العمري تحت الضغط.. لاعب النصر المتمرد يفقد ود الجماهير

يعيش عبد الإله العمري، مدافع النصر السعودي، واحدة من أصعب فتراته، بعدما أصبح في مرمى نيران جماهير فريقه خلال الأسابيع الأخيرة.

اندلعت الشرارة مع نهاية الميركاتو الصيفي الماضي، حين تمسك اللاعب بالانتقال إلى فريقه السابق اتحاد جدة، الذي تقدم بعرض كبير بلغت قيمته 35 مليون ريال، بينما رفضت إدارة النصر التفريط فيه إلا بمقابل 65 مليون ريال، وفقا لتقارير صحفية.

ورغم أن العمري حصل على وعد بالسماح له بالرحيل حال وصول عرض مناسب، فإن ذلك لم يتحقق، ليتحوّل الموقف إلى صراع صامت بين اللاعب وإدارة النادي، سرعان ما انتقل إلى أرض الملعب والمدرجات.

ويقدم موقع كووورة سلسلة أسبوعية بعنوان "تحت الضغط"، لتسلّط الضوء على لاعب أو مدرب يجد نفسه في مواجهة مباشرة مع غضب أو انتقادات جماهيره.

تصرفات مثيرة للجدل

رأت الجماهير أن العمري يتعمد إرسال رسائل احتجاجية، أبرزها ظهوره الحزين على مقاعد البدلاء في نصف نهائي كأس السوبر أمام الاتحاد، وعدم احتفاله بهدف زميله جواو فيليكس، وهو مشهد أثار جدلًا واسعًا على مواقع التواصل.

وتكرر الأمر في دوري أبطال آسيا، عندما ابتعد اللاعب عن زملائه خلال احتفالهم بالهدف الأول في شباك الاستقلال الطاجيكي، قبل أن يجبره فيليكس على الانضمام.

وعلى "إنستجرام"، زاد العمري الطين بلة بتثبيت صور له بقميص الاتحاد واحتفاله مع النمور، في خطوة قرأها كثيرون كإشارة واضحة لحنينه إلى جدة.

غضب جماهيري وانقسام

رد فعل جماهير النصر كان عنيفًا، إذ أطلقت صافرات الاستهجان ضد اللاعب خلال مواجهة الرياض بالدوري، وهو ما أثار غضب المدرب البرتغالي جورجي جيسوس ولاعبي الفريق. بعض المشجعين طالبوا برحيله فورًا، معتبرين أن تصرفاته تتنافى مع قيم الاحتراف والالتزام.

لكن في المقابل، ظهر تيار آخر يدعو إلى التهدئة، معتبرًا أن العمري يمر بمرحلة نفسية صعبة، وأن استمرار الضغط الجماهيري قد يفاقم الأزمة ويضر بمصلحة الفريق.

جيسوس يدخل على الخط

بلغت الأزمة ذروتها عندما قرر جيسوس مواجهة الموقف بنفسه خلال مباراة الرياض. فبعد أن استقبلت الجماهير العمري بصافرات استهجان، توجه المدرب نحو المدرجات غاضبًا، وطالب بوقف هذه التصرفات، مشددًا على أن العمري "جزء من العائلة النصراوية".

وفي المؤتمر الصحفي بعد اللقاء، قال جيسوس: "يجب أن ندعم العمري لأنه لاعب مهم في الفريق. لا نريد أن نخسر الروح الإيجابية التي تصنعها الجماهير بسبب موقف فردي".

رسالة اللاعب للجماهير

وفي محاولة لتخفيف التوتر، كتب العمري رسالة مؤثرة عبر منصة "إكس"، أكد فيها احترامه لعقده مع النصر، مشيرًا إلى أنه مر بظروف عائلية صعبة. وأضاف: "كلما ارتديت هذا الشعار أقدّم كل ما أملك داخل الملعب، وأنا واثق أن القادم أجمل بإذن الله".

المشهد الجماهيري ظل منقسمًا

فئة ترى أن العمري يتحمل مسؤولية الأزمة بسبب تصرفاته، وأن احترام العقود واجب لا يقبل المساومة، وهو ما عبر عنه النجم السعودي السابق عبده عطيف حين قال: "ما يفعله العمري يستحق ردة الفعل هذه من الجمهور".

وفئة أخرى طالبت بالكف عن مضايقة اللاعب بعد اعتذاره، معتبرة أن النصر بحاجة إلى جميع عناصره في موسم صعب وطويل.

مستقبل على المحك

الجدل الدائر حول العمري لا يتوقف عند حدود العلاقة بين اللاعب والجماهير، بل يهدد استقرار النصر نفسه. فاستمرار الضغوط قد يدفع الإدارة لإعادة النظر في ملف رحيله خلال الشتاء المقبل، بينما قد تمنح التهدئة فرصة للمدافع الدولي لاستعادة مكانته.

وبين الصافرات والاعتذارات، يبقى السؤال الأهم: هل ستمنح جماهير النصر العمري فرصة جديدة ليثبت التزامه، أم أن الجماهير ستزيد الضغط على اللاعب؟ الإجابة ستتضح في الأسابيع المقبلة، بينما يظل اللاعب تحت ضغط غير مسبوق.