المكبر إذ يحفظ ماء وجه كرة الوطن

البداية المطمئنة التي رسخها فريق جبل المكبر، ممثل فلسطين في منافسات كأس الاتحاد الآسيوي، وأفضت الى فوزه بهدف مقابل لا شيء على فريق الفتوة السوري، أفرحت الفلسطينيين والأسرة الكروية جمعاء، ورسمت البهجة على وجوههم وثغورهم، خصوصاً وأنها جاءت في أعقاب خسارتين تجرعهما منتخب الكرة الأول أمام عُمان وخسر بثنائية لهدف، وأمام فيتنام وخسر بثنائية دون رد.

فوز جبل المكبر، عدا عن انه حفظ ماء وجه الكرة الفلسطينية، فان مكاسبه ستكون عديدة وعميمه، لعل ابرزها.. بث الثقة وترسيخها في نفوس اللاعبين، وحضّهم على مواصلة السير في طريق الانتصارات، وصولاً الى قمة المجموعة، إن شاء الله، التي يشاركهم فيها فريق العهد اللبناني.

في العُرف الكروي الدارج، ووفقاً لخبراء الكرة، فان هناك ارتباطاً وثيقاً بين نتائج المنتخبات الوطنية والفرق النادوية، ومثل هذا الاستخلاص أمر منطقي، لأن المنتخبات الوطنية تعتمد على الأندية في استقطاب ارفع المواهب، رغم ان هذه القاعدة لا تُطبق بالكامل عندما يتعلق الأمر بفريق جبل المكبر، فالمنتخبات الوطنية تستعين ببعض مواهب "أبناء الجبل"، وتقفز عن أخرى، واقرب مثال على ذلك عدم استدعاء محمد عبيد وهاني عبدالله وحمادة مراعبة، الأول كان شعلة نشاط لا تنطفئ وقد ارهق رجال خط الظهر السوريين في المحور الأيسر بتوغلاته واندفاعاته السريعة، وقد توج ألمعيته ومجهوده الوافر بهدف الفوز، الذي وقّع عليه محمد يامين.

فوز المكبر أعاد الأمل للكرة الفلسطينية بأنها ستنهض، وان تؤكد حضورها في معادلات الكرة الآسيوية، شريطة ان تتضافر كافة الجهود المخلصة سواء تعلق الأمر باتحاد الكرة ومسابقاته الرسمية، التي ينبغي تطويرها وتفعيلها او بالتوسع بالبنى التحتية بإيجاد ملاعب مُعشبة، طبيعياً، بدلاً من العشب الصناعي القاتل، وتوفير ولو الحد الأدنى من الموازنات، بدلاً من الاكتفاء بالإشارة الى الظروف الضاغطة والخانقة.. وهلم جراً.

نقلا عن جريدة الأيام الفلسطينية