الحلم لم ينته أيها الجزائريون .. الحلم يبدأ ! نعم
الحلم لم ينته أيها الجزائريون .. الحلم يبدأ !
نعم ربما ينتهي حلم المشوار في مونديال البرازيل بالمعنى المباشر للكلام، لكن الحلم الأكبر يبدأ!
وتسألني ما هو الحلم الأكبر؟ أقول لك وبلا تردد، هو ما علمه لنا منتخب الجزائر في هذا المونديال، هو حالنا الجديد، والمفاهيم الجديدة التي سننطلق من خلالها في التعامل مع هذا العالم في كرة القدم وفي كل شيء آخر!
نعم تعلمنا أننا لسنا صغاراً، لسنا أناساً هامشيين، لا نقدم ولا نؤخر.
نعم تعلمنا أننا شيء مهم ، ولا ينقصنا إلا أن نؤمن بذلك.
تعلمنا كيف نكون شجعاناً في مواجهة الآخر مهما كان يبدو أكبر منا وأقوى منا.
تعلمنا ألّا نخاف ، وأن هذا الخوف هو الآفة التي تقضي على كل شيء وتميت كل شيء !
تعلمنا، أن البشر هم البشر جميعهم من على كوكب الأرض، وأن لا منتخب ألمانيا، ولا منتخب البرازيل، ولا أي منتخب مهما كان، من كوكب آخر!
تعلمنا ومنذ الآن وصاعدا توديع مفهوم المشاركة من أجل المشاركة في أي بطولة حتى لو كانت كأس العالم. تعلمنا أن نذهب ونحن نرفع شعار المنافسة حتى آخر نفس وحتى آخر نقطة !
نعم تعلمنا أن الدنيا تغيرت، وأن مونديال البرازيل سيكون شاهدا على هذا التغير القادم ، وأن أي منتخب مشارك من الممكن له أن يفوز بكأس العالم بصرف النظر عن اسمه وعن تاريخه، فالتاريخ يبدأ من جديد بمفاهيم أخرى تجبرنا على الاعتراف بها.
من كان يصدق أنك تجلس أمام الشاشة وبعد وقت قليل تسأل من هو منتخب الجزائر ومن هو منتخب ألمانيا !!
من كان يصدق أن يتحول منتخب الماكينات إلى ما يشبه الفئران المذعورة على الأقل في الشوط الأول أمام الجزائريين !!
من كان يصدق أن ينجو المرشح الأول من الهزيمة، وألّا يجد نفسه إلا بعد تمديد الوقت ، هناك وجد متسعا من الهواء في رئتيه ليس إلا، وهذه تحديدا يجب أن نضعها في الاعتبار، فالقوة والنفس أشياء مهمة في كرة القدم في كل زمان ومكان !
من كان يصدق أن المنتخب المصنف الأخير يفعل كل هذا في المنتخب المصنف الأول، إنها مقاييس كرة القدم الجديدة التي يرفع لواءها منتخب الجزائر في هذا المونديال.
كلمات أخيرة
من أجل كل ما تقدم وفيه مما لا تتسع له مساحة الكلمات أقول إن الحلم يبدأ ولا ينتهي، حلم تكرار المشاركة في نهائيات كأس العالم بمفاهيم أخرى تعتمد على الثقة بالنفس والشجاعة وعدم الخوف، تعتمد على العمل الآن، من منطلق أن من يعمل لابد وأن يكافأ، ولابد وأن يحصل على الفرصة، وربما يذهب بهذه الفرصة بعيدا حيث يسكن الخيال !
شكراً للجزائر، شكراً لمن كان مندوباً سامياً عن العرب، شكراً لمن اكتسب عشاقا جددا، شكراً لمن أطلقت عليه الصحافة العالمية غير العادلة الخاسر الشجاع، فعلتها مجبرة أو بطيب خاطر .. لا يهم !
شكراً للمدرب الشجاع البوسني وحيد خليلوجيتش الذي بكى الخروج والفرح في آن واحد ، لقد حارب ، وفرض شخصيته، وقسى عليهم في فترة التدريب، ولم يشكروه إلا بعد أن عرفوا !!
أيها المنتخب الجزائري الجميل ، شرفتنا، أرجع إلى بلدك مرفوع الرأس.
** نقلا عن صحيفة "البيان" الإماراتية