
ودع إسماعيل الحداد نجم الوداد البيضاوي، زملاءه بالدموع داخل مركب بنجلون بعد نهاية الحصة التدريبية، التي أقيمت اليوم السبت، وأكد لهم أنه سيغادر وصيف بطل المغرب، الذي حصل معه على العديد من الألقاب.
ولم يسبق وأن حظي لاعب بتأييد كامل ومطلق من أنصار الوداد عند مغادرته للفريق، مثلما حظي به إسماعيل الحداد وهو يعلن انتقاله للاحتراف في الدوري القطري.
أسباب هذا الإجماع تنطلق من باب الإنصاف والمكافأة للاعب اشتهر بوفاءه وإخلاصه طيلة 5 مواسم قضاها مع الفريق، علاوة على أرقامه وإنجازاته مع الوداد.
وفيما يلي يسلط "كووورة" الضوء على أسباب تسريح الحداد:
الوعد الكبير
6 طلبات هو إجمالي العروض التي تلقاها الحداد من فرق خليجية مختلفة خلال آخر 3 مواسم، وهذا باعتراف سعيد الناصيري رئيس النادي، الذي أكد مرارا أنه أكثر لاعب تصل له العروض عند كل ميركاتو.
ما حدث طيلة الفترة السابقة، هو رفض العروض بسبب حاجة الفريق لخدماته محليا وقاريا، دون أن يتمرد اللاعب صاحب الـ30 عاما، لفرض الأمر الواقع بمغادرته.
وتلقى اللاعب وعدا صريحا من الناصيري، بعد نهائي رادس قبل عام في دوري الأبطال، أنه سيلبي له رغبته في الاحتراف فور تلقيه عرضا في المستقبل، وبمجرد ما تقدم الخور القطري بعرضا للوداد، ليستعيد الناصيري وعده السابق ونفذه على أرض الواقع.
المكافأة المجزية
يعد الحداد ظاهرة فريدة داخل الوداد، فهو قبل أن يكون لاعبا باحترافه الكرة، كان مناصرا ومهووسا بحب الفريق، ويحمل معه دائما ألبوم صور توثق تنقله بين ملاعب المغرب لينخرط في تشجيعه.
وحين استقر الأمر بالحداد لاعبا مع حسنية أكادير، لم يتحمل مواجهة الوداد بالدوري، فأعلن رغبته في ترك أكادير وفعل المستحيل ليحمل ألوان الوداد.
وقرر الناصيري التقاطه وشراء عقده قبل 5 مواسم، ليفعل له هذه الرغبة وهذا الحلم، و طيلة هذه الفترة لامس الحداد المجد مع الوداد بتتويجه بـ3 بطولات محلية وسوبر أفريقي ودوري الأبطال والمشاركة في مونديال الأندية.
ولم تسجل الفترة السابقة أي صدام للحداد لا مع مجلس الإدارة ولا مع الجماهير، التي طالبت بتسريحه لتحسين وضعه الاجتماعي مثلما حدث مع أوناجم وبن شرقي وإيفونا وغيرهما ممن غادروا الفريق.
المركز المشتعل
قبل السماح للحداد بمغادرة الوداد، نجح الفريق مؤخرا في ضم 10 لاعبين من بينهم 3 أسماء تلعب في مركز الحداد، وهو ما مثل إشارة على خروجه بعدما استقطب الفريق من سيعوضه.
وضم الوداد "الليبي مؤيد اللافي وأيوب لكحل وسايمون مسوفا"، إضافة للتفاوض مع آدم النفاتي، وهم عناصر تلعب في مركز الجناح الذي تعود عليه لكحل، مهدت لمغادرته قصد السماح للوافدين الجدد بأخذ مكانه.
التوازن المالي
حطم الوداد مؤخرا كافة الأرقام بعقد صفقاته القوية والكبيرة، رغم التداعيات المقلقة التي خلفتها جائحة كورونا، وأثرت على إيرادات الفريق.
ويعد النادي الوحيد الذي تعاقد مع لاعبين بعقود مع فرق أخرى مثل ضم ثنائي الجديدة مسوفا وبنشاوي، والمودن من اتحاد طنجة، ولكحل من المغرب التطوني وغيرهم.
كما أنجز صفقات حرة بأسعار مرتفعة، مثل ضم الهداف التاريخي للمنتخب المحلي أيوب الكعبي، الليبي مؤيد اللافي وغيرهم.
وكان الوداد بحاجة لأموال لإبرام هذه الصفقات، ومنها بيع الحداد الذي سيضخ في حساب الوداد مليون و600 ألف دولار، بحسب مصادر كووورة.



