أموال معلول

حين كانت الاتحادات العربية لكرة القدم، تتسارع بداية شهر مارس – أذار الماضي، لتنهي عقود مدربيها الأجانب بسبب أزمة كورونا، فاجئ اتحاد الكرة السوري، الجميع بتعاقده مع التونسي نبيل معلول، الذي بقي في بيته لخمسة أشهر، حتى جاء لسوريا، لإجراء معسكر للاعبين المحليين، استعداداً لاستئناف التصفيات الآسيوية المشتركة لمونديال 2022 ونهائيات آسيا في الصين 2023، التي كانت مقرر نهاية العام الحالي، وخلال الأشهر الماضية انقسم الشارع الرياضي بين مؤيد ومعارض لوجود معلول في هذه الفترة بالذات، حيث النشاط متوقف والدوريات مجمدة، وهو في منزله يقبض مستحقاته مع جهازه الفني المساعد، وبعد وصوله لدمشق خفت الأصوات لأن التصفيات على بعد اشهر قليلة، حتى جاء قرار الاتحادين الدولي والآسيوي، بتأجيل موعد المباريات لأشعار آخر، لتعلو من جديد أصوات النقاد والجماهير مطالبة بفسخ التعاقد مع معلول الذي لن يخدم المنتخب في الوقت الحالي، خاصة بعد الغاء وديتي العراق وايران، واستحالة تأمين وديات جديدة بسبب كورونا.

اتحاد الكرة برئاسة العميد حاتم الغائب، أكد تمسكه بالمعلول، ورفض أي فكرة لفسخ التعاقد معه، واكد الغائب ان الأموال التي تدفع للجهاز الفني هي من الأموال المجمدة للاتحاد في الاتحاد الآسيوي، ليزيد الانقسام بين الجماهير التي طالبت بعضها بالصبر على معلول حتى يتعرف اكثر على طبيعة وعقلية وطريقة لعب اللاعب السوري، فيما الطرف الآخر أكد ان الأموال التي تصرف للمعلول وجهازه المساعد، هي من حق الأندية التي تعيش بظروف صعبة، وخزائنها فارغة تماماً، فيما عدد كبير من الملاعب بحاجة لإعادة تأهيل بعد الحرب بالبلاد كإستاد حلب الدولي واستاد العباسيين في دمشق وملعب دير الزور، وكان على اتحاد الكرة توجيه خطاباته للاتحاد الآسيوي بضرورة دعم إعادة تأهيل الملاعب من الأموال المجمدة افضل من التعاقد مع معلول وطاقمه الذي يتقاضى ما يقارب 100 الف دولار شهرياً.

ولا شك بان الاختلاف بوجهات النظر لا يفسد بالود قضية، فالمدرب مستمر في عمله، والشارع الرياضي يتقرب لمساته ونتائج عمله التي لن تظهر الا في المباريات الودية والرسمية، فان حقق حلم المونديال لأول مرة في تاريخ سوريا، سيضع الجميع تمثالاً له في مدخل كل مدينة وقرية، أما في حال فشل بذلك فستكون النتائج وخيمة على الجهاز الفني وكذلك اتحاد الكرة الذي سيتهم مباشرة بقبض نسبة من عقد المعلول خاصة حين كان المدرب التونسي في منزله وهو يقبض الدولارات.

لن نستعجل الأمور، ولكن بشكل عام البداية مع المعلول غير مبشرة، حيث انقسام الشارع الرياضي وغياب اللاعبين المحترفين عن المعسكرات المحلية، فيما عدد من المدربين انتقد المعسكر المحلي والذي أقيم مباشرة بعد نهاية الدوري والكاس، ولم يمنح اللاعبون أي فترة سلبية للراحة وهي مطلوبة ومهمة للغاية بعد موسم طويل وضغط للمباريات ومنافسة شرسة.