"المرحلة الخادعة" تهدد مستقبل ألمانيا

رغم ما حققته كرة القدم الألمانية من نجاح خلال الأعوام الأخيرة، شدد مايكل شينفايتس المسؤول عن منتخبات الفئات العمرية بالاتحاد الألماني لكرة القدم على ضرورة خضوع تلك الفئات للمراجعة والتطوير بشكل دائم.

ويرى شينفايتس أنه ليس من المفترض أن تعتمد الكرة الألمانية على النجاح الذي تعيشه حاليا أو الذي تحقق خلال الأعوام الأخيرة، وإنما يجب بذل جهود هائلة في تطوير قطاعات الناشئين من أجل مواصلة القدرة على التنافس بكرة القدم على المستوى العالمي.

ويحمل المنتخب الألماني الأول لقب كأس العالم، كما يحمل منتخب الشباب لقب بطولة أمم أوروبا للشباب (تحت 21 عاما)، كما حققت منتخبات الناشئين سلسلة طويلة من الإنجازات.

ورغم ذلك تحدث شينفايتس، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية عن "مرحلة خادعة" تعيشها الكرة الألمانية.

وقال شينفايتس: "النجاح هو نتيجة للتطوير، يكون نتيجة لعملية، وبالتالي يجب تطبيق هذه العملية باستمرار."

وأضاف أن منظومة الكرة الألمانية جيدة وتعمل بشكل جيد، ولكن يجب أن يكون هناك رد فعل للتعامل مع التغييرات في المجتمع، بما في ذلك القيم ووسائل التعليم، والتطورات في الدول الأخرى.

وتابع "يجب أن نواصل تطوير منظومتنا وبشكل أكبر، ونسلك طرقا جديدة، ونغير الأساليب في جوانب معينة".

وكانت ألمانيا قد أجرت نظام إصلاح شامل لمنظومة المواهب الشابة عقب خروج منتخبها من دور المجموعات ببطولة كأس الأمم الأوروبية عام 2000، وجنت الثمار من خلال إخراج عدد كبير من اللاعبين البارزين وتحقيق العديد من الإنجازات أبرزها التتويج بكاس العالكم 2014.

واقترب لاعبو الجيل الأول لذلك المشروع، ومن بينهم مسعود أوزيل وسامي خضيرة وجيروم بواتينج ومانويل نوير، من عمر الثلاثين عاما وبعضهم تجاوزه، والآن تحتاج الكرة الألمانية إلى المواهب الجديدة من أجل مواصلة النجاح.

ووصف شينفايتس أكاديمية كرة القدم المقرر تشييدها في مقر الاتحاد الألماني، بأنها خطوة مهمة.

وواصل شينفايتس: "إنه استثمار من أجل المعرفة ومن أجل مزيد من التطور لكرة القدم الألمانية ككل". 

وأشار إلى ضرورة مثل هذه الخطوات في ظل المنافسة القوية التي تواجهها الكرة الألمانية من قبل دول أخرى، قائلا إن منتخبات إنجليزية توجت بثلاثة من إجمالي 5 ألقاب دولية في العام الماضي، حيث أحرزت إنجلترا اللقب في كل من كأس العالم للناشئين (تحت 17 عاما) وكأس العالم للشباب (تحت 20 عاما) وبطولة أوروبا للشباب (تحت 19 عاما).

واستطرد شينفايتس: "إنجلترا لم تستثمر كثيرا فقط في الارتقاء بالمواهب الشابة، وإنما استثمرت في الجوانب الصحيحة، وبات لديها مجموعة كبيرة من المواهب البارزة".

وأضاف أنه رغم ضرورة رصد التطور الإنجليزي، لا يفترض أن يكون هدف ألمانيا أن تسير على خطاها فيما يتعلق برفع الرواتب، وإنما يفترض استغلال الأموال "في مواصلة تطوير النجوم".