
ورثت الإدارة الحالية لنادي برشلونة تركة ثقيلة، من الرئيس السابق بارتوميو، ما زالت تئن تحت وطأتها كل الجهود للنهوض من جديد، وفتح صفحة جديدة في دفتر البطولات.
الرئيس الحالي لابورتا، وجد نفسه عاجزا عن الحفاظ على الأسطورة ليونيل ميسي، صاحب الفضل في تحقيق الإنجازات والأرقام التاريخية للنادي التي تحققت خلال 18 عاما، وبعده بدأت تظهر صعوبة الوضع المالي للنادي، وتهديدات الليجا بسلاح اللعب النظيف، مما اضطر الإدارة لإجراء علاجات سطحية لمرض النادي، مع بقاء الجروح العائرة على حالها.
صفقات برشلونة في السنوات الثلاث الأخيرة كانت مجرد حلول سريعة، باستقطاب لاعبين كبار انتهت عقودهم مع أنديتهم، أو الاستعانة بهم على طريقة الإعارة، للحفاظ على توازن النادي وقدرته على المنافسة، وإضافة الخبرة للنجوم الصغار الذين بدأ تصعيدهم من اللاماسيا، فنجح المدرب السابق تشافي بهذه التوليفة من تحقيق لقب الدوري ومعه السوبر في السنة الأولى، لكن الأمر لم يستمر، والضغوط كانت أقوى من التحمل، فخرج الفريق خالي الوفاض في الموسم الماضي.
حلول لابورتا لم تشفع للنادي في الاستقرار، ليبدأ في النظر حوله والتفكير بشكل جاد في تخفيف عبء الرواتب للقدرة على جذب لاعبين جدد، وعلى رأسهم نيكو ويليامز الذي اعتبره جمهور البارشا قاب قوسين أو أدنى من الحضور للمعقل الكتالوني، لكن النادي في النهاية لم يتمكن من دفع الشرط الجزائي لنادي أتلتيك بيلباو، ليعلن اللاعب البقاء مع ناديه لسنة جديدة، ويكتفي البارسا بصفقته الوحيدة مع زميله في اللاروخا أولمو القادم من لايبزيج الألماني، والعائد لفريقه الأول.
ما يحدث حاليا مع جوندوجان، وخروجه بهذه الشكل المؤسف، دليل على كل ما سبق، فاللاعب ضرورة فنية مهمة وقطعة لا غنى عنها في ظل التراجع المستمر بأعمار المحيطين به، وبعيدا عما يشاع عن استياء الإدارة من تصريحات اللاعب، وعلاقته السيئة بالمدرب فليك، إلا أن لابورتا وجدها فرصة للتخلص من عبء راتب اللاعب الألماني، ليسارع بالموافقة على خروجه في صفقة حرة والعودة لناديه الإنجليزي مانشستر سيتي.
الأمر ذاته حدث مع اللاعب البرازيلي فيتور روكي، الذي لم يحصل على فرصه مع تشافي، وفوجئ الألماني فليك بوجوده في الفريق معتبرا ألا حاجة له في ظل وجود ليفاندوفسكي، ليذهب معارا إلى بلباو.
وبعد أن وعده فيلك بالفرصة التي يبحث عنها، عادت إدارة برشلونة للتفكير في التخلص من اللاعب فاتي، الذي حصل على رقم ميسي، ولكنه دخل في درب الإصابات، لتتم إعارته للدوري الإنجليزي، ولكن كل التفكير الآن في التخلص منه بسبب راتبه، ومثله لينجليت، الذي أعلن النادي منحه فرصة جديدة، لكنه الآن يحاول بيعه لأي فريق يقبل براتبه الضخم.
تخلص لابورتا من صداع رواتب ديمبلي وجريزمان وكوتينيو الذين زادت تكلفة استقطابهم عن نصف مليار يورو، لكن عقود العديد من اللاعبين الحاليين ما زالت مسألة تضغط على مقدرات الفريق، ومنهم دي يونج الذي يرفض الخروج للدوري الإنجليزي، ويصر على البقاء في برشلونة، حيث الراتب الكبير، والحياة الجميلة، البعيدة عن الضغوطات في إنجلترا، وقد يأتي الدور على الحارس شتيجن، الذي يقدم مستويات باهتة، مقابل راتبه الكبير، وعدم قناعة فليك به من الأساس، خاصة وله تجربة مع منتخب ألمانيا وتفضيل الحارس نوير عليه باستمرار.
المدرب الألماني فليك لم يحصل على الصفقات التي يأمل بها، لكن عديد اللاعبين قفزوا من مركب برشلونة وآخرين على الطريق سواء برغبتهم أو مكرهين، عل لابورتا يتخلص من صداع رواتبهم، ويستثمرها في بناء فريقه القوي من جديد.
قد يعجبك أيضاً



