
يحاط اتحاد الكرة المغربي بانتقادات كبيرة من كل جانب، والسبب فشله في المراهنة على هيرفي رينارد وخاصة الصلاحيات التي خولها له رئيس الاتحاد فوزي لقجع، دون محاسبة آنية وبتفويض كامل دفع فاتورته غاليا منتخب الأسود في الكان الأخير بمصر، وقبلها في العديد من المحطات.
كووورة يرصد لكم في التقرير التالي 5 أخطاء يتحمل مسؤوليتها فوزي لقجع، من خلال إساءته تدبير مقاربة التعاقد مع رينارد، إضافة لعدم تدخله في أوقات حاسمة لوضع حد لأخطاء وقع الإجماع بشأن ارتكابها:
البطاقة البيضاء
" كارط بلانش" بالفرنسية كما ظل يرددها رينارد كل مرة، وهو يتباهي بصلاحياته الواسعة ورفضه التدخل فيها من أي شخص كيفما كانت حدود مسؤوليته.
بل أن رينارد ظل يصرح حتى قبل أمم أفريقيا رفضه تدخل لقجع في فرض اسم لاعب من اللاعبين، وعديد الاختيارات الأخرى التي كانت مثار جدل، و تسبب هذا التفويض الواسع في الصلاحيات في اشتغال المدرب الفرنسي بلا رقيب.
لجنة المنتخبات
أطاح لقجع قبل عامين بلجنة المنتخبات التي ظلت تحصي أنفاس الزاكي وحركاته وتتحاسب معه على أدق التفاصيل، تحاصره في اختيار المعسكرات والتشكيل وتنتقد اختياراته الفنية في بعض المباريات، مثلما حدث في مدينة باتا بغينيا الإستوائية بعدما مر الأسود بمحاذاة الإقصاء من بلوغ دور المجموعات في تصفيات المونديال.
لقجع أزاح عضو اتحاد الكرة المغربي السابق نور الدين بوشحاتي من رئاسة لجنة المنتخبات، والذي تقلده بنجاح باهر، بنفسه وبعدها لم يظهر أثر لدور هذه اللجنة التي لم تجالس رينارد قبل و بعد المباريات والمسابقات المهمة ليقدم لها تقاريره الفنية.

الإقامة بالسنغال
استغرب الجمهور المغربي كيف لاتحاد الكرة المغربي أن يقبل على نفسه أن يقيم المدرب رينارد بشكل شبه دائم في داكار السينغالية، ويتابع هناك مباريات الأندية السييغالية، ويشارك في مسابقات رياضية مثل الماراثون، بل و يغازل كل مرة أسود تيرانغا ويقدمهم في ثوب المرشح للتتويج باللقب الأفريقي.
قبل رينارد كان لقجع قد رفض التعاقد مع الهولندي ديك أدفوكات الذي رفض الإقامة بالمغرب لهذا السبب، لكنه تراجع عن ذلك أمام رغبة المدرب الفرنسي، وقبل بها ليتغيب رينارد عن تتبع الدوري المغربي وحضوره للمغرب إلا مع اقتراب المباريات المهمة.
تناقض صريح
قبل لقجع على نفسه أن يتناقض معه مدرب الأسود الذي هو تحت إمرته، ويفترض أن يتقاسم معه نفس الأهداف في خرجاته وتصريحاته الإعلامية.
ففي الوقت الذي ظل لقجع في مؤتمر صحفي عقده في سلا على هامش مأدبة عشاء أقامها له مع رجال الإعلام المغاربة، يؤكد على أن المغرب ذاهب لمصر من أجل التتويج بالكان، كان رينارد يقول العكس ويكتفي بترشيح منتخبات مصر والسينغال و يستعبد الأسود.
بل أن رينارد أصر في خرجته مع صحيفة فرنسية على القول أنه لا يعنيه ما يدعيه غيره بشأن حظوظ الأسود، وأنه لا يقدم وعودا للجماهير المغربية في تلميح لفوزي لقجع.
تبخيس الدوري
تلقى الدوري المغربي الاحترافي الذي يصنف من بين أفضل الدوريات العربية والأفريقية والذي رصد له اتحاد الكرة المغربي إيرادات مالية معتبرة، أكبر صفعة وإهانة له على عهد رينارد.
فلم يسبق في تاريخ مشاركات الأسود في المونديال والكان أن تقلص تمثيل الدوري للاعبين بلا أدوار أحيانا رغم تألق الوداد والرجاء وبركان الأفريقي.
اصطحب رينارد في نسخة أمم أفريقيا بالجابون لاعب الوداد أمين العطوشي وحيدا، ولم يلعب ولا دقيقة، وفي مونديال روسيا اصطحب لاعبين فقط، في الكان الأخير ضم لاعبين من الدوري المغربي لم يظهرا حتى احتياطيين.

إهانة الإتحاد
تمكن هذه الإهانة في التناقض الذي كان يحدث بين كشف اتحاد الكرة لقائمة الأسود، واختلاف رينارد معهم فيها مثلما حدث في استدعاء المهدي بنعطية ذات يوم و هو لاعب مع يوفنتس.
كما أن رينارد تعمد تقديم قوائم الأسود عبر صفحته بتويتر، وليس بالموقع الرسمي للجهاز، ومؤخرا أنهاها برفضه تقديم استقالته كما طالب بها لقجع لاتحاد الكرة بخط اليد، وكشف عنها في صفحته عبر منصات التواصل الاجتماعي.
استفزاز حمد الله
كان رينارد واحدا من الأسباب المباشرة للنهاية التي وصل إليها موضوع عبد الرزاق حمد الله، الذي غادر معسكر الأسود بشكل غريب قبل انطلاقة الكان.
و السبب هو أن رينارد أخبر حمد الله قبل مباراة الأرجنتين أنه لن يستدعيه لهذه الودية وسيكتفي بتجريبه مع الرديف، وهو ما أغضب هداف النصر السعودي.
كما أن استدعاء حمد الله لم يكن قرارا شخصيا لرينارد، و تم فرضه عليه ليتجاهله في المعسكر الذي سبق الكان، وتسبب الأمر في انفجار اللاعب الذي أقدم على خطوة الإنسحاب، وبدلا أن يتدخل لقجع خرج بتصريح غريب قال فيه "المنتخب المغربي لا يتوقف على حمد الله ولا ينتظر منه شيئا".
لذلك يتحمل فوزي لقجع شخصيا مسوولية ما آل إليه وضع الأسود مع رينارد، والدليل هو استهتارالأخير ورفضه تقديم الاستقالة يدا بيد لفوزي لقجع.


قد يعجبك أيضاً



