Reutersخسر فريق برشلونة عمليا فرصة الفوز بالدوري الإسباني، بعد تعادله أمام ليفانتي (3-3)، في مباراة عكست نقاط الضعف الرئيسية التي تفسر انهيار الفريق الكتالوني في هذه المرحلة الحاسمة من الموسم، ومن بينها الهشاشة الدفاعية وتغييرات المدرب غير الفعالة.
وبعد العودة من فترة التوقف الأخيرة بسبب الاستحقاقات الوطنية للمنتخبات في نهاية مارس/آذار الماضي، لم يحقق الفريق الكتالوني الفوز سوى في 4 مباريات فقط من أصل 8 مواجهات، أمام بلد الوليد (1-0) وخيتافي (5-2) وفياريال (2-1) وفالنسيا (3-2).
وانتهت بقية المباريات سواء بالهزيمة، في الكلاسيكو أمام ريال مدريد (1-2) وأمام غرناطة (1-2)؛ أو بالتعادل أمام أتلتيكو مدريد (0-0) وليفانتي (3-3).
وخلال هذه الفترة، كان الاستثناء الوحيد هو نهائي كأس الملك، حيث استعرض برشلونة قوته أمام أتلتيك بيلباو وتغلب عليه (4-0)، ليكسر بذلك حالة الحرمان التي استمرت قرابة عامين دون أن يفوز بأي لقب.
ويمكن تفسير أسباب الأداء السيء للفريق الكتالوني على هذا النحو:
هشاشة دفاعية
استقبل برشلونة 12 هدفا في آخر 8 مباريات خاضها، وتمكن فقط من الحفاظ على شباكه نظيفة في اثنتين من هذه المباريات.
وعلى الرغم من أن دفاع برشلونة كان الخط الأكثر تعرضا للإصابات طوال الموسم، إلا أنه في هذه المرحلة الأخيرة من الدوري، أظهر لاعبوه هشاشة واضحة في الدفاع عن شباك الفريق.
واهتزت شباك الفريق مرتين في أقل من 5 دقائق خلال مباراة ليفانتي الأخيرة، وظهرت الأخطاء الفادحة لبيكيه وديست في الهدف الثالث، كما هو حال أوسكار مينجويزا وسيرجي روبرتو في مباراة غرناطة.
تراجع الأداء في الشوط الثاني
عاود برشلونة إهداء الشوط الثاني لمنافسيه في مباراة الأخيرة، مما سمح للاعبي ليفانتي بإحراز هدفين في مباراة بدت وكأنها ستنتهي بهدفين أحرزهما برشلونة في الشوط الأول من اللقاء.
وبدا الأمر وكأنه يحاكي الريمونتادا التي قام بها غرناطة على ملعب كامب نو، والذي تمكن أيضا من تسجيل هدفين في أقل من 15 دقيقة خلال الشوط الثاني.
معضلة إنهاء المباريات
لم يقدم برشلونة أداء قويا حتى في المباريات التي فاز بها، ولم يتمكن الفريق من تحقيق الفوز أمام بلد الوليد سوى في الدقيقة الأخيرة، عندما سجل عثمان ديمبيلي هدف اللقاء الوحيد.
وحقق برشلونة الفوز في مباراتي فياريال وفالنسيا بشق الأنفس بفارق هدف واحد فقط، كما أنه لم يتمكن من حسم مباراة خيتافي في كامب نو إلا في الدقائق الأخيرة.
تغييرات كومان
لجأ رونالد كومان في عدة مناسبات إلى إجراء تغييرات دفاعية، لم تساعد في تصدي الخط الخلفي لهجمات لاعبي الفرق المنافسة. على العكس من ذلك، كان برشلونة دائما ما يعاني عندما كان يقرر مدربه سحب الفريق إلى الوراء لتأمين دفاعه.
وتعد مباراة ليفانتي أحدث مثال على ذلك، حيث استبدل المدرب الهولندي ديمبيلي، الذي كان أحد أكثر اللاعبين نشاطا في المباراة، بديست، الذي يلعب في مركز الجناح.
وعلى الرغم من هذا التعزيز الدفاعي، لم يتمكن رجال كومان من الحفاظ على تقدمهم بنتيجة (3-2)، وفي الدقائق الأخيرة استقبلوا هدف التعادل.
التعثر أمام المنافسين المباشرين
في موسم متقارب كما هو الحال في هذا الموسم، يعد الفوز على المنافسين المباشرين أمرا حاسما، ليس فقط لتوسيع فارق النقاط، ولكن أيضا للفوز بالمواجهات المباشرة وفارق الأهداف في حالة التعادل في النقاط.
لكن أمام ريال مدريد وأتلتيكو، لم يحقق برشلونة لا هذا ولا ذاك، وسقط الفريق الكتالوني في الكلاسيكو، وفشل في التفوق على الأتلتي السبت الماضي.
وبالإضافة إلى ذلك، لم يكن برشلونة على المستوى المطلوب في المباراة الحاسمة أمام غرناطة؛ ولو كان فاز في تلك المباراة، لتصدر ترتيب الليجا منفردا وربما كانت القصة ستختلف تماما، لكن انتهى الأمر بالخسارة، وقبل مباراتين من انتهاء موسمه، يبدو أن الحصول على اللقب بات أشبه بالوهم.



