Getty Imagesطوى نادي الاتحاد السعودي صفحة أخرى من صفحات المدربين الذين استعان بهم خلال السنوات الأخيرة، وتحديدا في عهد الاستقطاب والاستعانة بالصفقات الكبرى والنجوم العالميين لأندية صندوق الاستثمار.
ووجه الاتحاد الشكر لمدربه الفرنسي لوران بلان الذي رحل عن صفوف الفريق بعدما قاده الموسم الماضي لتحقيق ثنائية محلية، بالفوز بلقبي دوري روشن للمحترفين وكأس خادم الحرمين الشريفين.
ومع تراجع النتائج ببداية الموسم الثاني لبلان لم تصبر الإدارة كثيرا على مدرب باريس سان جيرمان السابق، لتقرر أن أزمة الفريق تتلخص في مدربه وتقرر الاستغناء عن خدماته، لتبدأ رحلة البحث عن مدير فني جديد خلقا للفرنسي الأنيق.
ما بعد الاتحاد
ولأن نجم فرنسا في كأس العالم 1998، يعد اسما بارزا في عالم التدريب، وحقق نجاحات لا بأس بها، فإن رحيله عن الاتحاد بشكل مفاجئ سيدفع أندية عدة من التي تبحث عن مدربين جدد للنظر إليه بعين الاعتبار على أمل إقناعه بخوض تجربة جديدة بعد أيام من رحيله عن العميد.
بلان الذي لم يحسم موقفه سواء بالبقاء بعيدا عن التدريب لبعض الوقت، أو خوض تجربة جديدة على الفور ارتبط اسمه بنادي مانشستر يونايتد، الذي سبق أن لعب ضمن صفوفه في السابق، من أجل تدريبه خلفا للمدرب الحالي البرتغالي روبن أموريم والمرشح للرحيل حال استمرت النتائج على نفس المنوال بطريقة سلبية محبطة.
ويأمل بلان في أن تكون فترة ما بعد الاتحاد جيدة ويعرف طريقه للنجاح من جديد، مثلما حدث مع مدرب سابق للعميد وهو البرتغالي نونو إسبيريتو سانتو، الذي عاد أدراجه إلى الدوري الإنجليزي الممتاز المكان الذي تألق فيه أغلب الأوقات مع وولفرهامبتون.
AFP
سانتو يغزو إنجلترا
من جديد عاد نونو سانتو إلى إنجلترا وهو المدرب الذي كانت تأمل الجماهير في بقائه أو على الأقل أن يستمر في ظروف أفضل، كونه قد اقتنص لقب الدوري من بين أنياب الغريم الهلال.
وبعد رحيله عن نادي الاتحاد السعودي في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، دخل المدرب البرتغالي نونو إسبيريتو سانتو تجربة جديدة في الدوري الإنجليزي الممتاز مع نادي نوتنجهام فورست.
التعاقد معه جاء في ديسمبر/كانون الأول 2023 بهدف إنقاذ الفريق من شبح الهبوط، وهو ما نجح فيه بالفعل خلال الأشهر الأولى من ولايته، حيث أعاد الاستقرار الدفاعي وأدخل انضباطًا تكتيكيًا واضحًا على أداء الفريق.
مع بداية موسم 2024-2025، تجاوز نونو سقف التوقعات، إذ قاد نوتنجهام فورست لتحقيق المركز السابع في الدوري الإنجليزي، وهو أفضل ترتيب للفريق منذ سنوات طويلة، ليضعه على أعتاب المنافسة الأوروبية.
كما نجح في الوصول إلى نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، في إنجاز عزز من مكانته لدى جماهير النادي التي رأت فيه مشروعًا طويل الأمد. هذه النجاحات دفعت الإدارة إلى تمديد عقده حتى صيف 2028، ما بدا وكأنه بداية مرحلة استقرار جديدة للنادي.
غير أن العلاقة بين نونو وإدارة النادي توترت لاحقًا بسبب خلافات تتعلق بسياسات التعاقدات وخطط التطوير، وهو ما انعكس على النتائج في بداية موسم 2025-2026.
ومع تراجع المستوى، قررت الإدارة إقالته في سبتمبر/أيلول 2025، ليغادر الفريق بعدما أعاد له الكثير من هيبته.
تجربة نوتنجهام أثبتت أن نونو مدرب قادر على إعادة بناء الفرق ورفع تنافسيتها، حتى إن لم تكتمل مسيرته مع النادي حتى النهاية.
وانتقل سانتو لاحقا لتولي تدريب وست هام على أمل أن يكرر ما فعله مع نوتنجهام فورست.
AFP
عودة للبيت القديم
أما الأرجنتيني مارسيلو جاياردو فلم يتردد في تلبية نداء الوطن، والوطن بالنسبة له هو ريفر بليت، البيت القديم الذي يعرف جنباته جيدا، ويتحمل جمهوره أي إخفاق له.
ومع ريفر بليت تواجد جاياردو في 69 مباراة فاز في 32 منها، وتعادل في 25 وخسر في 12، وهو معدل ليس الأفضل مقارنة بالولاية الأولى له، لكنها ليست سيئة.
جاياردو بعد تجربة الاتحاد عمل على إعادة بناء ريفر بليت بأسلوبه المميز والانضباط التكتيكي، الانطلاق الهجومي، القدرة على الفوز بالمباريات الكبيرة، وأهمية الضغط النفسي والتكتيكي على المنافس.
إذا استمر على هذا المنوال، ومع تعزيز الفريق بإضافات نوعية، يمكن أن يعود لتحقيق ألقاب محلية وقارية، وربما يعيد ليبرتادوريس إلى خزائن ريفر مرة أخرى.
جاياردو حتى الآن لا يزال أمامه طريق طويل لاستعادة كل ما حققه في ولايته الأولى، لكن العودة جاءت قوية، والجماهير تمنحه الثقة بأن الأفضل لم يأتِ بعد.
ومنذ عودته في أغسطس/أب 2024، استطاع جاياردو أن يجد تجاوبًا جماهيريًا كبيرًا، وجمهور الأرجنتين استقبله بالترحاب في ملعب مونيمنتال الشهير، أمام أكثر من 80 ألف مشجع، تأكيدًا على أن الرجوع إليه كان خيارًا شعبيًا وتراثيًا.
قد يعجبك أيضاً



