
وصلت بطولة الليجا الإسبانية لمحطتها الأخيرة، وهوية البطل ستبقى مجهولة حتى صافرة نهاية جميع المباريات في ذات اللحظة، حفاظا على روح المنافسة واتقاء لشبهات التلاعب للتأثير على حظوظ الفريقين المتنافسين على اللقب وهما اتلتيكو مدريد المتصدر، ومطارده ريال مدريد، أو المركز الثالث الذي انحصر أيضا بين برشلونة وإشبيلية.
حسم اللقب ستدخل به عوامل أخرى، تنحصر في مدى الرغبة التي يمتلكها بلد الوليد الذي سيواجه اتلتيكو، وفياريال الذي سيقابل الريال، وعلى الجانب الآخر، تبدو المعركة اخف وطأة، كون المركز الثالث لا يقدم أو يؤخر باعتبار برشلونة وإشبيلية ضمنا المشاركة في دوري أبطال أوروبا، ويبقى الأمر متعلقا بالتاريخ خاصة بالنسبة لبرشلونة الذي وجد نفسه للمرة الأولى منذ سنوات يتراجع للمنافسة على المركز الثالث بعدما اعتاد على المركز الأول أو الوصافة.
لو نظرنا بشكل تحليلي للأمر، للاحظنا أن هناك صعبة شديدة في مواجهتي اتلتيكو والريال مع فريقين يلعبان بأفكار مختلفة تماما، فبلد الوليد بعيدا عن آخبار المكافأة الخرافية التي رصدها رئيسه الظاهرة البرازيلية رونالدو، فهو يصارع من أجل البقاء في الليجا، حيث يحل في المركز قبل الأخير، وسيكون الفوز، الضمانة الأخيرة له للمحافظة على أمل البقاء، في حال خسارة كل من إلتشي وهويسكا اللذان يتقدمان عليه بنقطتين في المركزين الثامن عشر والسابع عشر، وبالتالي، سيبذل على أرض الملعب كل قطرة عرق للحفاظ على هذا الأمل رغم صعوبة المهمة.
على الجانب الآخر، ستكون مهمة ريال مدريد أيضا صعبة، خاصة وأنه سيواجه فياريال الذي سيخوض في 25 الشهر الحالي نهائي الدوري الأوروبي، وسيعتبر فريق الغواصات الصفراء، الفوز على ريال مدريد في آخر محطات الليجا نصرا معنويا يدفعه للمنافسة على اللقب الأوروبي، كما أن الفوز سيحقق دفعة مهمة للفريق إذا ما أراد المنافسة في الموسم المقبل في بطولة المؤتمر الأوروبي بنسختها الأولى، هذا في حال لم ينجح في تحقيق لقب الدوري الأوروبي الذي يؤهله مباشرة لدوري أبطال أوروبا.
لكن مهمة فياريال قد تكون صعبة في تحقيق المركز السادس والمشاركة في البطولة الجديدة، الذي يتساوى به مع ريال بيتس، حيث ينبغي عليه تحقيق الفوز على الريال، وفي الوقت ذاته تعادل بيتيس أو خسارته، كونه متفوقا على فياريال بفارق المواجهات المباشرة.
إذا مهمة كل من اتلتيكو وريال، لن تكون سهلة بضمان الفوز، بمواجهة فريقين لديهما حسابات معقدة لتحقيق أهداف شخصية، بعيدا عن مجرد الوقوف والتصفيق للفائز وتهنئة من سيرفع كأس الليجا.
الفوز وحده سيضمن اللقب لأتلتيكو مدريد بعيدا عن نتيجة الريال، فهو يتقدم بفارق نقطتين، لكن تعادله على أقل تقدير وفوز الريال، سيقدم الكأس على طبق من ذهب لحامله السابق، كون الريال يتفوق في المواجهات المباشرة بفوز وتعادل.
نظرية المؤامرة لا مكان لها في مواجهتين تحكمها الظروف المحيطة بأربعة فرق، كل منها لديه الأمل في تحقيق الفوز، ولا بديل عنه ليحقق أهدافه، وسيكون ذلك مصدرا لمتعة لا توصف غدا، ونحن نترقب باهتمام شديد، من سيحمل الكأس في نهاية هذا الماراثون الذي يعادل مباريات الليجا بأسرها.


