المهمة الصعبة!!

نحن شعب عاطفي جداً!! عندما نحب.. نتغاضي عن كل شيء ونتنازل ونلتمس كل الأعذار لمن نحبه!! وعندما نكره.. خذ عندك آلاف المبررات والأسباب والبحث عن الأخطاء وتصويرها بأكبر حجم وكأن من كرهناه هو الشيطان الأعظم!! الأسوأ عندما نكره من نحب. ويتحول كلام الاشادة بالأمس إلي نار الحقد والكراهية اليوم!! 
وفي الرياضة حدث ولا حرج عن هذا التناقض الغريب.

فمن يكره اتحاد الكرة يتمني فشل المجلس وكل من فيه وفشل بطولاته حتي ولو كان الفريق هو منتخب مصر!! هي مصالح فقط. وطبقا للمكاسب التي ستتحقق تحدد مساحة الحب والاخلاص.. أو حجم الحقد والكراهية!! 

ومنتخبنا الوطني مقبل علي بطولة هي الأكبر في تاريخ القارة السمراء لأنها تضم ولأول مرة أربعة وعشرين منتخبا هي صفوة الكرة الأفريقية. ومطلوب من منتخبنا الفوز بها. وهي البطولة التي نظمتها مصر في ستة أشهر فقط. وهو رقم قياسي للتنظيم القاري.. ومطلوب أيضا النجاح في تلك التجربة. وأنا شخصيا علي ثقة من النجاح المصري لنثبت للعالم كله أن في مصر كوادر عالمية في الإدارة والتنسيق والتنظيم واللعب والفن تواكب قمة التطور في العالم كله. 

رغم ذلك يخرج علينا بعض ضعاف النفوس من أشلاء زمن ولي وانقضي ليشككوا في امكانيات الملاعب التي اصبحت علي أعلي مستوي في زمن قياسي. والآن يتحدث البعض عن محمد صلاح البسمة المصرية في الملاعب الأوروبية. وللأسف الشديد استكثر عليه البعض أن يحصل علي راحة سلبية بعد عناء موسم طويل وصعب ومرهق كلل بالنجاح في الفوز باللقب الأوروبي.

قالوا عن صلاح أنه في نزهة صيفية وانه ترك المنتخب والمعسكر من أجل الصيد والنزهة. ولا يعرفون أن ما يفعله صلاح جزء مكمل للتدريب والاعداد والتحضير النفسي والبدني والذهني قبيل الدخول في معمعة كأس الأمم وهو الورقة الرابحة فيها ويحمل علي كتفيه اسم وسمعة منتخب مصر. 

الراحة ليست ترفيها.. بل هي عصب اعداد اللاعب لمرحلة بناء جديدة وتحضير بدني ونفسي لابد منه حتي لا يصاب اللاعب بالأرهاق فتأتي الاصابات لكل عضلات الجسم.. وهذا هو جوهر الخلاف الذي دب بين الأهلِي واتحاد الكرة علي اعتبار أن لاعبي الاهلي لن يجدوا وقتا للراحة بين الموسمين مما قد ينعكس سلبا عليهم الموسم القادم. 

علي الجميع أن يترك منتخب مصر ومحمد صلاح للتركيز في البطولة الأصعب والتي تعودنا علي الفوز بها خاصة عندما تكون علي ملاعبنا!! 

نقلا عن صحيفة  الجمهورية