Reutersبات عام 2018 على مشارف النهاية، وهو الذي شهد هيمنة الثلاثي الإسباني ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد على المشهد قاريا ومحليا.
فبينما واصل الفريق الملكي تربعه على عرش القارة العجوز بالفوز بلقب دوري الأبطال للمرة الثالثة على التوالي (الـ13 في تاريخه)، فضلا عن فوزه بمونديال الأندية، فرض البلوجرانا كلمته محليا وفاز بالثلاثية المحلية (الليجا والكأس والسوبر).
أما الأتليتي، فاستطاع أن يحصد لقبي الدوري الأوروبي والسوبر الأوروبي، والأخير كان بالتحديد على حساب غريمه وجاره اللدود ريال مدريد.
ولم تكن البطولات وحدها هي التي رسمت ملامح هذا العام على الصعيد الكروي في إسبانيا، ولكن أيضا رحيل أسماء صنعت بالفعل تاريخا في ملاعب "الماتادور"، مثل الفرنسي زين الدين زيدان، وأندريس إنييستا وكريستيانو رونالدو وفرناندو توريس.
هواية مفضلة
وعلى صعيد "التشامبيونز ليج"، واصل ريال مدريد هوايته في تحطيم الأرقام القياسية في بطولته المحببة، واستطاع تحت قياده مدربه الفرنسي الأسطوري زين الدين زيدان، أن يحافظ على لقب البطولة للعام الثالث على التوالي، ليصنع عن جدارة تاريخا لم يسبق لأي فريق أن حققه في تاريخ دوري الأبطال الحديث.
وأحبط رفاق النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، طموح كتيبة الألماني يورجن كلوب، وحسموا النهائي بنتيجة (3-1)، في مباراة شهدت حدثين فارقين في توجيه مسار "الكأس ذات الأذنين"، وهما إصابة النجم المصري محمد صلاح، هذا بالإضافة إلى الأخطاء الكارثية لحارس "الريدز"، الألماني لوريس كاريوس.
إلا أن رونالدو كان له رأي آخر، وأراد أن يتصدر عناوين الصحف وسط صخب احتفالات الجماهير واللاعبين بهذا الإنجاز التاريخي، بعد أن ألمح في تصريحات عقب المباراة بإمكانية رحيله عن الفريق.
ولم يتأخر صاحب الكرة الذهبية 5 مرات، في تأكيد هذه الرغبة عندما استيقظت جماهير الملكي على صدمة رحيل الدون ليوفنتوس الإيطالي مقابل 112 مليون يورو.
صدمات متتالية
ولم يكد محبو الريال أن يستفيقوا من صدمة رحيل رونالدو، حتى خرج زيدان بشكل مفاجئ وقرر هو الآخر حزم حقائبه خارج أسوار قلعة البرنابيو، بعد سنتين ونصف حقق خلالهما ما لم يحققه أي مدرب في تاريخ النادي خلال نفس الفترة الزمنية.
وبعد رحيل زيدان، أعلنت إدارة النادي، برئاسة فلورنتينو بيريز، عن التعاقد مع جولين لوبيتيجي، المدرب السابق لإسبانيا، إلا أن البداية لم تكن تبشر بأي تفاؤل حيث خسر الفريق لقب السوبر الأوروبي لحساب أتلتيكو مدريد وبنتيجة كبيرة (4-2).
استمرت حالة التخبط في نتائج الفريق مع بداية الموسم المحلي، لتنتهي أيام لوبيتيجي سريعا على مقعد المدير الفني ويرحل بنهاية أكتوبر/تشرين أول الماضي بعد الخسارة المذلة أمام برشلونة (5-1)، في "كلاسيكو الأرض" بالليجا.
ووقع اختيار إدارة الريال حينها على أحد أبناء النادي ومدرب الفريق الرديف وقتها، الأرجنتيني سانتياجو سولاري، الذي قاد الفريق لإنجاز آخر وهو الحفاظ على لقب مونديال الأندية قبل أيام قليلة للعام الثالث على التوالي على حساب العين الإماراتي (4-1).
برشلونة الملك
المشهد لم يكن مختلفا إلى حد بعيد داخل أروقة الغريم التقليدي الكتالوني، فعلى الرغم من ضياع حلم دوري الأبطال بشكل درامي في ربع النهائي على يد روما الإيطالي، كرّس رفاق النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي جهودهم لاستعادة لقب الليجا، والاحتفاظ بلقب كأس الملك للموسم الثالث على التوالي، علاوة على الفوز بالسوبر المحلي، ليعلن البلوجرانا نفسه ملكا على إسبانيا.
ولكن وسط أفراح الفريق بالهيمنة على المشهد المحلي، أعلن القائد الموهوب، أندريس إنييستا، نهاية مسيرة زاخرة بالعطاء مع برشلونة على مدار 22 عاما، متجها نحو الملاعب اليابانية عبر بوابة فيسل كوبي.
لأتلتيكو نصيب
أما فارس الرهان الثالث أتلتيكو مدريد، فكان له هو الآخر نصيب في التتويجات، فبعد الخروج من دوري الأبطال باحتلال المركز الثالث في مجموعته التي كانت تضم تشيلسي الإنجليزي وروما الإيطالي وقرة باج الكازاخي، تحولت أنظار كتيبة الأرجنتيني دييجو سيميوني للبطولة الأخرى "اليوروبا ليج".
وتحقق لـ"الروخيبلانكوس" ما أرادوا، بعد أن رفعوا كأس البطولة للمرة الثالثة في تاريخهم والثانية في حقبة المدرب الأرجنتيني.
لم تتوقف طموحات الأتليتي عند هذا الحد، بل استطاع أيضا رفع كأس السوبر الأوروبي للمرة الثالثة أيضا، والثانية مع سيميوني، بعد أن دك شباك الريال بأربعة أهداف مقابل اثنين.
كما كان لأتلتيكو أيضا نصيب من حفلات الوداع التي ضربت ملاعب إسبانيا هذا العام، بعد أن قرر المهاجم المخضرم فرناندو توريس، تغيير الأجواء عقب تحقيق أمنيته بالحصول على بطولة مع الفريق، وبعد رحلة امتدت نحو 10 مواسم على فترتين.


