
عاد منتخب مصر إلى نهائيات كأس العالم 2026 بعد أن تخطى مشوار التصفيات بنجاح بقيادة مديره الفني حسام حسن ليكتب المشاركة الرابعة في تاريخه بالمونديال.
وقدم الفراعنة مستويات رائعة في مشوار التصفيات بعدما تجنب الخسارة على مدار 10 جولات بجانب أنه حافظ على نظافة شباكه في آخر 6 مباريات في التصفيات.
وضمن منتخب مصر تأهله إلى كأس العالم قبل جولة واحدة من نهاية التصفيات ليضمن الظهور في المونديال بعد غيابه عن النسخة الماضية التي أقيمت في قطر.
ورغم كل هذه الأرقام الإيجابية والمستوى الجيد والتأهل المحسوم مبكرًا إلا أن فرحة الجماهير المصرية كانت باهتة وأقل مما هو معتاد بعكس ما حدث في سنوات سابقة سواء في نسخة 1990 أو 2018.
لماذا انطفأت أضواء التأهل إلى كأس العالم؟ هذا ما يحاول كووورة الإجابة عنه في السطور المقبلة:
زيادة المقاعد وسهولة التصفيات
السبب الرئيسي في هذه الظاهرة يتمثل في زيادة مقاعد قارة أفريقيا في النسخة المقبلة ببطولة كأس العالم 2026 والتي تقام في ضيافة الولايات المتحدة والمكسيك وكندا بمشاركة 48 منتخبًا.
وحصلت أفريقيا على 9 مقاعد في كأس العالم بدلاً من 5 بجانب نصف مقعد من خلال خوض الملحق العالمي وبالتالي أصبحت المهمة أسهل عما كانت عليه في سنوات سابقة.
ولكن المهمة أصبحت أكثر سهولة بتجنب العديد من المنتخبات الكبرى في القارة السمراء والوقوع في مجموعة متوازنة نسبيًا وهو الأمر الذي جعل المنتخب المصري يشق طريقه بسهولة أكبر من مجموعات أخرى.
وبالمقارنة بين تصفيات مونديال 2026 والتصفيات الماضية لمونديال 2022، تجد أن منتخب مصر واجه الجابون وأنجولا وليبيا في المرحلة الأولى ثم خاض مواجهة فاصلة بنظام الذهاب والإياب ضد السنغال.
وفي نسخة 2018، لعب منتخب مصر في مجموعة ضمت غانا وأوغندا وجمهورية الكونغو بخلاف أن النسخ السابقة للتصفيات كانت أصعب وشملت مواجهة قوية للفراعنة.
كل هذه المعطيات أعطت انطباعًا للجماهير المصرية بأن المهمة هذه المرة أسهل وبالتالي لم تكن فرحة التأهل عارمة كما كانت من قبل.
غياب إنجازات منتخب مصر
النقطة المهمة التي لعبت دورًا في ابتعاد الجماهير عن منتخب مصر وعدم الاحتفال بصورة كبيرة بتأهل الفراعنة للمونديال تتمثل في غياب إنجازات منتخب مصر بصورة لافتة في السنوات الأخيرة.
منذ عام 2018، لم يصعد منتخب مصر إلى كأس العالم وحتى مع تأهل الفراعنة للمونديال شهدت المشاركة أرقامًا سلبية ولم يستطع تحقيق أي فوز في البطولة العالمية وخسر المباريات الثلاث أمام أوروجواي وروسيا والسعودية بخلاف الأزمات التي شهدها معسكر الإعداد للمونديال وأيضًا فندق الإقامة وزيارات الفنانين وما كشف عنه محمد صلاح قائد الفراعنة في فيديو شهير عقب المشاركة المونديالية.
ولم يعرف منتخب مصر طعم التتويج بلقب كأس الأمم الأفريقية منذ نسخة 2010 بل وودع مبكراً من دور الستة عشر في نسخة 2019 على أرضه مما تسبب في رحيل مجلس إدارة الاتحاد المصري برئاسة هاني أبوريدة بعد فاصل من الأزمات التي ضربت المنتخب.
منتخب مصر وصل لنهائي نسخة 2021 مع البرتغالي كارلوس كيروش ولكن بأداء باهت وبفضل ركلات الترجيح التي قادت الفراعنة لتخطي عقبة الكاميرون وكوت ديفوار قبل خسارة اللقب أمام السنغال.
وفي نسخة 2023، ودع منتخب مصر مبكراً من دور الستة عشر على يد الكونغو الديمقراطية ما أطاح بالمدرب البرتغالي روي فيتوريا.
كل هذه النتائج السلبية دفعت جماهير الكرة المصرية للابتعاد عن المنتخب بصورة لافتة لدرجة أن مباريات عديدة للفراعنة على أرض مصر تشهد حضوراً محدوداً من المشجعين رغم تواجد نجوم عالميين بقيمة محمد صلاح وعمر مرموش.
نغمة الأندية تطغى على منتخب مصر
النقطة الثالثة تتمثل في غلبة الانتماء للأندية على حساب المنتخب المصري وهو الأمر الذي يبدو واضحاً في عدة مواقف خلال السنوات الأخيرة.
لم تشهد مباريات منتخب مصر حضورًا جماهيريًا كاملاً منذ لقاء السنغال في تصفيات كأس العالم 2022، وابتعد الجمهور عن الفراعنة رغم أنه يحضر المباريات المهمة للأندية التي يشجعها مثل الأهلي والزمالك وهو ما حدث في مباريات قارية عديدة خلال المواسم الأخيرة.
ومع تراجع منتخب مصر وانشغال الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بالأندية على حساب الفراعنة أصبح التركيز فقط على تدعيم الأندية ومتابعة أخبارها.
أزمات بالجملة
المشهد الرياضي في مصر ملئ بالأزمات التي تبدو مثيرة للجدل ودائمًا تتصدر اهتمامات الجماهير سواء في انتقالات اللاعبين أو العلاقات بين الأندية أو العلاقات بين الأندية والاتحاد المصري.
كل يوم تتصدر أزمة ما المشهد في الأوساط الكروية المصرية وهو الأمر الذي أصبح يشغل اهتمام الجمهور بعيدًا عن إنجاز التأهل إلى نهائيات كأس العالم.



