
يتجدد الموعد كل 4 أعوام مع كأس العالم، أكبر حدث كروي في العالم، يترقبه عشاق الساحرة المستديرة في أنحاء كوكب الأرض، بحثاً عن وجبة دسمة بحضور أكبر نجوم اللعبة وبمنافسات شرسة على أغلى الألقاب.
ويستعرض كووورة في حلقات متتالية تحت عنوان "انتظروا هؤلاء في روسيا" أبرز المواهب الصاعدة المتوقع أن تلمع في كأس العالم 2018، خاصة وأن المونديال كان وسيظل منجماً لاكتشاف مواهب جديدة.
وموعدنا اليوم في الحلقة الـ 15 مع اللاعب محمود حسن الشهير بـ"تريزيجيه" جناح منتخب مصر وفريق قاسم باشا التركي.
يظن الكثيرون أن منتخب مصر هو فريق محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزي فقط، بحكم أن صلاح هو اللاعب الأكثر تهديفاً وتأثيراً في تشكيلة الفراعنة، إلا أن الواقع يؤكد أهمية دور الجناح الأيسر الموهوب والسريع محمود حسن تريزيجيه، صاحب الـ23 عاماً.
تريزيجيه بدأ مسيرته الكروية في شوارع بلدته في محافظة كفر الشيخ المصرية، ثم انضم للأهلي بعدما خاض الاختبارات الخاصة بالنادي، ليبدأ اللاعب الواعد مسيرته مع توقعات من مدربيه بقطاع الناشئين بتألقه، بينما أطلق عليه أبناء بلدته "تريزيجيه" لتأثر محمود حسن بالنجم الفرنسي الشهير واحتفالاته.
وجاءت الصدمة عندما استقر مسؤولو الأهلي على دمج فريقين بقطاع الناشئين وتسريح عدد كبير من اللاعبين ومن بينهم تريزيجيه بناء على تقرير من أحد مدربي القطاع، بعد أن تحول اللاعب الواعد إلى بديل في أغلب الأوقات.
وكاد تريزيجيه أن يهرب من أسوار النادي الأهلي لينضم لأحد الأندية القطرية بعرض مالي كبير، ويحصل على الجنسية هناك ولكن تولي علي ماهر مهاجم الأهلي الأسبق، تدريب فريق الشباب تحت 17 عاماً حال دون ذلك.
ونجح ماهر في إعادة اكتشاف تريزيجيه ووضعه على طريق التألق خاصة وأن اللاعب الواعد يجيد في أغلب مراكز خط الوسط سواء الارتكاز أو صانع اللعب أو الجناح، وأبقى ماهر على اللاعب الموهوب ورشحه للفريق الأول وعمره لا يزيد عن 18 عاماً، ونال بالفعل اهتمام البرتغالي مانويل جوزيه، المدير الفني الأسبق في ولايته الأخيرة عام 2011، وقام بتصعيده ولكنه لم يمنحه فرصة المشاركة.
وجاءت الفرصة التي انتظرها تريزيجيه طويلاً مع حسام البدري، المدير الفني السابق للأهلي عام 2012، بعد أن بدأ في إشراكه ومنحه الفرصة رغم وجود نجوم كبار في نفس مركزه وعلى رأسهم المخضرم محمد أبوتريكة ومحمد بركات وعبد الله السعيد ووليد سليمان.
لم يشعر الكثيرون أن تريزيجيه يستطيع أن يتحمل عبء قميص الأهلي وقتها، ولكن تألق اللاعب الموهوب في بطولة أمم أفريقيا للشباب عام 2013 مع المدير الفني ربيع ياسين، أثبت أن اللاعب الواعد سيكون صاحب شأن في الكرة المصرية، وبدأت العروض تصل لتريزيجيه وأبرزها من نوتنجهام فورست الإنجليزي وسيلتيك الاسكتلندي ولكن إدارة الأهلي رفضت مع اعتزال النجوم الكبار.
ومع قدوم الإسباني خوان كارلوس جاريدو، المدير الفني الأسبق للأهلي، لمع تريزيجيه وأصبح نجم الشباك في التشكيلة الأهلاوية وساهم في تتويج الفريق بلقب كأس الكونفيدرالية ليرحل بعدها إلى أندرلخت البلجيكي في صفقة وصلت إلى 2.3 مليون يورو.
لم ينجح تريزيجيه في إثبات قدراته سريعاً مع أندرلخت وظل أسيراً لدكة البدلاء في الموسم الأول وتحول لفريق الرديف، ولكن اللاعب رفض العودة للأهلي وإنهاء تجربته الأوروبية وفضل الرحيل معاراً إلى موسكورن البلجيكي ثم انتقل إلى قاسم باشا التركي هذا الموسم.
وعرف تريزيجيه التألق في بلاد الأتراك ليسجل هذا الموسم 16 هدفاً وصنع 8 أخرى، وصار أحد النجوم الواعدة التي تتابعها بعض أندية الدوري الإنجليزي مثل واتفورد وليستر سيتي وإيفرتون بحسب تقارير صحفية بريطانية، بجانب نادي جالطة سراي التركي.
على الصعيد الدولي، يدين تريزيجيه بالفضل للمدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر، الذي طور أداء اللاعب دفاعياً وهجومياً، وسانده رغم عدم مشاركته كثيراً مع أندرلخت ليصبح أحد أبرز نجوم تشكيلة الفراعنة.
ويبحث تريزيجيه في مونديال روسيا عن تكوين "دويتو الرعب" مع محمد صلاح هداف المنتخب وليفربول الإنجليزي خاصة وأن هناك تفاهم كبير بين اللاعبين.


