
قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" عدم الصمت أمام تصرف لاعب الوسط الكولومبي إيدوين كاردونا (25 عامًا) الذي استهزأ بلاعبي منتخب كوريا الجنوبية بتصغير عينيه كسخرية على طبيعة أعينهم، ليصدر الاتحاد قرار إيقاف اللاعب 5 مباريات دولية.
تلك العقوبة المشددة من قبل الفيفا على اللاعب الكولومبي تثبت أن الاتحادات الرياضية تستمر في ملاحقة اللاعبين الذين يتعمدون استفزاز اللاعبين الآسيويين بثقافة "العيون الضيقة" بعقوبة العنصرية، حيث شهدت الساحة الرياضية ظهور العديد من العقوبات التي تحاول جاهدًا اجتثاث هذه الثقافة من الملاعب.

في شهر أكتوبر/تشرين أول الماضي أصدر الاتحاد الأمريكي لرياضة البيسبول قرارًا صارمًا يفيد بإيقاف لاعب فريق هيوستن أستروس الأمريكي، الكوبي يولسكي جوريل (33 عامًا)، 5 مباريات من الدوري الأمريكي، لتكون من أشد العقوبات في تاريخ الدوري الأمريكي للبسيبول.
وتمكنت كاميرات البث المباشر من اصطياد الكوبي جوريل وهو يسخر من خصمه بفريق لوس انجلوس دودجيرس الأمريكي، الياباني يو دارفيش (31 عامًا) عبر تصغير عينيه، ليصبح الكوبي جوريل أول لاعب بالدوري الأمريكي للبيسبول يتعرض للعقوبة بسبب العنصرية ضد الآسيويين.
بعكس لاعب البيسبول جوريل، نجا لاعب كرة القدم الأرجنتيني إيزيكيل لافيتزي (32 عامًا) من التعرض لأي عقوبة في الصين بعد أن استفز الجماهير الصينية بشد عينيه في صورة رسمية نشرها الموقع الرسمي لفريقه الصيني هيبي فورتون، قبل أن يتم سحبها من الموقع.

وأصدر لافيتزي بيانًا رسميًا عبر الموقع الرسمي للنادي الصيني ليعتذر عن تلك الصورة، حيث أوضح بالقول: "اعتذر للشعب الصيني عن سوء الفهم، في غرفة التقاط الصور للاعبي الفريق استعدادًا للموسم الجديد".
وأكمل: "كنت أريد خلق جو من المرح داخل الغرفة لأقوم بذلك التصرف، إلا أن النادي نشر الصورة في الموقع الرسمي، لم أكن أقصد إهانة الشعب الصيني".
رد فعل الشعب الصيني تجاه تصرف لافيتزي، التي أجبرته على الاعتذار، شبيهة بردة فعل الشعب الياباني الذي لم يتعامل بحسن نية مع المهاجم البرازيلي الشهير رونالدو (41 عامًا) الذي أراد المزاح مع الجماهير اليابانية الحاضرة لصالة مطار العاصمة طوكيو لاستقبال منتخب البرازيل الذي كان يستعد لخوض منافسات كأس العالم 2002 في اليابان وكوريا الجنوبية.
والتقطت إحدى الصحف اليابانية صورة للبرازيلي رونالدو وهو يشد عينيه أمام مشجعتين يابانيتين، ليثير هذا التصرف غضب الجماهير اليابانية التي تعتبر أيضًا كلمة "العيون الضيقة" عنصرية ضد اليابانيين والآسيويين بشكل عام.
الخوف من ردة فعل الجماهير اليابانية كان حاضرًا في أذهان الاتحاد الدولي لكرة الطائرة بشهر مايو/آيار الماضي، حيث سحب الاتحاد في وقت قياسي صورة من تقرير نشره موقعه الرسمي لمباراة منتخبي بولندا وصربيا للسيدات والتي انتهت بفوز الصربيات وتأهلهن إلى كأس العالم لكرة الطائرة للسيدات 2018.
واحتوت الصورة على احتفال اللاعبات الصربيات بتأهلهن إلى المونديال عبر شد أعينهن ويقصدن الذهاب في العام المقبل إلى اليابان.
وأوضحت الصحيفة البريطانية "ديلي ميل" أن الاتحاد الدولي لكرة الطائرة تحرك سريعًا لحذف الصورة لكي لا يستفز الشعب الياباني والذي سيكون حاضرًا في مدرجات كأس العالم للسيدات، قبل أن تؤكد الصحيفة البريطانية أن أسلوب تقليد أعين الآسيويين يستحق أن يُدرج تحت بند العنصرية.
غضب الآسيويين من ثقافة "العيون الضيقة" وصل إلى خارج ساحات كرة القدم، حيث اضطرت الشركة العالمية لخدمة التراسل المصور للهواتف الذكية "سناب شات" على حذف قناع (فلتر) للعيون الضيقة في أغسطس/آب الماضي.
وتلقت الشركة انتقادات وغضب واسع من شعوب دول منطقة شرق آسيا، لتبدأ الشركات الأخرى وأيضًا الصحف الكبرى في العالم على أخذ موضوع "العيون الضيقة" على محمل الجد.
قد يعجبك أيضاً



