ألقاب النجوم: محمد ناجي جدو.. البديل الذهبي للكرة المصرية

يعد محمد ناجي "جدو" نجم منتخب مصر، ظاهرة متفردة ربما في تاريخ كرة القدم، بعدما اشتهر بلقب "البديل الذهبي"، نظرًا لبصمته المؤثرة في تتويج الفراعنة بلقب أمم إفريقيا 2010، رغم عدم مشاركته في أي مباراة بصفة أساسية.

وخاض جدو مسيرة طويلة بقميص الاتحاد السكندري قبل أن يكتب التاريخ داخل النادي الأهلي ويخوض تجربة احترافية في إنجلترا، فيما استقر الوضع به حاليًا داخل فريق الجونة.

ويرصد كووورة، ضمن سلسلة تقارير "ألقاب النجوم"، حلقة عن قصة لقب "جدو" الذي أطلق على النجم محمد ناجي، خلال السطور التالية:-

حوش عيسى

بدأ جدو مشواره مع كرة القدم في مركز شباب حوش عيسى بمحافظة البحيرة، حيث لفت أنظار مسؤولي نادي ألعاب دمنهور وتم التعاقد معه ومع زميله مصطفى بديوي عام 2002 مقابل 9 آلاف جنيه و5 كرات وطاقم من القمصان الرياضية للفريق.

وبالصدفة شاهد هشام التركي، مسؤول التعاقدات بنادي الاتحاد السكندري في ذلك الوقت جدو، ليسرع بالتعاقد معه خلال موسم 2005/2006 مقابل 350 ألف جنيه.

وتألق جدو مع زعيم الثغر خلال مسابقتي الدوري والكأس، الأمر الذي جعله يدخل ضمن حسابات حسن شحاتة مدرب المنتخب الوطني السابق، رغم صعوبة الأمر في ظل الجيل الذهبي للفراعنة.

البديل الذهبي

انضمام جدو لقائمة منتخب مصر في كأس الأمم 2010، كان بمثابة مفاجأة الكبرى، وذلك بعد أن قرر شحاتة استدعاء اللاعب في اللحظات الأخيرة لمعسكر الإمارات، على حساب النجم العالمي أحمد حسام "ميدو".

وتعرض شحاتة وقتها لانتقادات لاذعة، لاختياره لاعب محلي مغمور ضمن قائمة الفراعنة، في ظل غياب عناصر مهمة عن المنتخب بحجم عمرو زكي ومحمد أبو تريكة.

وقبل التوجه إلى أنجولا للمشاركة في البطولة الإفريقية، نجح جدو في إحراز أول أهدافه بقميص الفراعنة في شباك منتخب مالي، خلال بروفة ودية، ووقتها لمعت فكرة في ذهن المعلم.

مجازفة تاريخية

واستقر شحاتة، على أن يكون جدو ورقة رابحة على دكة البدلاء، يستخدمها إذا أراد قلب الموازين في الخط الهجومي، والواقع أثبت أنها كانت ربما أهم مجازفة في تاريخ المعلم التدريبي.

ونجح جدو في هز شباك منتخبات نيجيريا، موزمبيق، الكاميرون، الجزائر، ليحمل الفراعنة إلى المباراة النهائية للمرة الثالثة على التوالي ويواجه نظيره الغاني.

وفي المباراة النهائية، توقفت كل الحلول أمام شحاتة أمام البلاك ستارز، فقرر أن يدفع بجدو في الدقائق الأخيرة، ومع اللمسات الأولى للبديل سجل هدف الفوز القاتل في شباك غانا بالدقيقة 85.

هذا الهدف قاد الفراعنة للفوز باللقب السابع في تاريخهم، كما توج مجهود جدو بلقب هداف البطولة برصيد 5 أهداف ولقب أفضل بديل، نظرًا لعدم مشاركته أساسيا في أي مباراة.

مرحلة جديدة

بعد نهاية البطولة كان اللاعب محط أنظار الأهلي والزمالك عملاقي الكرة المصرية، حيث عاد ليستكمل الموسم مع زعيم الثغر ثم احتدم الصراع عليه مع نهاية الموسم.

ووقع جدو وقتها لنادي الزمالك دون علم مسؤولي النادي السكندري، إلا أن محمد مصيلحي رئيس النادي قرر الموافقة على عرض النادي الأهلي من أجل الاستفادة المادية الكبيرة التي أنعشت خزائنه.

وانتقل جدو للأهلي مطلع موسم 2010/2011، ونجح في تحقيق الألقاب مع الفريق الأحمر، حيث حصد 4 ألقاب وهم الدوري المصري مرتين، دوري أبطال أفريقيا والسوبر الإفريقي.

وخاض جدو فترة احتراف قصيرة مع نادي هال سيتي الإنجليزي على سبيل الإعارة من الأهلي، ثم عاد وانتقل بعد ذلك لأندية الإنتاج الحربي والمقاولون العرب وأخيرا استقر به المطاف حاليا مع الجونة.

سر جدو

اشتهر اللاعب محمد ناجي بلقب "جدو" منذ صغره، نظرا لارتباطه الوثيق بجده، وتغنت جماهير الاتحاد بهذا اللقب في المدرجات.

كما تم إطلاق هذا اللقب، بعد ذلك على عدة لاعبين تشابهوا مع محمد ناجي في الأداء داخل الملعب وخصوصا المهاجمين مثل محمد حمدي ذكي "جدو الصغير"، ونفس الحال على محمد ناجي المعار من الاتحاد السكندري إلى نادي طنطا.