EPA"أخبرني عن البحر أيها البحار" جملة ساخرة أطلقها الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني لريال مدريد، في وجه الانتقادات التي طالته رغم كل الظروف الصعبة التي عاشها مع الميرنجي.
أنشيلوتي الذي قاد ريال مدريد للتتويج بلقب الليجا للمرة 36 في تاريخ نادي العاصمة الإسبانية، عاش لحظات صعبة ومعقدة منذ بداية الموسم، ورغم ذلك كلل مجهوده بالنجاح.
تدعيمات منقوصة
مع نهاية الموسم الماضي، بدأ يلوح في الأفق أن ريال مدريد يتجه لمرحلة جديدة من الإحلال والتجديد.
وكانت البداية بالتخلص من بعض الأحمال الزائدة مثل إيدين هازارد الذي أعلن اعتزاله لاحقًا، وماريانو دياز.
كما كانت الصدمة لأنشيلوتي وجماهير الريال، بموافقة كريم بنزيما نجم وقائد الفريق على الرحيل للدوري السعودي والانضمام لاتحاد جدة.
وكان الاتجاه للتعاقد مع كيليان مبابي نجم باريس سان جيرمان، وانتظرت الجماهير كثيرًا، لكن لم تتم الصفقة في النهاية وتم الاكتفاء باستعارة خوسيلو ماتو من صفوف إسبانيول.
ضربات موجعة
انتابت الجماهير حالة من القلق حول موقف الفريق خلال الموسم، وكيف سيقاتل الملكي على الألقاب دون مهاجم مميز لتعويض بنزيما، لكنها لم تكن الأزمة الوحيدة.
وما زاد الطين بلة، كانت إصابة الحارس البلجيكي تيبو كورتوا بقطع في الرباط الصليبي قبل انطلاق الموسم، ليفقد الفريق أحد أبرز عناصره.
واضطر أنشيلوتي للجوء لسوق الانتقالات والتعاقد مع كيبا أريزابالاجا من تشيلسي، لعدم ثقته في الحارس أندري لونين.
وتوالت الضربات على المدرب الإيطالي، بإصابة إيدير ميليتاو ودافيد ألابا بقطع في الرباط الصليبي ونهاية الموسم بالنسبة لهما، ليصبح في ورطة دفاعية حقيقية.
ورفضت إدارة ريال مدريد فكرة التعاقد مع مدافع خلال الميركاتو الشتوي.
انتقادات لاذعة ومصير مبهم
تلقى ريال مدريد أول هزيمة له في الليجا مبكرًا، وكان في لقاء الديربي ضد الجار اللدود أتلتيكو مدريد بنتيجة (1-3).
وبدأت سهام الانتقادات تطول الإيطالي، وأن مستقبله على المحك حتى قبل مرور شهر واحد فقط على انطلاق الموسم.
وخرجت الصحف الإسبانية تتحدث عن بدائل أنشيلوتي في ريال مدريد، ورحلة البحث عن منقذ للفريق من موسم كارثي، وتزامن ذلك مع ربط الإيطالي بتولي القيادة الفنية للمنتخب البرازيلي.
ورد أنشيلوتي وقتها: "تقييمي مختلف عن وسائل الإعلام. لا أقرأ أو أستمع إلى مثل هذه الأشياء. لدي وضوح بأن علينا تحسين الأمور التي قمنا بها أمام أتلتيكو. كل نظام لديه نقطة ضعف".
تحول سريع
تدارك أنشيلوتي الموقف سريعًا، بهدوئه المعتاد، وبدأ في لملمة أوراقه والاعتماد على الخيارات المتاحة أمامه.
وبالفعل بدأت سلسلة النتائج الإيجابية في الليجا حتى اعتلى صدارة جدول الترتيب، وحقق الفريق 6 انتصارات في دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا، وحسم التأهل لثمن النهائي بالعلامة الكاملة.
وزادت ثقة إدارة الملكي في أنشيلوتي، مما دفعهم لقطع الشك باليقين، والإعلان في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي عن تمديد عقد الإيطالي حتى يونيو/حزيران 2026، لمنحه الاستقرار والحفاظ على تماسك الفريق قبل المرحلة الحاسمة من الموسم.
نجاحات بارزة
ظهرت نتائج عمل أنشيلوتي مع ريال مدريد سريعًا، والبداية كانت بالتتويج بلقب كأس السوبر الإسباني في المملكة العربية السعودية، بالفوز على الغريم التقليدي برشلونة في النهائي بنتيجة (4-1).
كما واصل الفريق مشواره المميز في بطولته المفضلة دوري أبطال أوروبا، وأطاح بحامل اللقب مانشستر سيتي من ربع النهائي، وبات على أعتاب خطوة واحدة من الوصول للنهائي.
وعلى الصعيد المحلي، لم يكن الفوز بلقب الليجا محض صدفة، فالفريق الملكي توج به عن جدارة واستحقاق.
الميرنجي هو صاحب أقوى خط هجوم برصيد 74 هدفًا، وأقوى خط دفاع إذ لم تستقبل شباكه سوى 22 هدفا فقط، ولم يتذوق طعم الهزيمة سوى في مباراة واحدة، وتعادل في 6 مباريات، وحقق 27 انتصارًا.
قد يعجبك أيضاً



