
جمع الدوري السعودي المجد من أطرافه، ووصل إلى الحد الأعلى من الحماس والإثارة، وبات بالفعل دوريا عالميا، يستحق متابعة لا تقل عن أفضل بطولات العالم.
أكثر من 40 شاشة عالمية نقلت الأسبوع الأول من مباريات دوري روشن، ومع قدوم نيمار قد يتضاعف العدد، وهو ما يؤهل هذه البطولة التي تقام على أرض عربية لتكون واحدة من أكثر بطولات كرة القدم متابعة في قارات العالم.
الأمر لم يعد مجرد إنفاق بلا معنى، فالملايين التي أنفقت على استقطاب هؤلاء النجوم، قابلة للتعويض سريعا، من حقوق النقل التلفزيوني والإعلانات التي يرشح دخول رعاة عالميين على خطها، سواء كرعاية لقمصان النجوم العالميين التي بات الطلب عليها منقطع النظير داخل وخارج المملكة، أو في الملاعب ومن خلال الناقل الحصري للبطولات في المملكة العربية السعودية، كما أن حركة الطائرات والسياحة من الخارج، قد تشهد ارتفاعات ملحوظة، لمتابعة الديربيات الكبيرة، كما هو الحال في الدوريات الكبرى.
وقد يبدأ التفكير في تحويل الدوري السعودي إلى سوق كبير للنجوم العالميين باتجاهين، من خلال إعادة البيع وتحقيق أرباح كبيرة، سواء من النجوم الحاليين، أو الوجوه الواعدة التي برزت في البطولات المحلية، وباتت مطلبا لأندية أوروبا، وبملايين الدولارات.
التجربة نجحت بشكل هائل، رغم أنها ما زالت في بدايتها، وكوكبة النجوم سرعان ما بدأوا بتقديم أفضل ما لديهم في تنافس فني رفيع، ومتابعة عالمية قل نظيرها لبطولة تقام على أرض عربية، وتبشر بمستقبل زاهر، يجعل الدوري السعودي ضمن أفضل الدوريات الكبرى عالميا.
نحن ما زلنا في السنة الأولى، وشاهدنا هذا الكم الهائل من النجوم الكبار في السعودية، فبعد أن اعتقدنا أنا صفقة رونالدو مع النصر مجرد تكريم لنجم كبير في نهاية مسيرته، فوجئنا بنجوم آخرين ما زالوا في قمة العطاء يتقاطرون الواحد تلو الآخر نحو الدوري السعودي، انطلاقا من بنزيما ومرورا بسافيتش ومالكوم وساني ومحرز وكوليبالي وميندي وهندرسون، ووصولا إلى نيمار وآخر الوافدين الحارس المغربي الكبير ياسين بونو، والقائمة تطول.
تجربة صندوق الاستثمارات العامة السعودي التي ساهمت بالشكل الأكبر من هذه الصفقات، بعد تحويل الأربعة الكبار في السعودية إلى القطاع الخاص واستحواذ الصندوق عليها، بشكل أنهى جميع ديونها ونقلها إلى المستقبل الكبير، أثبتت أن كرة القدم كنز من الثروات يحتاج فقط لإدارته بشكل احترافي، وتحويله إلى مصدر أرباح وافرة، ورفع للمستوى الفني، والدخول بتنافسية كبيرة على مختلف البطولات، سواء الإقليمية مثل دوري أبطال آسيا، أو عالمية بالتخطيط لخطف كأس العالم للأندية من أوروبا، ومن ثم الانعكاس على تطوير قدرات اللاعب المحلي لتعزيز قدرات المنتخب السعودي ورفع سقف طموحاته.



