
** ما حدث للمنتخب القطري في التصفيات الآسيوية كارثة كروية بكل المقاييس، لا يمكن تبريرها أو التغاضي عنها. أداء متواضع، خطط عقيمة، لاعبون بلا روح، دفاع مهزوز، ومدرب لم يكن على قدر المسؤولية، فكيف لمنتخب يتزعم قارة آسيا أن يصل إلى هذه المرحلة من التراجع؟ كيف لفريق كان رقماً صعباً في القارة أن يصبح مجرد محطة عبور للمنتخبات الأخرى؟ لا مجال للمجاملة، ولا وقت للصبر، بل آن الأوان لثورة تصحيحية تعيد العنابي إلى مكانه الطبيعي في خارطة المنافسة القارية، بعيداً عن الأعذار الواهية والتفسيرات الباهتة التي لم تعد تقنع أحداً.
** اتحاد الكرة مطالب بقرارات مصيرية وحاسمة، تبدأ بإيجاد مدرب يملك فكراً تكتيكياً واضحاً وشخصية قوية تفرض الانضباط داخل الفريق، فمرحلة جارسيا يجب أن تطوى دون أي تفكير في استمرارها، والتجربة أكدت أنه لم يكن الشخص المناسب لقيادة المنتخب في هذه الفترة الحاسمة والآن دخل العنابي في حسبة «برما» وقد ينتهي بنا الحال في المركز الخامس بمجموعتنا ولا ندخل حتى المرحلة الثانية من التصفيات!! أن عملية تجديد دماء الفريق لم تعد خياراً بل ضرورة ملحة، لأن الاعتماد على نفس الأسماء التي تشبعت من الإنجازات الماضية لن يؤدي إلا إلى مزيد من الإخفاقات. أين اللاعبون الشباب؟ أين الوجوه الجديدة القادرة على تقديم الإضافة، حتى لا يصبح المنتخب حكراً على مجموعة معينة مهما تراجع مستواها؟
** لا يمكن أيضاً إغفال دور الأندية، وخاصة أندية الدرجة الثانية التي من المفترض أن تكون رافداً أساسياً للمواهب الجديدة، لكنها في الواقع لم تقدم أي شيء يذكر لكرة القدم القطرية. متى كانت آخر مرة شهدنا فيها لاعباً صاعداً من الدرجة الثانية يفرض نفسه في العنابي؟ هل هذه الأندية تعمل فعلاً على تطوير المواهب أم أنها مجرد كيانات هامشية لا دور لها سوى المشاركة الشكلية في البطولات؟ إذا كانت هذه الأندية بإداراتها ومدربيها عاجزة عن تقديم لاعبين بمستوى جيد، فلماذا تستمر بمسارها الحالي ودون تطوير لعملها وبرامجها ورؤيتها وأهدافها؟ ولماذا لا تتم إعادة النظر في منظومة تطوير المواهب بالكامل؟
* آخر نقطة.. الكرة القطرية تمر بمنعطف خطير، والوقت ينفد، والتحديات القادمة أصعب بكثير مما مضى، فلا مجال للانتظار أو التهاون، لأن الثمن سيكون الغياب عن المونديال وخسارة مكانة العنابي كقوة كروية آسيوية، وهو ما لا يجب أن يكون مقبولاً بأي شكل من الأشكال، مع الدعم المادي والذي تجده الرياضة القطرية بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة ويحسدنا عليها الكثير من دول العالم.
نقلًا عن العرب القطرية
قد يعجبك أيضاً



