Getty Imagesعندما تراه على الخط الجانبي، مشدود الأعصاب، صارم الملامح، ستجد أن شيئًا آخر يكتمل مع تلك الشخصية: البدلة السوداء بالكامل. دييجو سيميوني، مدرب أتلتيكو مدريد، لم يعد مجرد مدرب يرتدي الأسود، بل أصبح "الرجل في الأسود" رمزًا لأسلوبه وفلسفته الكروية. لكن، لماذا لا يغير "التشولو" زيه أبدًا؟
يلقب سيميوني بـ"إل تشولو" في موطنه الأرجنتين، ويعرف مدرب أتلتيكو مدريد المخيف بـ"الرجل بالأسود"، ومن السهل فهم السبب، حيث يتميز أسلوبه ببدلة سوداء مصممة خصيصًا لتناسب جسده، مع قميص أسود وربطة عنق سوداء.
وعند الضرورة، يضيف معطفًا أسود إلى هذا المزيج. وفي حين يقال في عالم الموضة إن الأسود يساعد على إظهار القوام بشكل أنحف، إلا أنه على "إل تشولو" يبدو مهيبًا مثل سلوكه. إنه مظهر يسهل تقليده نسبيًا، لكن ما لم تستطع مجاراة شدته ونظرته الشرسة، فلن تتقنه أبدًا.
الخرافات
يكشف الفيلم الوثائقي "Partido a partido" على "أمازون برايم" كيف أن أسلوب سيميوني يتحدد بشخصيته وحياته، لا بالموضة. يتضح هذا من اللون الأسود الذي يسيطر على خزانة ملابسه: سيميوني يرتديه ليس اتباعًا لصيحة معينة، بل بدافع التفاؤل والتشاؤم.
زملاؤه السابقون، الذين يتحدثون بتفاصيل كاملة في الحلقات، يعترفون: "تشولو يرتديه كتفاؤل، فهو شخص شديد الإيمان بالخرافات، حتى وهو لاعب".
ويؤكد الفيلم الوثائقي اختياره المستمر للقمصان السوداء والسترات الصوفية أو الياقات العالية، في أوقات فراغه. وإذا كان اللون الأسود حاضرًا في كل مكان، فربما لم يعد مجرد خرافة، بل أصبح شغفًا شخصيًا.
وبغض النظر عن ظهوره بقمصان تعود إلى التسعينيات، أو قمصان واسعة ومظهر رياضي عام، سواء كان يرتدي شورتًا على الأريكة أو ملابس كاجوال بالكامل على طراز التسعينيات، يظل اللون الأسود ملازمًا له. لقد رافقه منذ أيامه كلاعب في راسينج وإنديبندينتي، واستمر معه في تجاربه التدريبية الأولى.
جانب نفسي
صنع سيميوني لنفسه هوية بصرية، ففي كرة القدم، الصورة جزء من المعركة، وسيميوني يستخدم الأسود ليرسل رسالة واضحة: لن تكون المباراة سهلة.
كما أن أتلتيكو فريق يبنى على الانضباط، الجهد، والتضحية، ويجسد سيميوني هذه القيم حتى في مظهره. الأسود صار مرآة لشخصيته وفريقه: لا مجال للزينة، بل جدية فقط.
قد يعجبك أيضاً



