إعلان
إعلان

أنفق ما في الجيب

علي الباشا
03 نوفمبر 202202:35
444

كثيرٌ‭ ‬من‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬وسطنا‭ ‬النادوي‭ ‬والكروي‭ ‬يميلون‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬الواقعية‭ ‬في‭ ‬تبريراتهم‭ ‬لِما‭ ‬يحدث‭ ‬على‭ ‬الساحة؛‭ ‬فالإداريون‭ ‬من‭ ‬باب‭ (‬أنفق‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬الجيب‭ ‬يأتيك‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬الغيب‭) ‬يُجانبون‭ ‬الحقيقة،‭ ‬لأنهم‭ ‬يعرفون‭ ‬سلفًا‭ ‬بأن‭ ‬الضربة‭ ‬ستأتي‭ ‬في‭ ‬الرأس‭!‬

والمدربون‭ ‬لا‭ ‬يقولون‭ ‬الحقيقة‭ ‬حين‭ ‬يعتذرون‭ ‬عن‭ ‬اتمام‭ ‬التعاقد‭ ‬أو‭ ‬يُعفون‭ ‬من‭ ‬ذلك؛‭ ‬بالبحث‭ ‬عن‭ ‬شمّاعة‭ ‬يعلقون‭ ‬عليها‭ ‬أسباب‭ ‬الابتعاد،‭ ‬وقد‭ ‬يباركهم‭ ‬الإداريون‭ ‬في‭ ‬‮«‬الشمّاعة‮»‬‭ ‬المختارة،‭ ‬لأنها‭ ‬يُمكن‭ ‬أن‭ ‬تفضح‭ ‬ما‭ ‬تمّ‭ ‬عن‭ ‬بدء‭.‬

فإعلان‭ ‬فك‭ ‬الارتباط‭ ‬بين‭ ‬الأندية‭ ‬والمدربين‭ ‬أو‭ ‬اللاعبين‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬المستغرب،‭ ‬فذلك‭ ‬لأن‭ ‬هذه‭ ‬التعاقدات‭ ‬لم‭ ‬تُبن‭ ‬على‭ ‬قواعد‭ ‬سليمة؛‭ ‬وإلّا‭ ‬لِما‭ ‬أوقعت‭ ‬الأندية‭ ‬نفسها‭ ‬في‭ ‬طائلة‭ ‬من‭ ‬الديون،‭ ‬وحين‭ ‬حُلّت‭ ‬رسميّا‭ ‬أعادت‭ ‬نفس‭ ‬الكَرّة‭.‬

فالأساس‭ ‬أن‭ ‬الأندية‭ ‬تبني‭ ‬خياراتها‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬خيارات‭ ‬خاطئة‭ ‬يضعها‭ ‬إداريون‭ ‬مُفلسون‭ ‬في‭ ‬الأمور‭ ‬المالية،‭ ‬وفنيّون‭ ‬لا‭ ‬يحسنون‭ ‬اختيار‭ ‬وتقييم‭ ‬المدربين‭ ‬واللاعبين‭ ‬ولا‭ ‬تقدير‭ ‬قيمتهم‭ ‬السوقيّة؛‭ ‬لأنهم‭ ‬لا‭ ‬يستشعرون‭ ‬روح‭ ‬المسؤولية‭ ‬المالية‭.‬

حين‭ ‬ترسم‭ ‬خريطتك‭ ‬المالية‭ ‬للموسم‭ ‬يجب‭ ‬ألّا‭ ‬تخالف‭ ‬في‭ ‬تعاقداتك‭ ‬ما‭ ‬قدّمته‭ ‬سلفا‭ ‬للهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للرياضة؛‭ ‬لأن‭ ‬هذه‭ ‬وضعت‭ ‬معايير‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬قدّمته‭ ‬لها‭ ‬سلفا،‭ ‬وأنت‭ ‬تعرف‭ ‬أنها‭ ‬لن‭ ‬تُصادق‭ ‬عليها،‭ ‬ولكنك‭ ‬تُطبق‭ ‬المثل‭ ‬‮«‬أنفق‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬الجيب‮»‬‭.‬

مثلًا‭ ‬من‭ ‬‮«‬الهطرقة‮»‬‭ ‬أن‭ ‬توكل‭ ‬عملية‭ ‬البحث‭ ‬والتفاوض‭ ‬والاختيار‭ ‬للمدربين‭ ‬لِمن‭ ‬هم‭ ‬أقل‭ ‬منهم‭ ‬فنيّا‭ ‬أو‭ ‬درجةً‭ ‬في‭ ‬الهيكل‭ ‬التدريبي،‭ ‬فمن‭ ‬يحمل‭ ‬رتبة‭ (‬Pro‭) ‬أو‭ (‬A‭) ‬في‭ ‬التدريب‭ ‬أن‭ ‬يٌقيّمه‭ ‬أو‭ ‬يشرف‭ ‬عليه‭ ‬فنيّا‭ ‬من‭ ‬يحمل‭ ‬رخصة‭ (‬B‭)!‬

هذا‭ ‬التناقض‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الفني‭ ‬والمالي‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يهيئ‭ ‬لمثل‭ ‬‮«‬أنفق‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬الجيب‭ ‬يأتيك‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬الغيب‮»‬‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬أدنى‭ ‬مسؤولية؛‭ ‬بما‭ ‬يسبب‭ ‬التأخر‭ ‬لأشهر‭ ‬عن‭ ‬دفع‭ ‬الرواتب‭ ‬والمكافآت‭ ‬للمدربين‭ ‬واللاعبين‭ ‬والإداريين‭ ‬في‭ ‬غالب‭ ‬الأندية‭.‬

شيء‭ ‬جيد‭ ‬أن‭ ‬تُراقب‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للرياضة‭ ‬التدبير‭ ‬المالي‭ ‬للأندية،‭ ‬باعتبارها‭ ‬الجهة‭ ‬الداعمة‭ ‬ماليّا‭ ‬لها،‭ ‬ولكن‭ ‬أملنا‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬تشمل‭ ‬رقابتها‭ ‬التقييم‭ ‬المالي‭ ‬الفعلي‭ ‬للهياكل‭ ‬التدريبية‭ ‬والإدارية‭ ‬والقيمة‭ ‬التسويقية‭ ‬للمحترفين‭ ‬لوقف‭ ‬الهدر‭ ‬والفساد‭!  ‬

نقلا عن صحيفة اخبار الخليج البحرينية

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان