إعلان
إعلان

الكشف عن كلمة سر نجاح كرة القدم الليبية!

KOOORA
15 أغسطس 201511:46
gbrfvrty4ty5rt

الحماس والعزيمة والإصرار، هذه الترنيمات الثلاث أضحت كلمة السر ومفتاح التألق للأندية والمنتخبات الليبية، في كافة الرياضات وخاصة رياضة لعبة كرة القدم.

 ففي كل مشاركة خارجية سواء على المستويين العربي والإقليمي أو حتى على المستوى الدولي،أصبحت ألسُن اللاعبين والمدربين والمسؤولين والمناصرين وحتى بعض الصُحفيين ترددها دونما وجل،إيماناً منها بأنها أضحت القوة الدافعة ووجه السعد على أنديتنا ومنتخباتنا، التي غالباً ما تظهر بمستويات تثير دهشة وإعجاب وسائل الإعلام العالمية وحتى الخبراء والمتخصصين في شؤون اللعبة الشعبية الأولى في العالم، في ظل توقف النشاط الكروي وشبه انعدامه في بعض الأحيان، ناهيك عن قلة الإمكانيات المالية والمادية وتهميش حكومات الدولة للرياضة بشتى صنوفها وأنواعها منذ أكثر من أربعةِ عقودٍ مضت.

الهلال خيرُ مثال

وآخر مثال على هذه الحالة النادرة والفريدة من نوعها في عالم كرة القدم، ما قدمه فريق الهلال في افتتاح مبارياته في بطولة شمال أفريقيا للأندية المقامة حالياً في العاصمة المغربية الرباط، في ضيافة نادي الرجاء البيضاوي وبمشاركة فريقي الإسماعيلي المِصري والأفريقي التونسي، وهذا الأخير عاني كثيراً قبل أن يحقق الفوز وبصعوبة بالغة، بعد أن وجد نفسه متأخِراً بهدف بعد مرور سبع دقائق من صافرة البداية، قبل أن يعود ويدُك شباك الهلال بثلاثية، وعلت الدهشة مُحيا مناصري الفريق التونسي وهم يشاهدون فريقاً يقارعهم في عقر دارهم، وخبرته أقل واستعداد تأخر لهذه البطولة، وهو لم يلعب مباراة رسمية واحدة منذ ما يقارب العام، بعد تعذر إقامة الدوري الليبي في الموسم الماضي بسبب الظروف الاستثنائية التي تمر بها ليبيا في الوقت الراهن.

وشهِدَ شاهِدٌ من أهلها

المدرب الفرنسي الشهير بيار لوشانتير المدير الفني لفريق الاتحاد الليبي، تابع مباراة الهلال مع نظيره الأفريقي وأشاد بمستوى الفريق الليبي، وأوضح من خلال تصريحاته لوسائل الإعلام أن العامل البدني هو من حسم المواجهة لمصلحة الفريق التونسي، مُثنياً في الوقتِ نفسه على مستوى لاعبي فريق الهلال، وخاصةً خط وسطه الذي يقوده باقتدار اللاعب الشاب فيصل البدري صانع ألعاب المنتخب، وأحد أبرز لاعبي كرة القدم الليبية في وقتنا الحالي.

التاريخ يُعيدُ نفسه

ولنعود بالذاكرة قليلاً أربع سنوات إلى الخلف، وبالتحديد إبان مشاركة المنتخب الليبي في التصفيات المؤهلة لبطولة أمم أفريقيا 2012 التي استضافتها مناصفةً دولتا الجابون وغينيا الاستوائية، فبالرغم من الظروف التي كانت تمر بها ليبيا في تلك الفترة بعد اندلاع الثورة ضد حكم القذافي أوائل العام 2011، تمكن منتخب فرسان المتوسط من تحقيق الترشح على حساب المنتخب الموزمبيقي عندما تغلب عليه في القاهرة بهدف مقابل صفر، وحل ثانياً في مجموعته خلف المنتخب الزامبي وبفارق نقطة وحيدة ومن دون خسارة تُذكر محقِقاً الفوز في ثلاث مباريات وتعادل في مثلها، فيما سجل خط هجومه ستة أهداف،ولم تتلقى شباكهسوى هدف وحيدفي مباراة الجولة الرابعة من هذه التصفيات عندما تعادل مع منتخب جزر القمر بهدف لمثله.

إبهار ليس له حدود

ولم يتوقف إبهار المنتخب الليبي عند هذا الحد، بل قدم مستويات كبيرة في الدور الأول من هذه البطولة، عندما حقق فوزً باهراً  في الجولة الثالثة على المنتخب السنغالي المدجج بالنجوم المحترفة في ملاعب أوروبا بثنائية لمهاجمه إيهاب البوسيفي لاعب فريق الاتحاد آنذاك مقابل هدف للمنتخب السنغالي، وكان قريب جداً من المرور للدور الثاني لولا خسارته في افتتاح هذه البطولة أمام منتخب البلد المضيف غينيا الاستوائية، الذي عانى كثيراً قبل أن يحسم اللقاء لمصلحته بهدف مهاجمه خافييربالبوا في الدقيقة 87، المولود في إسبانيا والمحترف حالياً في الدوري البرتغالي الممتاز مع فريق إستوريل.

 وفي مباراته الثانية في الدور الأول أضاع المنتخب الليبي فوزاً في المتناول، عندما تعادل بهدفين لمثلهما معا لمنتخب الزامبي، سجلهما صانع ألعاب المنتخب ونجمه الأوحد آنذاك أحمد سعد سليمان.

والجدير بالذكر أن المنتخب الزامبي توج فيما بعد بطلاً لهذه الدورة، عقِبَ تغلبه في النهائي على منتخب الأفيال بفارق ركلات الترجيح 8/7.

لحظاتٌ فارقة

وجاءت اللحظات التاريخية التي انتظرها الليبيون لسنواتٍ طِوالٍ عجاف، سنواتٍ قدمت من خلالها كرة القدم الليبية نجوماً من العيار الثقيل، أمثال أحمد بن صويد وعلي البسكي وأحمد الأحول والحارسان إبراهيم المصري و الفيتوري رجب وأحمد الفلاح وسعد الفزاني ونوري السري و الحارس العملاق مصباح شنقب وفوزي العيساوي وبوبكر باني، وليس بآخرهم علي البشاري وونيس خير وطارق التائب وعزالدين بيزان وخالد بوسعدة وخليفة الماقني وأيمن العقيلي و إدريس مكراز وغيرهم الكثيرين، ممن الذين عجِزوا عن الإتيان ببطولة من خارج الديار بسبب الظروف القاسية التي مروا بها، ومحاربة النظام السابق لكرة القدم الليبية ومحاولاته الدائمة للتقليل من أهميتها بسبب نرجسية القذافي الذي لا يرى نجماً غيره في هذه البلاد، وكل من حاول أن ينازعه في هذه الصفة إما أن يلقى حتفه، أو يُدفع به مُكرهاً بعيداً عن أرض الوطن.

هذه اللحظات التي تجسدت فيها الكلمات الثلاث (الحماس والعزيمة والإصرار) بكل معانيها حرفاً حرفا، أثبتت للعالم بأن كرة القدم الليبية تمرض ولن تموت، طالما يحمل كل لاعب ليبي بين جنباته حماسة وعزيمة وإصرار، كلمات السر ومفتاح التألق للاعب الليبي في كلِ زمانٍ ومكان.

ولن ينسى الليبيون تلك اللحظات الفارقة في تاريخ كرة القدم الليبية، ففي مطلع العام 2014 عانق الحارس العملاق محمد نشنوش ورفاقه الشبان الشجعان في منتخب الفرسان كأس بطولة الشأن، كأول إنجاز يدخل خزائن كرة القدم الليبية على مر تاريخها الطويل والعقيم بالبطولات، فأدخلوا الفرح على قلوبِ شعبٍ مزقته الحروب والانقسامات.

فهل حقاً كلمة سر وتألق كرة القدم الليبية تكمن في هذه الترنيمات الثلاث، وهل سيظل الليبيون يًعولون عليها في حال أستمر توقف النشاط الكروي في ليبيا خلال السنوات القادمة، أم أنها مجرد صدفة جميلة مرت بنا كالطيف، وآن الآوان لتنهضَ كرة القدم الليبية من تحت الركام وتعود بقوة علىى الساحتين المحلية والدولية، وموعد مباراة الرأس الأخضر ليس ببعيد.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان