
استعاد المنتخب المغربي بريقه المفقود بعد سنوات من الأفول و الغياب، إذ كان العام الحالي الأفضل منذ فترة طويلة، بعدما حقق بعض الإنجازات، منها كسر عقدة الدور الأول في أمم أفريقيا التي احتضنتها الجابون، والتأهل لمونديال روسيا بعد 20 سنة، من الغياب عن هذا المحفل الكروي الكبير.
وفي التقرير التالي نستعرض مشوار المنتخب المغربي الذي يجعله منافسًا شرسًا، ورقمًا بارزًا لحصد جائزة جلوب سوكر كووورة.
عقدة الدور الأول
شكل عبور المنتخب المغربي لحاجز الدور الأول بأمم أفريقيا التي احتضنتها الجابون، عنوانًا بارزًا لاستعادة بعض من بريقه و هيبته، بعدما فشل في 13 سنة، وتحديدًا منذ دورة تونس 2004 التي حل فيها وصيفًا لنسور قرطاج من تحقيق هذا الإنجاز.
ورغم بدايته المتعثرة في الكان الأخير بخسارته من منتخب الكونغو، إلا أن أسود أطلس عادوا بقوة في مواجهة توجو بعدما حقق انتصارًا عريضًا 3-1، ثم عاد لينجز المهمة باقتدار في المواجهة الحاسمة أمام منتخب كوت ديفوار بفضل هدف عليوي التاريخي، الذي أنهى من خلاله عقدة ثانية تمثلت في الفوز على منتخب الأفيال الإيفواري لأول مرة منذ 23 سنة.
ورغم إقصائه في دور ربع النهائي أمام المنتخب المصري بفضل اللاعب كهربا المتأخر، إلا أن المنتخب المغربي خلف وراءه خلال هذه المشاركة انطباعًا إيجابيًا بشهادة النقاد و المتتبعين.
العودة للعالمية
جرب اتحاد الكرة المغربي عدة مدارس كروية، سواء المحليين أو الأجانب، والذين تجاوز عددهم 10 مدربين منذ مونديال فرنسا 1998، والذي شارك به المنتخب المغربي بقيادة الفرنسي هنري ميشيل، إلا أنه فشل في تجسيد حضوره الخامس في المونديال بعد عدة محاولات يائسة.
التعاقد مع الفرنسي هيرفي رينارد كان الخيار المثالي لرئيس اتحاد الكرة المغربي، بعد فك الارتباط مع الأسطورة بادو الزاكي، ورغم بدايته السيئة بالتعادل سلبًا أمام كوت ديفوار والجابون في تصفيات المونديال، إلا أن المغرب عاد بقوة في آخر 4 مباريات بجمعه 10 نقاط، مكنته من استعادة موقعه بالمونديال بجدارة.
فالظهور المشرف للمنتخب المغربي في التصفيات، رافقه نجاح كبير على مستوى الأرقام، وهو ما يجعله منافسًا شرسًا لنيل جائزة جلوب سوكر كوووورة.
أرقام لا تتجمل
دخل المنتخب المغربي تاريخ الأرقام القياسية العالمية من بابه الواسع، حيث أصبح أول منتخب عالمي ينهي تصفيات المونديال دون أن تستقبل مرماه أي أهداف.
ودون احتساب مباراة الجولة التمهيدية التي فاز فيها ذهابًا على غينيا الإستوائية بهدفين في أكادير، وعاد ليخسر بهدف في مدينة باتا، فإن حضور المغرب في مجموعته الثالثة كان لافتًا، بعدما لعب 6 مباريات سجل فيها 3 انتصارات و 3 تعادلات و سجل 11 هدفًا دون أن تستقبل مرمى حارسه منير المحمدي أي هدف.
ولم يكتف المغرب بالصلابة الدفاعية، بل حقق انتصارات كاسحة على مالي بسداسية نظيفة في الرباط، ثم الجابون ب 3-0 بالدار البيضاء، وانتزاع بطاقة التأهل بالفوز على الأفيال بهدفين في معقلهم.
هذه الأرقام التي يتفوق من خلالها المنتخب المغربي على باقي المنتخبات العربية، تضعه في صدارة المرشحين لنيل جائزة جلوب سوكر كووورة، وساهمت في رفع أسهم عدد من لاعبيه في بورصة الاحتراف.
قيمة تسويقية عالية
وضعت العديد من التصنيفات والإحصاءات التي أنجزتها مختلف المواقع المختصة في هذا المجال، المنتخب المغربي في طليعة المنتخبات العربية التي يعتبر لاعبوها الأعلى من حيث القيمة التسويقية بين باقي اللاعبين العرب.
و يتصدر المحترفان المهدي بنعطية و حكيم زياش القائمة، بسعر يفوق 18 مليون دولار إضافة للاعب جلطة سراي يونس بلهندة بقيمة مالية تناهز 9 مليون دولار، كما أنه يضم لاعبين محترفون بأندية أوروبية عريقة بإنجازات غير مسبوقة لباقي اللاعبين العرب، يتقدمهم أشرف حكيمي الذي دون اسمه في سجلات التاريخ بأن أصبح أول لاعب عربي يظهر في صفوف نادي ريال مدريد، ويسجل له هدفًا في مباراة رسمية.



