
قبل 77 عاما، انطلقت منافسات الدوري المصري لتصبح أعرق بطولة محلية في القارة الأفريقية والعالم العربي.
وبعد كل هذه السنوات الطويلة، تحول الدوري المصري إلى بطولة سيئة السمعة بعد سلسلة من القرارات التي ضربت التنافسية في هذه المسابقة العريقة في مقتل.
ورغم تغير العديد من الجوانب الإدارية في الدوري المصري على رأسها انتقال إدارة المسابقة من اتحاد الكرة إلى رابطة الأندية، بخلاف إسناد رئاسة لجنة الحكام إلى خبير أجنبي لتطوير التحكيم المصري، إلا أن هناك قرارات حاسمة وضعت المسابقة في "خبر كان".
أزمة القمة
الموسم الحالي تم التعارف عليه بأنه "استثنائي" نظراً لتأخر نهاية الدوري المصري كل موسم عن المواعيد المتعارف عليها عالمياً ما بين منتصف أيار/مايو إلى منتصف حزيران/يونيو، وهو ما يتضارب مع فترات القيد حول العالم وأيضاً يتعارض مع بطولات كبرى ومنها كأس العالم للأندية التي يشارك بها الأهلي.
وبناء على هذه المعطيات، تم استحداث نظام جديد بإقامة الدور الأول بنظامه الطبيعي ثم تقسيم الأندية إلى مجموعتين للتتويج والهبوط، كما تم عيين مدير جديد للجنة المسابقات وهو طه عزت الذي عمل من قبل في الدوري الإماراتي.
أول الكوارث الإدارية كانت بإعلان قرعة المرحلة النهائية بشكل مفاجئ، واعتماداً على ما قيل وقتها بالذكاء الاصطناعي رغم العيوب القاتلة التي تنسف مبدأ تكافؤ الفرص، بإقامة مباريات عديدة لفرق خارج أرضها في المرحلة النهائية، وأيضاً عدم العدالة في إقامة مباريات الفرق المتنافسة بين النهار والليل وهو ما اشتكى منه بيراميدز.
وجاءت الطامة الكبرى بتحديد موعد لقاء الأهلي والزمالك في الجولة الأولى لمرحلة التتويج، وإعلان هذا الموعد قبل المواجهة بـ4 أيام فقط وهو ما يحرم الفريقان من فرصة التقدم بطلب لاستقدام حكام أجانب، وفقاً للوائح الاتحاد المصري التي تحدد 15 يوماً كمهلة للمطالبة بصافرة أجنبية.
انسحاب الأهلي
الأهلي انسحب من لقاء القمة لعدم تعيين حكام أجانب بعد أن تورطت رابطة الأندية في خطاب رسمي لاتحاد الكرة للمطالبة بتعيين حكام أجانب لـ3 مباريات وتحمل نفقاتهم، بينما لم يتم إرسال هذا الخطاب عبر البريد الإلكتروني الرسمي للاتحاد وتم توجيهه قبل اللقاء بـ 48 ساعة.
لجنة المسابقات في رابطة الأندية اعتبرت الأهلي منسحباً وفقاً للوائح الدوري، ولكن مجلس الرابطة قرر خرق اللوائح رغم أنها نفس الجهة التي بررت قراراتها ضد الأهلي للجنة الأولمبية بأنها واقعة انسحاب واضحة.
وأشعل مجلس الرابطة الأزمات في الدوري بقرار إلغاء خصم الثلاث نقاط دون سبب واضح تحت بند القوة القاهرة، كما أن لائحة الرابطة تشمل بنداً يحظر الطعن ضد قرارات مجلس الرابطة.
التصعيد الدولي
مع توالي الشكاوى للجنة الاستئناف من أندية الأهلي والزمالك وبيراميدز، تم الاستقرار على تصعيد الأزمة دولياً، والشكوى للمحكمة الرياضية "كاس"، وهو ما حدث من جانب الزمالك وبيراميدز.
وازدادت أزمات الدوري المصري لتتحول سمعته الدولية إلى مشهد قاتم أشبه بالكابوس، بعد أن انتشرت مشاكله في السنوات الماضية سواء بسبب التأجيلات أو أزمات الحكام الأجانب أو التصريحات الجدلية من بعض رؤوساء الأندية.
إلغاء الهبوط
الضربة الأخيرة جاءت بقرار مفاجئ بإلغاء الهبوط، دون أسباب واضحة، ما يزيد عدد الفرق في الموسم المقبل إلى 21 فريقاً، وسط التزامات دولية تلزم بإنهاء البطولة قبل منتصف أيار/مايو نظراً لانطلاق كأس العالم 2026 في حزيران/يونيو.
وزادت الاتهامات بالكيل بمكيالين بعدما رفضت الرابطة تأجيل مباراة بيراميدز وسيراميكا كليوباترا، بداعي الحفاظ على انتظام المسابقة، رغم أنها كانت قد أجلت مباراة الأهلي وإنبي في كأس العاصمة بسبب مشاركة الأهلي في دوري الأبطال.
قد يعجبك أيضاً



