إعلان
إعلان

العراق والأردن..الحذر قبل الخطر!

KOOORA
08 نوفمبر 202402:49
mohammad mutawe

أيام قليلة تفصلنا عن المباراة المرتقبة بين الشقيقين العراقي والأردني، في الجولة الخامسة من تصفيات المجموعة الثانية في مشوار التأهيل لنهائيات كأس العالم لكرة القدم 2026.

في العرف الرياضي هي مباراة تنافسية في مرحلة دقيقة، يسعى كلا الفريقين لتحقيق الفوز لضمان البقاء قرب المنتخب الكوري الجنوبي في القمة، وهو ما يقرب واحدة من بطاقتي التأهل المباشر، حيث يتعادل المنتخبان الشقيقان بذات الرصيد (7) نقاط خلف المنتخب الكوري المتصدر بـ (10) نقاط.

لكن في أعراف أخرى خارج ملاعب الكرة وساحات الرياضة، هناك من يرى أن المباراة ستكون فرصة مواتية للمنتخب العراقي للثأر من نظيره الأردني، بعد أن أقصاه من دور الـ 16 لكأس آسيا التي أقيمت في قطر بداية العام الحالي، وتحميل النشامى وزر قرار الحكم الأسترالي (من أصول إيرانية) الذي اعتبره الكثيرون ظالما بطرد المهاجم العراقي أيمن حسين بعد (المبالغة) في احتفاله بتسجيل هدف التقدم على المنتخب الأردني، وهذا القرار اعتبروه السبب في انقلاب النتيجية وفوز المنتخب الأردني 3-2 مع صافرة النهاية.

بكل صراحة أقولها وبتجرد تام، هناك جهات بعيدة كل البعد عن الرياضة وأهدافها السامية بالتقريب ما بين الشعوب وتجاوزها كل الحسابات (خارج حدود الملعب) استغلت فوز المنتخب الأردني وبدأت في حملات ممنهجة للنيل من أحقيته بالوصول إلى نهائي البطولة، واستخدامها لكل أسلحة (السوشال ميديا) لهجوم تواصل بعد المباراة بشهور، واستغل وقوع المنتخبين معا في ذات المجموعة بتصفيات كأس العالم، واعتبار أن المباراة التي ستقام في 14 الشهر الحالي في البصرة ثأر لا بد من تخلصيه، وحرب يجب الظفر فيها، ليكون هناك هجوم مضاد من بعض الأردنيين، ليتحول الأمر إلى سجال ووعيد بالنار والحديد.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل أغرقت هذه الجهات نفسها السوشال ميديا والفضاء الالكتروني الافتراضي بسيل من الأخبار الكاذبة، والتصريحات المنسوبة لمدربين ومسؤولين هنا وهناك لينساق خلفهم بعض (المتحمسين) بعيدا عن عناء البحث والتأكد من صدق المعلومات، وهو ما قد يدفع بحماس بعض هؤلاء لتشكيل الخطر يوم المباراة في الخروج عن النص والروح الرياضية التي يجب أن تسود بين منتخبين شقيقين يمثلان بلدين عرف التاريخ مواقفهما المتقاربة ووقوفهما جنبا إلى جنب في قضاياهما المصيرية.

ما يجعلنا نشعر بالطمأنينة، هو ذلك الاهتمام الرسمي الكبير بهذه المباراة من أعلى المستويات في الدولة العراقية، وتوجيهات رئيس الوزراء العراقي شياع السوداني، لاتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لتأمين راحة بعثة المنتخب الأردني، وضمان إقامة المباراة وسط إجراءات مشددة لمنع من تسول له نفسه الخروج عن الروح الرياضية.

يا أهل البصرة وأنتم ورثة العلماء والأدباء والشعراء، وأنتم أهل الكرم والشهامة التي شاهدناها بأم أعيننا خلال استضافتكم لبطولة كأس الخليج العربي الأخيرة، رهان الجميع عليكم بإثبات عكس ما يصبوا إليه بعض أصحاب المصالح الضيقة والأقلام المسمومة، فلاعبي المنتخب الأردني هم أبنائكم وسيكونون في حماكم الذي لا يضيم ضيفا، كما سيكون لاعبيكم في المنتخب العراقي ضيوفا أعزاء في أرض النشامى، مهما كانت نتيجة المباراة، خاصة وأن باب الأمل بالتأهل سيكون مشرعا للفائز أو الخاسر على حد سواء، حسب نظام التصفيات الذي يمنح بارقة أمل لأصحاب المركزين الثالث والرابع في الملحق الآسيوي.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان