
قد تكون الفرصة الأخيرة، وقد تكون هي بداية النهوض بالانطلاق واستكمال المشوار الذي تعطل بعد خطوتين موفقتين، لم يكن أحد يتوقع الدخول في المسار المتعرج الذي حشرنا أنفسنا فيه، وصرنا نبحث عن مخرج لتقويمه من جديد، إذ إن مواجهة العراق القادمة لا تقبل أنصاف الحلول، ولا تحتمل مزيدًا من الوعود أو الصبر وانتظار عطايا الآخرين، حيث تعتبر محطة تحدد الاتجاه والمصير المنتظر.
البعض يؤكد أن كعب المنتخب عالٍ في السنوات الأربع الماضية، وهذا صحيح من خلال نتائج المواجهات السابقة للمنتخبين، لكن ذلك لا يعني التسليم به والتأثر بمخدره، فالمنتخب العراقي قادم بسلاح الحماس والتحدي المدججين بحوافز مالية مغرية للاعبين، كون الهدف قلب الطاولة في ملعبنا وتغيير الوضع القائم، ثم رد الاعتبار لهزائم سابقة يراها العراقيون نقطة سوداء في تاريخ مواجهاتنا معهم.
وبسبب خصوصية المنافسة، فمن السذاجة الاعتقاد أن العراق سيكون صيدًا سهلًا، بل على العكس سيستميت أيضًا بكل ما أوتي من قوة كي لا يخسر، لأسباب معروفة لا حاجة لتوضيحها أكثر.
لذلك فإنه يتوجب على مهدي ورفاقه الحذر أولًا، ثم الاستعداد والدفع بالعناصر الجاهزة القادرة على الوصول إلى الهدف المنشود بأقصر الطرق، كون الأهم هو الفوز ودونه ليس له مثقال فائدة. في الوقت الذي سيكون فيه التركيز والانضباط، ثم توزيع الجهد على مدار الشوطين عوامل أساسية لتحقيق الفوز وتعزيز أمل الصعود، لا لشيء، فقط لمنع تكرار سيناريو أستراليا والسعودية لا سمح الله.
الانخداع بالواقع والانجراف نحو الاعتقاد بديمومة الحال، خطآن جسيمان يقع فيهما معظم الناس، وتكون عواقبهما ثمناً يبكونه حسرةً وألماً، ويعضون عليه أصابع الندم طويلًا، فالفرصة تأتي مرة واحدة في العمر ومحال تكرارها، لكن كيفية استغلالها وتوظيفها المثالي هي الاختبار الصعب الذي فشل ويفشل فيه الغالبية، ما يدفعهم للندم وتأنيب الضمير بعد انقضاء العمر وتحرك قطاره لمحطة أخرى من الحياة.
في الملاعب، هناك أسماء عديدة ارتدت ثوب التألق وسطع نجمها عاليًا، وعاشت مرحلة كانت مطالبها أوامر، إلا أن القليل من استغل هذه الفترة التي وُصفت بأيام العز والدلال، حيث لم يفكر الغالبية منهم بإطالة أمدهم الكروي في الملاعب ولا بتطوير ذاتهم بالمحافظة على المستوى والبعد عن المؤثرات الخارجية، بقدر هرولتهم خلف أوهام زائفة، فالكثير أدمن الغرور، حتى أقحموا أنفسهم في دائرة المشكلات والخلافات التي شيئًا فشيئًا سحبت البساط من تحتهم وأجبرتهم على الابتعاد والرحيل. لذا فهي دروس وعبر يجب أن يستفيد منها الجميع، خصوصًا من دخل عالم النجومية والأضواء، كونها فترة وستمضي سريعًا، لكن اللبيب من يتعلم من أخطاء غيره ويستفيد منها، فدوام الحال من المحال يا سادة.
* نقلاً عن صحيفة الإمارات اليوم
قد يعجبك أيضاً



