أصبحت الصحفية الألمانية المخضرمة كلاوديا نويمان أول امرأة تعلق على
أصبحت الصحفية الألمانية المخضرمة كلاوديا نويمان أول امرأة تعلق على مباريات كأس أمم أوروبا 2016 التي اختتمت قبل أيام قليلة، حيث أعطتها قناة ( زد دي إف) الألمانية الفرصة لتعليق مباراتي ويلز ضد سلوفاكيا وإيطاليا ضد السويد، ليدخل الإعلام الرياضي في ألمانيا مرحلة جديدة وهي تمكين المرأة في مجال التعليق على المباريات الرجالية بعد أن كان الصوت النسائي محصور في مقصورة التعليق على المباريات النسائية فقط.
قد يرى البعض بأن المخضرمة نويمان لم تواجه أي صعوبة في الوصول إلى عالم التعليق على المباريات الرجالية لأنها تعيش في مجتمع متحضر وحداثي مثل المجتمع الألماني، ولكن الحقيقة المؤلمة أن المخضرمة تعرضت للعديد من التعليقات العنصرية في وسائل التواصل الاجتماعي، فبمجرد انتهاء الشوط الأول من مباراة إيطاليا والسويد انهالت تعليقات متضمنة لإهانات جنسية، ليضطر المشرفون على موقع قناة (زد دي إف) بموقع الفيسبوك على حذف التعليقات القبيحة.
وفي عالمنا العربي، لا تزال قنواتنا الرياضية تخاف من تمكين المرأة في مقصورة التعليق لكي لا تخسر من شعبيتها ومتابعيها، فلا تزال قنواتنا ترفض اختيار امرأة للتعليق على الرياضات النسائية كرياضة التنس وكرة الطائرة النسائية وكرة القدم النسائية، لتكون فكرة تعليق امرأة على مباراة برشلونة وريال مدريد مستحيلة حتى الآن، ليكون واقعنا الرياضي بعيداً كلياً عن واقعنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
في المجال السياسي أصبحنا نرى أغلب الحكومات العربية تدعم المرأة وتساعدها على الوصول للمناصب الوزارية، ونفس الأمر في المجالات الاقتصادية والثقافية والتعليمية والاجتماعية، إلا المجال الرياضي والذي ضل عجلته جامدة أو بالأحرى معطلة بسبب خوف إدارتها ومسئوليها من طرق باب "تمكين المرأة" حتى لا تخسر شعبيتها من قبل متابعيها المراهقين، لتكون عقلية المشجع المراهق المتعصب لأندية برشلونة وريال مدريد أهم من مليون امرأة عربية تمتلك كافة الإمكانيات لخدمة وطنها في مجال الإعلام الرياضي.
ختاماً،، إذا كانت المرأة العربية قد حققت نجاحاً باهراً في خدمة وطنها في المناصب السياسية الكبرى كرئاسة كرسي البرلمان ووزارة التعليم والاقتصاد والصحة والشباب والتسامح، فمن الطبيعي أن تنجح في مقصورة التعليق على المباريات الرجالية ولكن تحتاج فقط إلى قنوات رياضية تتحلى بالشجاعة فقط لا غير مثل قناة (زد دي إف) الألمانية.
فاصلة، كلمة حق أقولها للموقع الشجاع والعزيز على قلبي (كووورة) ولرئيسها أخي العزيز أستاذ حسام بركات الذين فتحوا أبوابهم للمرأة لكي تشارك بكل قوة في الإعلام الرياضي من ناحية المقالات وأيضاً البرامج المرئية التي ينتجها الموقع مثل برنامج "مانشيتات أوروبا" التي قدمتها الإعلامية الشابة ساندرين جبرا، لتكون كووورة أول مؤسسة إعلامية رياضية تدعم المرأة دون خوف أو تردد، بل بكل شجاعة وقوة.