إعلان
إعلان

أليغري ورحلة البحث عن القائد الجديد والروح الغائبة

KOOORA
29 أكتوبر 201512:36
اليغريEPA

تأزم موقف فريق يوفنتوس الايطالي وازدادت وضعيته صعوبة هذا الموسم بعد تلقيه خسارته الرابعة في الدوري أمام ساسولو بهدف نظيف الاربعاء.

الفريق الذي تربع على عرش الكالتشيو خلال المواسم الاربعة الماضية، وكان قاب قوسين أو ادنى من معانقة المجد الأوروبي في نهائي برلين الموسم الماضي، أصبح لقمة سائغة على أي خصم وعلى أي ملعب.

أزمة حقيقية يعيشها المدرب ماسيمليانو اليغري بعد أن فشلت محاولاته في البحث عن طريق العودة إلى سابق الشخصية، وفشل حتى الآن في إعادة البريق إلى مظهر السيدة العجوز وجوهرها.

تشكيلة خائبة واداء باهت غابت عنه الروح القتالية التي طالما ميزت يوفنتوس طوال تاريخه، كما تسلسل الاستهتار إلى لاعبيه وبدأت ملامح اللامبالاة تعرف طريقها إلى وجوههم، ولا أدل على ذلك من البطاقة الحمراء المجانية التي تلقاها مدافع الفريق جورجيو كيلليني أمام ساسولو، بل حرص على تلقيها بتصرفات لا تليق بلاعب هاو!.

والحقيقة أن غياب القيادة داخل الملعب هو أبرز مشاكل يوفنتوس هذا الموسم، غاب القائد الموجه القادر على توجيه دفة الأداء في اللحظات الحرجة والتحكم في ايقاع اللعب، فغاب الانضباط وتبخرت الروح وضاعت الانتصارات.

أخطاء فادحه ارتكبتها إدارة السيدة العجوز في سوق الإنتقالات، فرغت تشكيلة الفريق من عناصر القيادة في خطي الوسط والهجوم، وهو ما أثر بشدة على الأداء والنتائج بشكل مباشر.

بالطبع رحيل ثلاثة من الأعمدة الرئيسية كفيل بالتأثير على أي فريق كروي، ولكن الجريمة الأكبر هي عدم تجهيز البديل المناسب للقيام بدور من رحل.

رحل بيرلو وفيدال عن خط الوسط، ولم ينجح اليغري في تجهيز من يقود الدفه من بعدهما، ماركيزيو لم يبدأ موسمه حتى الآن تقريبًا، وسامي خضيره لا يجيد هذا الدور، أما بوغبا فترك عقله في سوق الانتقالات وحضر بجسده فقط إلى أرض الملعب محلقًا بساقيه في الفضاء بعيدًا عن الواقع.

أما في خط الهجوم فغاب تيفيز بحركيته وحرفيته الهائلة في الربط بين الوسط والهجوم، ولم يعد هناك من يستغل المساحات الضيقة بين سطور المنافس ليقرأها ويستغلها جيدًا، مانذوكيتش يعيش كالأسماك في منطقة الجزاء، فهي بحره الذي لا يستطيع العيش إذا خرج منه، وديبالا ما زال أمامه بعض الوقت للوقوف على قدميه وتثبيتهما بين الكبار، أما موراتا فافتقد إلى من يعاونه مثلما كان يفعل تيفيز، وتاه بين دكة بدلاء اليغري وتلك اللحظات التي يشارك خلالها، تارة أساسيًا، وبديلًا في تارة أخرى.

حتى أطراف الفريق لم تجد من يوزع اليها الكرة في الوقت المناسب والمكان المثالي، فمن بعد بيرلو لا يفعل ذلك أي أحد، لتموت حيل الفريق الهجومية واحدة تلو الأخرى.

من المؤكد أن هناك أكثر من قائد في عقل اليغري، ولكنه لم يستدعي أحدهم للقيام بهذا الدور حتى الآن، أو ربما حاول فعل ذلك من خلال بوغبا وخذله اللاعب الفرنسي، ولكن من أجل الإنصاف كان هذا خطأ اليغري الأكبر، سوء تقديره لقدرات لاعبيه هو المسئول الأول عما حدث.

والآن وبعد عصر الازدهار والسيادة المحلية والإبداع، يعيش عشاق البيانكونيري واقعًا اليمًا يقول بأن الفريق لم يجني الا نصف النقاط التي جناها المتصدر روما تقريبًا بعد مرور أكثر من ربع جولات الكالتشيو، ويأتي في الترتيب بعد أندية مثل ساسولو وتورينو وأتالانتا وكييفو.

مهمة اليغري الأولى الآن هي استحضار هذا القائد الجديد وإخراجه من عقله إلى أرض الملعب، وإعادة الانضباط إلى الأداء الفني قبل الخططي، ولكن هل ينجح اليغري في هذه المهمة، أم ينتهي موسمه الثاني بخيبة أمل كبيرة تكرر مصيره السابق مع ميلان؟.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان