الزمالك وبروفة السوبر.. فوز خادع ولغز مستمر

لا يختلف اثنان على أهمية الفوز الذي حققه الزمالك على حساب مضيفه الإسماعيلي بنتيجة (2-1) مساء اليوم الأحد بالجولة 17 للدوري المصري، في مشوار الأبيض هذا الموسم.

وتبرز أهمية هذا الانتصار لعدة أسباب على رأسها أنه يغلق صفحة الدوري مؤقتًا بالنسبة لأبناء ميت عقبة بـ 6 نقاط قبل التفرغ لمباراة الترجي التونسي يوم الجمعة المقبل في العاصمة القطرية الدوحة، بكأس السوبر الأفريقي.

الزمالك كسر عقدة لازمته 14 سنة بالفوز على الإسماعيلي في عقر داره بجانب أنه استعاد التوازن بعض الشيء، في الدوري رغم فارق النقاط الكبير مع الأهلي المتصدر، إلا أن كل هذه المكاسب المعنوية تبدو بمثابة الفوز الخادع للفريق الأبيض في بروفة لقاء السوبر الأفريقي.

كيف خرج الزمالك فائزًا من لقاء الإسماعيلي؟ ولماذا خرجت جماهير الفريق الأبيض غير راضية رغم الانتصار الغائب منذ زمن؟ هذه التساؤلات يحاول كووورة الإجابة عنها في هذه السطور:

نقطة التحول

قدم الزمالك شوطًا هزيلًا وباهتًا أمام الإسماعيلي الذي سجل هدفًا من ضربة جزاء وأهدر عدة محاولات على مرمى محمد أبوجبل، لكن نقطة التحول تمثلت في خروج لاعب الوسط عماد حمدي مصابًا، مما أثر على الإسماعيلي في الشوط الثاني، وأفقده السيطرة التي ميزته في الشوط الأول.

تغييرات مدرب الزمالك كارتيرون كانت روتينية لإراحة لاعبيه في الربع ساعة الأخير، بعدما سجل هدفين في 6 دقائق، حسم بهما المباراة، في حين دفع الإسماعيلي ثمن تغييرات مدربه جوميز، الذي أغفل الدفع بلاعب متحرك يزيد من سرعة الفريق بقيمة العراقي همام طارق بعد إصابة عماد حمدي.

جماعية غائبة

رغم الفوز الزملكاوي إلا أن أكثر ما يلفت الانتباه بتركيبة الأبيض، غياب جماعية الفريق، وتباعد خطوطه خاصة ثنائي الوسط طارق حامد وفرجاني ساسي وثلاثي الهجوم.

افتقد الظهيران أحمد عيد وعبد الله جمعة مساندة الأجنحة، مما وضع مرمى الزمالك تحت تهديد كبير بخلاف العشوائية الواضحة في بناء الهجمات، وكلها أمور تدق ناقوس الخطر للفريق الأبيض قبل لقاء الترجي التونسي.

لغز أوباما وساسي

يعد مستوى الثنائي التونسي فرجاني ساسي ويوسف إبراهيم أوباما، من الأمور الفنية التي كبدت الفريق الأبيض معاناة واضحة، أدت لتراجعه بشكل لافت في الفترة الأخيرة.

وافتقد ساسي أبرز ما يميزه وهي دقة التمرير والتناغم مع زميله طارق حامد، مما أثر على الزمالك دفاعيا وهجوميا.

بينما قدم أوبامًا أداء غاية في السوء خلال لقاء الإسماعيلي اليوم، رغم تسجيله هدف التعادل، لكنه كان تائهًا في أغلب فترات اللقاء وفشل في تطبيق دوره وهو الربط بين خطي الوسط والهجوم وتوزيع الكرة على الأطراف.

العامل البدني أزمة مستمرة

أخفق الجهاز الفني للزمالك في حل أزمة التراجع البدني التي تبرز من مباراة لأخرى، خاصة في أواخر الشوط الثاني، وهو أمر جعل الفريق الأبيض بصدد مشكلة كبيرة قبل مواجهات شهر فبراير/ شباط الجاري الحاسمة سواء على صعيد السوبر الأفريقي أمام الترجي أو السوبر المصري أمام الأهلي أو قمة الدوري أمام الغريم الأحمر نفسه أو لقائي الترجي في ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا.

وحاول كارتيرون التعامل مع الأمر بتبادل إراحة بعض اللاعبين تجنبًا لإجهادهم لكن التراجع الواضح في الربع ساعة الأخير يهدد الزمالك دائما خاصة أن هذا الوقت ربما يكون حاسما في المباريات الكبرى.