منطقة الجزاء بيديه ولم يحرك حكم المباراة ساكناً وواصل الحكم سكونه الغريب بعدما مرر ليو ميسي أحدى الكرات العرضية بيده اليسرى في مرمى إسبانيول محرزاً بذلك هدف التعادل الذي قد يكون سبباً في فوز برشلونة بالقب الليغا للمرة الثالثة علي التوالي فعلي الناحية الأخري ريال مدريد متأخر بهدف في الاروماريدا وهذا يعني ثقل كفة برشلونة بهدف غير شرعي بيد ليونيل ميسي !!
>>
حاول ريكارد تعديل خطته في الشوط الثاني بخروج جيو البعيد كل البعد عن حالته الطبيعية ونزول أوليغير في الجهة اليمني وأنتقال زامبروتا للعب في الجهة اليسري ، ليتحرر أكثر ليونيل ميسي ، فقد كان زامبورتا يتحرك للأمام كثيراً لأداء الدور الهجومي مما كان يعني بقاء ميسي في الجهة اليسري خلف زامبروتا أو بالتوغل في العمق وهذا ما حدث في هدف التعادل الغير شرعي لميسي - الأول - !!
وجاء هذا التغير لتدعيم الجهة اليسري الضعيفة جداً والتي كان يشغلها سابقاً رونالدينيو الغائب بسبب الإيقاف ، ولأن أداء جودينسين ضعيف في هذه الجهة ولا يؤدي واجباته علي أكمل وجه !!
ليلة 9- يوينو .. تنقذ ميسي من نهاية مارادونية مأساوية !!

البحث عن الفوز هو عنوان البرسا الأن خاصة ً بعد هدف تعادل ريال مدريد .. فالدوامة ليس لها أمان ومن يضحك أخيراً يضحك كثيراً ، لكن البرسا ضحك كثيراً في البداية وندم علي قهقهته وتناسى أن للحياة وللدنيا عدالة تنزل في لحظة دون أستئذان !!!
بالفعل استطاع برشلونة احراز هدف بعد منح ميسي المزيد من الحرية في الجناح الأيمن ، فبعد توغل رائع من ديكو في العمق ثم تمريرة سحرية تسلمها ميسي باليسار وسدد باليمين في الزاوية البعيدة لكاميني الذي عمل علي غلق الزاوية الضيقة !! ( الدقيقة 56 )
>>

الصرخات والآهات أزدادت في كل أرجاء الكامب نو ، وبدأ ريكارد يلتقط أنفاسه لكنه تناسى أن للعدالة وجوه كثيرة ، عدالة السماء ستأتي ستأتي ، فقد زاد انخداع جماهير البرسا أكثر وتعالت قهقهتهم بعد تسجيل ديجو ميليتو هدف التقدم لريال سرقسطة علي ريال مدريد في الاروماريدا ( الدقيقة 63 *) أي بعد 7 دقائق من هدف ميسي ، لتعلو الآهات أكثر فأكثر وأه لو كانوا يعلمون ما يخفيه القدر أو بالأحرى ما تخفيه عدالة السماء !!
إزاد الصيحات الجماهيرية البرشلونية مع كل تمريرة وكل تسديدة وكل ترقيصة من راقص التانجو ميسي أو من الأسد الكاميروني سموائيل أيتو ، والحكم الذي كان مع برشلونة وغض النظر عن يد ميسي غض النظر عن ضربة جزاء صحيحة لأيتو ومن هنا أنقشعت الغيوم من فوق ملعب الاروماريدا وأتجهت بغضبها للكامب نو في كتالونيا لتتزايد سيطرة ريال مدريد علي المباراة بنسبة 60 % مقابل 40 لريال سرقسطة ، ليس أستحواذاً سلبياً كأستحواذ برشلونة للكرة الذي سيطر عليه الأستعراض والتخاذل ، لا لم يكن هكذا بل كان رجولياً مصراً علي تحقيق التعادل أو الأنتصار عكس نجوم برشلونة التي غرتهم الظروف وأعتقدوا أن البلية لعبت معاهم ، لكن البيلية لا تلعب مع من يخون الأمانة والكرة لا تطاوع من يتحايل علي الحكام بخبث ولئم ، لقد صفقنا لميسي عند أمتثاله بمارادونا في اللقطات الجميلة لكننا لم نصفق في الماضي لمارادونا علي خبثه الكروي بتمرير الكرة في مرمي شيلتون بيديه حتي جاءته اللعنة عام 1990 وخسر كأس العالم في قلب إيطاليا عشقه الأبدي ومن ثم الطرد من كأس العالم 1994 لتعاطيه المنشطات المحظورة ... لا نريد نهاية مماثلة لميسي وهذا ما قرره القدر بقرص أذن ميسي عندما أحرز نستلروي هدف التعادل لريال مدريد في الدقيقة 88 بمتابعة ناجحة للكرة التي أرتدت من يد الحارس سيزار بعد تسديدة صاروخية بأقدام الأرجنتيني هيغوين الذي نزل في الشوط الثاني من علي دكة الأحتياط بدلاً من إيميرسون ، وفي نفس الوقت الذي صرخ فيه نستلروي ملوحاً بيديه أشارة للطاحونة الهولندية التي لا تهداء أحرز راؤول تامودو هدف التعادل في مرمي برشلونة في الدقيقة 89 ،
لتقطع اليد الغير شريفة التي لامست كأس الليغا الذي سيذهب لمن يستحقه أي لمن لعب لأجل الكرة وحتي أخر دقيقة دون الأستكالة علي نتيجة مباراة أو ضعف نظر حكم ما !!
لن تكون نهاية ميسي كنهاية مارادونا .. وهذا لأن القدر قرص أذن ميسي في ليلة 9- يونيو - 2007 الليلة التي لم ولن ينساها ليونيل ميسي !!
_____________________________________________________________________________
أشرب يا أتلتيكو !!
ببعض الأحيان تكون عدالة السماء مسألة وقت لا أكثر ولا أقل ، في حالة الريال وبرشلونة تحتم علي العدالة أن تحضر بأي ثمن وبأي وسيلة وبالفعل كانت ، ففي الوقت الذي ذهب عقلي بعيداً نحو كتابة تحليلا ً علي أن الكرة لا تطاوع ريال مدريد من حيث التنافس علي لقب الليغا كل موسم خاصة ً أنه قد فاز من قبل علي برشلونة 4-2 موسم 2004-2005 وكاد يفوز بالقب وحدث شئ مشابه لما حدث أمام سرقسطة هذا الموسم بذهاب الميرينجيز لإشبيلية وكان متقدماً لكن باتيستا أحرز هدف التعادل في أخر ثانية في المباراة لتنتهي 2-2 ويومها ضاعت المنافسة نهائياً علي لقب الليغا مع برشلونة ، نفس الأمر تكرر هذا الموسم الريال ذهب وهو ينافس علي لقب الليغا بضراوة مع برشلونة وتعادل 2-2 مع سرقسطة لكن هذه المرة برشلونة أخذ عقابه بما يكفي بعد هدف ميسي الذي يمثل وصمة عار علي جبين كل برشلوني وعلي جبين التحكيم الإسباني اللأي كلام ،
لكن سبحان مغير الأحوال الأن تعادل الريال ذهبي عكس تعادله مع إشبيلية عام 2004-2005 الذي أبكى زين الدين زيدان آنذاك !!
مسألة وقت وهبط أتلتيكو مدريد للمركز السابع المؤهل لكأس الإنتر توتو المؤهلة لكأس الإتحاد الأوروبي فاسحاً المجال لفياريال الفريق الممتع المجتهد الذي حقق إنجاز كبير هذا الموسم بفوزه في 7 مباريات متتالية بدأها بالفوز علي برشلونة 2-0 ثم خمنستايك تارغونا 3-0 ثم سلتا فيغو 1-0 وراسينج سانتدير 2-1 واوساسونا 4-1 في البنبلونا وفالنسيا في المستايا 3-2 وأخيراً أتلتيك بيلباو 3-1 في المدريجال بقيادة الهداف الأوروجوياني التاريخي لفياريال ديجو فورلان الذي أرتفع رصيده من الأهداف لعشرون هدف بفارق أربعة أهداف فقط عن متصدر لائحة الهدافين رود فان نستلروي لاعب ريال مدريد ،
ويذكر أن نستلروي وفورلان كانا مهاجما مانشيستر يونايتد في موسم 2001-2002 و 2002-2003 و 2003-2004 حتي أنتقل فورلان لفياريال وأحرز لقب هداف الدوري الإسباني موسم 2004-2005 في أول موسم له مع فياريال ... وها هو المهاجم الثاني للمان يوناتيد في أول موسم له بالليغا يحرز لقب هداف الدوري بنسبة 99% !
كل هذه النتائج والمتعة التي يقدمها فياريال بقيادة فورلان خولت له لأن يذهب للعب بشكل مباشر في كأس الإتحاد الأوروبي بنسبة كبيرة جداً بعد تعرض كل ٍ من سرقسطة واتلتيكو مدريد للسقوط في هذه المرحلة ( 37 )* ، ليتعادل فياريال في عدد نقاطه مع الخامس سرقسطة برصيد 59 نقطة ويتراجع الاتلتي للمركز السابع برصيد 57 نقطة بعد خسارته في أرضه مع سلتا فيغو 2-3 والأخير تجددت حظوظه للبقاء في الليغا الإسبانية خاصة ً بعد خسارة ريال بيتس في ملعبه ووسط جماهير علي يد أوساسونا 5-0 !!
فياريال خسر في مبارياته أمام سرقسطة بالاروماريدا ومن اتلتيكو مدريد ذهاباً وإياباً ، واستطاع الفوز علي سرقسطة في المدريجال ببداية الموسم 3-2 في المدريجال لكن خسارته من سرقسطة 1-0 جاءت غير شرعية بهدف غير صحيح للهداف ديجو ميليتو المتسلل بعد تسديدة بونزيو التي أرتدت في العارضة وأثناء التسديدة كان النجم الأرجنتيني ميقماً في منطقة غير شرعية !!
أما خسارتيه أمام أتلتيكو مدريد فالأولى لا يوجد أي شك فيها 3-1 بالكالديرون لكن الثانية كانت مليئة بالمغالطات بداية ً من عدم أحتساب ضربة جزاء لفياريال لخوزسيه ماريا ، ولأحتساب الحكم لهدف خاوي تماماً من الروح الرياضية السامية التي ينادي بها الإتحاد الدولي في كل مناسباته وإجتماعاته ، ففي ظل سقوط فرانكو مهاجم فياريال بمنطقة جزائه تعمد مهاجم اتلتيكو مدريد أجويرو استكمال اللعب دون أن يصغى لأشارات لاعبو فياريال لأخراج الكرة لعلاج فرانكو ، لتمرر الكرة وسط ذهول الحضور ثم يحرز الهدف ويعلن الحكم عن تقدم اتلتيكو مدريد الذي فاز بالثلاث نقاط ..
لكن ها هي عدالة السماء نفسها التي ذهبت للكامب نو لتقرص أذن ميسي .. تقرص أذن أتلتيكو مدريد بخسارته للمرة الثانية علي التوالي في قلب مدريد .. فقد خسر قبل أسبوعين علي يد برشلونة بنصف دستة مع الرأفة .. وهذا الأسبوع يخسر من جديد في أرضه علي يد سلتا فيغو الباحث عن الهرب من الهبوط !!!
____________________________________________________



