إعلان
إعلان

إنها أخلاق كبار الكلاسيكو

د.محمد مطاوع
03 أبريل 201611:35
mohammad_mutawe_mohammad_mutawe

اللاعب العربي عليه أن يتمعن كثيرا فيما ترى عيناه، عندما يشاهد مباراة بحجم كلاسيكو الأرض بين برشلونة وريال مدريد..أو العكس.

فنظرة اللاعب للمباراة، ينبغي أن تختلف عن نظرة المشجع الذي يهمه أن يفوز فريقه بغض النظر عن الطريقة أو التشكيل الفني أو التكيتكات المتغيرة طيلة دقائق المباراة.

لاعبنا العربي بحاجة ماسة إلى تشرب ما يشاهدة كي يتجسد فيما يراه من نجوم كبار.. ليس بأسعارهم التي بلغ مجموعها ما يزيد عن مليار دولار، لكن بسلوكهم وتعاملهم الاحترافي مع مجريات الأحداث.

هناك أكثر من مسألة فنية أثرت كثيرا على نتيجة المباراة، شاهدها الجميع، وأدركها ولكن لم يكن لها أية تبعات سواء خلال المباراة أو بعدها مباشرة وحتى من خلال تحليلات الإعلام الذي واكب هذه المباراة الكبيرة.

ركيزة برشلونة الرئيسية التي يقودها الأرجنتيني ليونيل ميسي وزميله في المنتخب ماسكيرانو ومعهما نجم البرازيل الأول نيمار والأوروغياني المتألق سواريز إلى جانب حارس المرمى الكولومبي برافو، خاضوا جميعا مباريات غاية في القوة بتصفيات القارة الأمريكة الجنوبية، وفي مناطق ابعيدة  آلاف الكيلومترات عن أوروبا، مختلفة التوقيت والطقس، ووصلوا فرادى إلى إسبانيا قبل الموعد الكبير بساعات لا تكفي للاستشفاء أو الراحة..ولكن لم يتحدث أي منهم عن ظروفهم الصعبة والمجهود الكبير في مباريات مصيرية بالتصفيات، ولم يلق أي منهم أو مدربهم باللوم على الظروف السيئة التي جعلت الكلاسيكو في منتصف استحقاقين كبيرين..الكلاسيكو..وربع نهائي دوري أبطال أوروبا أمام اتلتيكو مدريد بعد 48 ساعة فقط عن صافرة نهاية الكلاسيكو.

على الجانب الآخر، كان غاريث بيل نجم ريال مدريد يسجل هدفا رائعا برأسية تنم عن احترافية وقوة بدنية هائلة، فاجأه قرار الحكم بإلغاء الهدف، لكن لم تتغير ملامح وجهه، ولم يتوجه للحكم المساعد بالشتائم، أو يتهجم على الحكم الأول، كما لم يظهر لنا مشهد اعتدنا عليه في ملاعبنا بقيام زملاء اللاعب بسحبه بعيدا عن الحكم حتى لا يشتبك معه ويزيد الطين بله، ولم يتحرك أي من الجالسين على مقاعد الاحتياطيين أو يدخل لأرض الملعب للتعبير عن احتجاجه الشديد.

في وقت كبير الحساسية من المباراة، رفع الحكم البطاقة الصفراء الثانية في وجه قائد ريال مدريد سيرجيو راموس، فتقبلها برحابة صدر، صافح الجميع، سلم شارته وهو خارج من الملعب، ولم يبد أي اعتراض على الحالة، وتعامل مع الأمر بفكر القائد المحترف، الذي يسعى لتحقيق فريقه الفوز، ولعل هذا التفاني في الملعب هو ما فتح باب الأمل لزملائه في إكمال المسيرة وقلب النتيجة رأسا على عقب.

قبل طرد راموس، كان النجم الإسباني يرتكب مخالفة على خط الجزاء ضد ميسي، ورغم أنه كان يستحق البطاقة الصفراء الثانية ومنح برشلونة ركلة حرة في مكان يتقن ميسي التسديد منه، إلا إن عدم احتساب الحكم للخطأ لم يفتح بوابة الشيطان في الكامب نو، فتقبل الجميع القرار، وكأن شيئا لم يكن.

هذه الاحترافية التي نتمنى أن تسود في ملاعبنا العربية، وهذه الروح العالية التي نأمل أن نراها عند نجومنا العرب، فهذا الالتزام الكبير، وتقبل قرارات الحكم بغض النظر عن قساوة بعضها، يعد كلمة السر  التي تميز من يلعب في أوروبا عن ما نشاهده في ملاعبنا.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان