الشعباني يخطف الأضواء بعد إنجاز الترجي التاريخي

أثار تعيين معين الشعباني، مدربا للترجي العام الماضي، بعض الشكوك حول قدرة المدافع السابق الذي يفتقد الخبرة على تولي مهمة الرجل الأول في النادي العريق، لكنه خطف الأضواء بعد أن قاده لإنجاز تاريخي.

واحتفظ الترجي بلقب دوري أبطال أفريقيا بعد نهاية غريبة لمباراة إياب الدور النهائي أمس الجمعة عندما ألغي اللقاء أثناء تقدم الفريق التونسي 1- 0 بعد انسحاب الوداد المغربي احتجاجا على غياب تقنية حكم الفيديو المساعد.

ورأى كثيرون أن الترجي غامر كثيرا بتعيين الشعباني (38 عاما) بدلا من التعاقد مع مدرب أكثر خبرة من أجل إدارة تشكيلة مليئة بالنجوم في ناد ينافس باستمرار على الألقاب المحلية والقارية.

وكلف الترجي الشعباني بقيادة الفريق خلفا لخالد بن يحيى في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بعد سلسلة من النتائج المتواضعة، ليشق النادي الأكثر نجاحا في تونس طريقه بقيادة مدافعه السابق نحو لقب دوري الأبطال في الشهر التالي.

قبل أن يحتفظ باللقب بعد 6 أشهر في نسخة استثنائية من مسابقة المستوى الأول في القارة عقب تغيير موعدها لتتماشى من موسم دول شمال أفريقيا وأوروبا بدلا من إقامتها على مدار العام الميلادي.

ونجح الشعباني العام الماضي في قيادة الترجي لتجاوز بريميرو دي أوجوستو الأنجولي في الدور قبل النهائي قبل أن ينتزع اللقب من بين أنياب الأهلي المصري صاحب الرقم القياسي في البطولة بثمانية ألقاب.

وبدا الأهلي وقتها في طريقه لإحراز اللقب بعد تقدمه 3-1 في مباراة الذهاب، لكن الشعباني قاد الترجي لانتفاضة قوية وفوز كبير على بطل مصر 3- 0 في الذهاب باستاد رادس، ليصبح أصغر مدرب ينال اللقب.

ولم يتوقف الشعباني عند ذلك الحد.

وواصل المدرب الشاب تألقه وقاد الترجي في مشوار رائع بالبطولة كلله بإحراز اللقب للمرة الثانية على التوالي، والرابعة في تاريخه، بدون خسارة.

ورغم أن الترجي واجه أندية قوية في طريقه نحو اللقب لكن المدرب الشاب صاحب الشخصية الهادئة تخطى كل التحديات، ونجح في استخراج أفضل ما لدى لاعبيه.

وتعامل الشعباني بذكاء مع جدول مباريات مزدحم، واهتم بكل التفاصيل محافظا على جاهزية لاعبيه طيلة مشوار الدفاع عن اللقب.

وحين لجأ إلى لاعبي الصف الثاني في بعض المباريات لإراحة لاعبيه الأساسيين، لم يواجه الشعباني أي مشاكل ليصبح أيضا قاب قوسين أو أدنى من الاحتفاظ بلقب الدوري المحلي أيضا.

وقال الشعباني بعد التتويج أمس الجمعة "الترجي استحق التتويج بعد مشوار بدون هزيمة".

وأضاف "كانت المهمة صعبة لكن اللاعبين كانوا في قمة التركيز. سيظل التتويج منقوشا بأحرف من ذهب في تاريخ النادي بفضل جيل كبير صنع الفرحة في موسم استثنائي".

ولعب الشعباني في صفوف الترجي في الفترة من 1998 إلى 2008 ثم انتقل إلى أنقرة جوجو التركي كما لعب أيضا لحمام الأنف والقادسية السعودي.

واختتم المدافع مسيرته كلاعب مع حمام الأنف عام 2013 وتولى بعد ذلك تدريبه ثم انتقل للعمل مدربا مساعدا في الترجي قبل أن يترقى لمنصب الرجل الأول.

وسيكون الشعباني المرشح الأبرز لنيل جائزة أفضل مدرب في أفريقيا هذا العام بعد إنجاز الترجي الرائع.