رغم أنها ليست المرة الاولى التي يخسر فيها المباراة النهائية
رغم أنها ليست المرة الاولى التي يخسر فيها المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا ، كانت هزيمة بايرن ميونيخ الألماني أمام تشيلسي الإنجليزي مساء أمس السبت في نهائي البطولة هي الأصعب في تاريخ الفريق البافاري.
ولذلك ، أكد كارل هاينز رومينيجه الرئيس التنفيذي لنادي بايرن على لاعبي الفريق عقب مباراة الأمس أن هذه الهزيمة بضربات الترجيح أكثر قسوة وصعوبة من هزيمة الفريق أمام مانشستر يونايتد في الوقت الضائع للمباراة قبل 13 عاما.
وتعادل بايرن وتشيلسي 1/1 في الوقتين الأصلي والإضافي للمباراة قبل أن يحسم تشيلسي اللقاء لصالحه عبر ضربات الترجيح. وقال رومينيجه ، خلال تناول وجبة العشاء مع الفريق عقب مباراة الأمس ، "كان نهائي 1999 ، الذي خسرناه 1/2 في برشلونة ، قاسيا بشكل لا يمكن تصوره ولكنني أرى أن هزيمة اليوم أكثر صعوبة وقسوة كما كان من الممكن تجنبها.. ولذلك فإنها موجعة للغاية". وفي نهائي عام 1999، كان بايرن متقدما 1/صفر على مدار المباراة ولكن تيدي شيرنجهام والنرويجي أولي جونار سولسكشاير سجلا هدفين متتاليين لمانشستر يونايتد في الوقت الضائع للمباراة ليقودا الفريق الإنجليزي إلى الفوز الدراماتيكي والتتويج بلقب البطولة.
وخلال مباراة الأمس في ميونيخ ، تقدم بايرن بهدف متأخر في الدقيقة 83 سجله توماس مولر ولكن شباك الفريق استقبلت هدف التعادل عن طريق المهاجم الإيفواري ديدييه دروجبا ليتعادل الفريقان 1/1 في الوقت الأصلي وتتجه المباراة للوقت الإضافي الذي شهد إهدار الهولندي آريين روبن نجم بايرن لضربة جزاء ليستمر التعادل في الوقت الإضافي ويحتكم الفريقان لضربات الترجيح. وأخرجت هذه الهزيمة فريق بايرن صفر اليدين من هذا الموسم حيث سبق له أن حل ثانيا في الدوري الألماني (بوندسليجا) خلف بوروسيا دورتموند الذي تغلب على بايرن 5/2 في نهائي كأس ألمانيا ليحل بايرن ثانيا في البطولات الثلاث التي خاضها هذا الموسم. وكانت هزيمة الأمس هي الخامسة لبايرن في المباريات النهائية لدوري أبطال أوروبا والثالثة له في النهائي أمام أحد الفرق الإنجليزية بعدما خسر أمام أستون فيلا صفر/1 في عام 1982 وأمام مانشستر يونايتد 1/2 في عام 1999 ولكن الهزيمة أمس هي الأولى له بضربات الترجيح. ولذلك ، أصيب لاعبو ومسئولو بايرن بصدمة وفقدوا القدرة على الكلام بعد هذه المباراة التي خسروها رغم السيطرة على مجريات اللعب فيها. وكتب مولر ، على صفحته بموقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي عبر الانترنت "لا يمكنني إغلاق عيني. ما زلت لا أصدق أننا لم نفز بالمباراة.. هزيمة مرة للغاية ! كرة القدم يمكنها أن تكون قاسية".
وقال أولي هونيس رئيس نادي بايرن إن الحزن الشديد سيطر على اللاعبين بعد انتهاء المباراة مشيرا إلى أن أى حديث إليهم الآن لن يكون مجديا. وقال هونيس "لم يصنع تشيلسي أي فرصة ولكننا أيضا لم ننجح في تحقيق الفوز وهو أمر لا يمكن إدراكه.. من الصعب ترجمة ذلك إلى كلمات. إذا كانت لديك العديد من الفرص لحسم المباراة ، كان يجب أن تفعل ذلك. ولذلك خسرنا المباراة".
ورغم ذلك ، قال يوب هاينكس المدير الفني لبايرن إن الهزيمة لا يمكن أن ترجع بشكل تام إلى سوء الحظ. وأوضح "إنني والفريق كنا نهدف للفوز باللقب. ولكنني أدرك مدى قسوة كرة القدم.. أهدرنا العديد من الفرص ببساطة. لم نحكم قبضتنا على استغلال الفرص. من الطبيعي ألا تحصل على العديد من الفرص أمام فريق مثل تشيلسي. وعندما تتقدم بهدف في الدقيقة 83 ، يتعين عليك أن تحافظ عليه للعبور من المباراة".
ورغم انتهاء المباراة في وقت متأخر يصعب معه انتظار معظم الصحف لتغطية اللقاء ، أكدت الصحف في مواقعها على الانترنت أن بايرن لم يكن محظوظا على الاطلاق. وذكرت صحيفة "سودويتشه تسايتونج" بموقعها على الانترنت "ما مدى سوء الحظ الذي قد يظهر في مباراة كرة قدم ؟ .. ليست هناك العديد من الرياضات التي يمكن للفريق الأضعف أن يكسب فيها ، ولكن كرة القدم واحدة من الرياضات القليلة التي يحدث فيها هذا". وأضافت "تشيلسي قائد في سرقة الانتصارات. ويمكن أن يقال هذا بوضوح بعد نهائي دوري الأبطال أمس والذي كان أكثر نهائي في تاريخ البطولة يمكن اعتباره من طرف واحد". وفي إشارة إلى تاريخ ضربات الترجيح التي تحظى الفرق الإنجليزية فيها بتاريخ هزيل للغاية أمام الفرق الألمانية ، ذكرت الصحيفة "لم يكن ممكنا أن ينتهي الموسم بشكل قاس ودراماتيكي لبايرن أكثر من هذا ، فالفريق الألماني خسر على ملعبه بضربات الترجيح أمام فريق إنجليزي".
وأبدت صحيفة "بيلد" بموقعها على الانترنت تعاطفا مع لاعب خط الوسط باستيان شفاينشتيجر الذي انهمرت دموعه بعد ضربة الترجيح التي سددها في القائم قبل أن يحرز الإيفواري ديدييه دروجبا الضربة الأخيرة الحاسمة لتشيلسي. وذكرت الصحيفة في عنوانها "ضربة ترجيح ضائعة ! شفايني ، إنني نبكي معك". وفي الوقت نفسه ، ذكرت مجلة "كيكر" الألمانية الرياضية أنه الوقت المناسب لاتباع استراتيجية جديدة في بايرن ميونيخ سواء داخل أو خارج الملعب بعدما شهد الفريق تغييرات عديدة في المدربين عبر السنوات القليلة الماضية.
وأوضحت المجلة "يورجن كلينسمان أولا ثم لويس فان جال والآن يوب هاينكس.. ثلاثة مدربين على مدار السنوات الأربع الأخيرة بفلسفة مختلفة تماما لدى كل منهم. إنه أسلوب حلزوني لا يظهر أي استمرارية". وأضافت المجلة أن بايرن لا يحتاج إلى التخلص من كل شيء ومحوه وإنما يحتاج إلى دراسة وتحليل هذا الموسم لمعرفة الأسباب التي أفقدته فرصة النجاح. وكان من بين المتابعين لمباراة الأمس باهتمام بالغ المدرب يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني والذي سيكون بحاجة إلى استعادة التوازن النفسى والمعنوي للاعبي بايرن المنضمين إلى قائمة المنتخب استعدادا لبطولة كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2012) ببولندا وأوكرانيا والتي تنطلق فعالياتها بعد أقل من ثلاثة أسابيع. ووتضم القائمة المبدئية للمنتخب الألماني ثمانية من لاعبي بايرن حيث يشاركون مع الفريق في معسكره التدريبي هذا الأسبوع استعدادا ليورو 2012 .
وقال لوف "بالطبع ، جميعنا يشعر بخيبة الأمل والحزن الشديد حاليا.. كرة القدم تكون قاسية أحيانا". واعترف فولفجانج نيرسباخ رئيس الاتحاد الألماني للعبة بأن هزيمة بايرن في مباراة الأمس أضعفت بعض بريق المنتخب الألماني قبل مشاركته في يورو 2012 .