تراجع توني كروس عن قرار الاعتزال الدولي قبل بطولة أوروبا 2024، ويبدو أن مدرب المنتخب الألماني يوليان ناجلسمان قد وجد صيغة تمنحه أفضل النتائج.
ويفتتح منتخب ألمانيا مشواره في يورو 2024 بمواجهة إسكتلندا على ملعب أليانز أرينا يوم الجمعة المقبل، علمًا بأن المجموعة تضم أيضًا المجر وسويسرا.
لم تكن نتائج المنتخب الألماني مطمئنة، قبل عودة كروس الذي سيعتزل اللعب نهائيًا بعد انتهاء البطولة القارية، خصوصا أن الملاعب الألمانية عانت خلال السنوات الماضية من ندرة المواهب.
لكن عودة نجم ريال مدريد إلى جانب بروز عدد من اللاعبين الشبان مثل جمال موسيالا وفلوريان فيرتز، رفع من سقف توقعات جمهور "المانشافات" في الوقت المناسب.
تبدو عودة كروس إلى تشكيلة ألمانيا، كما لو أن البلاد كلها تفتقر للاعبي الخبرة،، حيث أضاف الحلقة المفقودة إلى خط الوسط.
من المعروف أن كروس في عمر الرابعة والثلاثين، يعتبر حاليا أفضل لاعب ألماني، رغم أن مسيرته تشارف على الانتهاء، وإمكانياته كلاعب وسط صانع للألعاب، نادرة ليس فقط في ألمانيا، بل في القارة الأوروبية بأكملها.
مع ريال مدريد في الموسم المنصرم، ظهرت أهمية كروس رغم أن كثيرين توقعوا انخفاض مردوده نظرا لتقدمه في العمر، وتمكن اللاعب الألماني من الانسجام سريعا في وسط الملعب مع لاعبين أصغر منه سنا، مثل فيدي فالفيردي وأوريلين تشواميني وإدواردو كامافينجا.
كان كروس ركنا أساسيا في نجاحات ريال مدريد، خصوصا من خلال تمريراته الدقيقة وكراته الطويلة التي تصل إلى زملائه بيسر، إلى جانب رؤيته الثاقبة ومعرفة أين يتواجد كل زميل له، ووصل الأمر إلى تحسن أدائه الجماعي، بفضل النضج الذي اكتسبه عبر أعوام مضت.
هذه الأمور لم تكن موجودة في المنتخب الألماني، ومع إصرار المدرب ناجسلمان على انتهاج طريقة اللعب 4-2-3-1، بات هناك حاجة ماسة للخبرة في وسط الملعب.
قبل عودة كروس، كان جوشوا كيميتش يؤدي دوره في وسط ملعب المنتخب الألماني، لكنه فشل في تثبيت قدميه بهذه الموقع، رغم أن أحدا لا يشك بقدراته المذهلة.
حاول ناجلسمان حل هذه المعضلة، بشتى الطرق دون أن ينجح، ولم ينجح إلكاي جوندوجان وحده في قيادة خط الوسط، كما أن المدرب لم يبدو مقتنعا لتواجد ليون جوريتسكا الذي تم استبعاده لاحقا من القائمة.
وتمكن ناجلسمان أخيرا من إقناع كروس بالعودة إلى المنتخب الألماني في مارس/آذار الماضي، فعاد الاتزان أخيرا بين خطوط اللعب، وتحسنت نتائج الأخير في المباريات الودية الأخيرة.
تضيف متانة روبرت أندريتش جنبًا إلى جنب مع كروس توازنًا أكبر، مع مزيد من الاستقرار الذي يوفره ثنائي قلب الدفاع المفضل جوناثان تاه وأنتونيو روديجر خلفهما، وهو ما يقدم في نهاية الأمر الحرية اللازمة لجوندوجان لأداء دور لاعب الوسط الهجومي، بين الجناحين موسيالا وفيرتز.
في الواقع، هناك الكثير من الجودة في التشكيلة الألمانية، لدرجة أن ليروي ساني، أصبح لديه الآن مهمة صعبة لحجز مقعد أساسي، لكن هذه الجودة لم تكن ظاهرة للعيان قبل عودة كروس الذي أعاد الأمور إلى نصابها، قهل يتمكن من قيادة بلاده لرفع كأس اليورو في آخر مغامراته؟.
قد يعجبك أيضاً



