إعلان
إعلان

المريخ يصنع الأزمة ويخرج بأقل الأضرار

بدر الدين بخيت
19 أكتوبر 201609:30
im

اختمت مساء أمس الثلاثاء بطولة الدوري السوداني، بتوجيه ضربة موجعة هزت صورة المسابقة الأكبر، وذلك بغياب المريخ المتعمد عن المباراة الختامية التي كان من المفترض أن تجمعه بنده التقليدي الهلال باستاد حليم/شداد.

ونفذ المريخ استراتيجية محكمة قصد منها الحفاظ على كرامته التي أهدرت في العام الماضي حين توج رسميا بلقب الممتاز وكأس السودان في غياب الهلال المتعمد وقتها، وأراد المريخ في النهاية أن تتدخل الحكومة كما فعلت مع الهلال حين تدخل نائب رئيس الجمهورية وفرض على أطراف الأزمة حلها بأي صورة.

وطبق المريخ استراتيجية محكمة لإدارة أزمة المباراة الختامية للممتاز، وذلك أولا أن المريخ تأكد أنه خسر البطولة منذ نحو ثلاثة أسابيع، لأن الهلال حسم اللقب قبل جولتين من نهاية البطولة، وبالتالي فإن مباراة ختام الموسم سوف تكون تحصيل حاصل، ورسم المريخ الخطوات لرد اعتباره من الهلال تحديدا الذي افسد ختام الموسم الماضي، ومن اتحاد الكرة الذي يرى المريخ أنه لم يتعامل معه بإحترام وهو يرفض الرد على استئنافه في شكواه حول لاعبه السابق شرف الدين شيبوب.


ثانيا اتخذ مجلس المريخ قرارا سابقا الأسبوع الماضي بالإنسحاب من مباراة الأهلي شندي الحاسمة التي تحدد ترتيب الثاني الممثل بدوري أبطال إفريقيا، لكن رئيس النادي جمال الوالي الذي كان متواجدا خارج السودان، عاد وأجهض قرار الإنسحاب وقرر خوض المباراة، وكان يقصد من ذلك وضع المريخ في موقف المتحكم بزمام الأزمة، وقد تسبب إجهاضه لقرار الإنسحاب باستقالة 3 أعضاء من المجلس.

ثالثا قدم المريخ خمس خطابات لاتحاد الكرة السوداني خلال الأسبوع الحالي تستعجل الرد على الاستئناف وطلب الفحص وذلك لتكثيف الضغط على اتحاد الكرة للاستجابة له، فإذا فعل ذلك يظهر المريخ اتحاد الكرة بصورة الضعف، لأن الاتحاد في أزمة الموسم الماضي لم يتسجب للهلال، وإذا لم يستجب الاتحاد ينفذ المريخ قرار الانسحاب وفي ذلك إحراج للإتحاد بإفساد أكبر احتفالاته الكروية في أكبر بطولاته، وكذلك إحراج الشركة الراعية التي تدفع مئات الملايين لأندية الممتاز.

رابعا اتخذ المريخ من الاجتماع الفني للمباراة فرصة أخيرة للتلويح بعصا الإنسحاب من الختام ما لم يستجب الاتحاد لمطالبه، وما لم يعرف هل سيتوج الهلال رسميا بكأس البطولة والميداليات أم لا فإنه سيتخذ قرار الإنسحاب بالغياب عن المباراة.

نفذ مسؤولو المريخ تلك الاستراتيجية بنجاح تام، وخرجوا بمكسب تمثيل الفريق بدوري الأبطال الذي كان يحتاج إلى ضمان الفوز بمباراة واحدة لتأمين الترتيب الثاني وهي مباراة الأهلي شندي وفاز بها المريخ 2-0، واصبح الفارق بينه وبين الأهلي شندي 4 نقاط وذلك هو دهاء جمال الوالي، الذي قصد ضمان التمثيل بدوري الأبطال الذي يمنح المريخ ميزة اللعب في دور الترضية بالكونفدرالية حال عجز الفريق عن الوصول لمجموعات الأبطال، ولكن إذا إنسحب المريخ من مباراة الأهلي شندي فلن يضمن الفوز على الهلال في الختام وبذلك يحصل شندي على الترتيب الثاني والتمثيل بالأبطال.

أجل المريخ قرار الإنسحاب حتى يضمن التمثيل بالأبطال، فسدد الضربة القاضية بقرار الإنسحاب قبل ساعتين بالضبط من انطلاق المباراة، وذلك على أساس أنه ضمن أن الفارق بينه وبينه الأهلي شندي سيكون نقطة واحدة في الترتيب الثالث، لأن المريخ بعد أنسحابه أمس سوف تخصم منه 3 نقاط فقط وسيصبح رصيده 74 نقطة والأهلي شندي 73 نقطة ولن يتأثر ترتيب المريخ بالإنسحاب، ليخرج الفريق الأزمة بأخف الأضرار.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان