545155.jpg?quality=60&auto=webp&format=pjpg&width=1400)
لقن المنتخب السعودي شقيقه العراقي، درسا كرويا لا ينسى خلال المباراة التي جمعت الطرفين، أمس السبت، في ختام مباريات الجولة الثالثة من دور المجموعات لبطولة كأس الخليج العربي 2024.
"الأخضر" تمكن من الانتصار على العراق حامل اللقب، بنتيجة (3-1)، بعد تفوق واضح على المستويين الفني والتكتيكي.
التفوق السعودي لم يكن متوقعا إلى هذه الدرجة، حيث كانت تصب أغلب الترشيحات في كفة العراق، ولكن الأخير فشل في الظهور بالصورة المطلوبة، ليمنح "الصقور الخضراء" فرصة التوهج.
ثورة سعودية بأياد عراقية
ربما لم يتلق المنتخب السعودي مؤخرا هدية أفضل من ذلك التعليق الساخر الذي أدلى به نجم العراق السابق، نائب رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم يونس محمود حول فرص الأخضر في التتويج بلقب خليجي 26.
لقد خدع المظهر الباهت للأخضر في التصفيات المؤهلة لمونديال 2026 يونس محمود وغيره الكثير، حتى داخل المملكة.
لكن وقع ما أقدم عليه "السفاح" كان بمثابة الوقود الذي كان يحتاجه لاعبو هذا الجيل من اللاعبين السعوديين، لإطلاق شرارة الثورة، أولا على مستواهم، بعدما توفرت لهم كل الإمكانيات، وخالفوا التوقعات حتى في المباراتين السابقتين في كأس الخليج نفسها، وثانيا لتحقيق الانتفاضة المطلوبة في البطولة الجارية بالكويت، لاستكمال المشوار وتجنب الخروج المبكر.
وعلى العكس تماما، سقط يونس محمود في فخ الغرور، وجر أسود الرافدين من دون قصد لمعركة خاسرة، إذ شحذ بيديه حماس نجوم المنتخب السعودي، فتحفزوا لرد الاعتبار، بينما لم يكن حماس منتخب العراق على القدر نفسه.
وبذكائه المعتاد التقط هيرفي رينارد طرف الخيط من حديث يونس وضحكته الساخرة بعد الخسارة من البحرين 3-2 في المباراة الافتتاحية للأخضر بكأس الخليج، وأشعل ثورة في غرفة الملابس وقاعة المحاضرات ملخصها: الكرة في ملعبكم، أنتظر الرد بقوة، فكان له ما أراد.
وأكد رينارد في تصريحاته عبر المؤتمر الصحفي بعد المباراة أن ما قاله يونس محمود أفادهم كثيرا وحمس اللاعبين من خلاله، ومنحهم دافعا إضافيا.
نهاية العقدة وانفجار الدوسري
بعيدا عن رد الاعتبار، فكان لفوز الأخضر العديد من الإيجابيات التي جاء على رأسها إنهاء عقدته أمام العراق التي دامت 7 سنوات، منذ انتصاره على أسود الرافدين، بهدف دون رد عام 2017، بالتصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018.
كذلك، تمكن "الأخضر" من رد اعتباره بعد الخسارة أمام العراق، في النسخة الماضية من كأس الخليج، بهدفين دون رد بمنافسات دور المجموعات.
وقلص رجال رينارد الفجوة مع المنتخب العراقي على مستوى مواجهات الطرفين بكأس الخليج، حيث يعد ذلك هو الانتصار السعودي الثالث مقابل 6 لأسود الرافدين، فيما حسم التعادل مواجهة وحيدة وألغيت نتيجتها، بسبب انسحاب العراق (خليجي 6).
وتمكن سالم الدوسري، قائد المنتخب السعودي من الرد على الانتقادات التي تعرض لها مؤخرا على المستوى الدولي، بتسجيل هدف وصناعة مثله أمام العراق.
وسجل الدوسري للمرة الأولى مع السعودية بعد 282 يوما، حيث تعود آخر مرة أحرز فيها بالقميص الدولي إلى مواجهة طاجيكستان يوم 21 مارس/آذار الماضي، بالتصفيات المؤهلة لمونديال 2026.
وجاء هدف الدوسري من علامة الجزاء، مسجلا أول ركلة له على المستوى الرسمي مع السعودية، لينهي نحس 763 يوما.
هل يصحح الأخضر مساره؟
رغم الانتقادات العديدة التي تعرض لها رينارد مؤخرا، إلا أنه نجح في تصحيح الأوضاع خلال مواجهة العراق، حيث اختفت الأخطاء الدفاعية بشكل واضح، بجانب تقارب الخطوط وقدرة الثلث الأمامي على صناعة الفرص.
وكانت السعودية تعاني بشدة من الكرات الهوائية، ولكن رجال رينارد ظهروا بشكل مغاير بتنظيم دفاعي محكم، وإبعاد الخطر ببراعة شديدة، فضلا عن تضييق المساحات بين قلبي الدفاع، ونزول ثنائي الارتكاز إلى منطقة الجزاء.
وعاد الأخضر ليقدم الكرة الجميلة بفرض استحواذه ونقل الكرة يمينا ويسارا بأريحية شديدة، بالإضافة لقدرته على التحول في الهجمات المرتدة بصورة رائعة، وهو ما ظهر أمام العراق.
ويأتي هذا التفوق، رغم الإصابات العديدة التي ضربت الأخضر قبل وأثناء البطولة، بقيادة الثنائي الهجومي صالح الشهري وفراس البريكان.
ويمكن أن تكون مواجهة العراق، بداية عودة الأخضر للطريق الصحيح واستعادة هويته الهجومية، والتأهل لنهائيات كأس العالم 2026، حيث يعاني من موقف صعب بالتصفيات المونديالية.



