
سيسرد موقع كووورة تاريخ كرة القدم اليابانية أسبوعياً عبر ثمانية حلقات بحسب عدد فصول كتاب (كرة القدم اليابانية) الذي ألفه الكاتب السعودي ريان الجدعاني، أحد أعضاء منتديات موقع كووورة، والصادر مؤخراً عن دار هماليل للطباعة والنشر والتوزيع الإماراتية، وفي هذا الأسبوع سيسرد الحلقة السادسة الذي يحمل عنوان:
(زمن الاحتراف)
أقام الاتحاد الياباني لكرة القدم في مارس 1988 اجتماعاً غير عادياً بمقره في العاصمة طوكيو من أجل التخطيط لإقامة دوري محترف يخرج الكرة اليابانية من ظلمات الهواة إلى نور الاحتراف.
شهد هذا الاجتماع المهم والذي ترأسه رئيس الاتحاد الياباني لكرة القدم السيد شيزو فوجيتا تواجد بعض الخبراء في مجال الاحتراف بكرة القدم وأيضاً بعض رجال الأعمال الذين سيتعاونون مع الاتحاد في إقامة دوري للمحترفين عبر التمويل المالي والرعاية.
كان من بين الحاضرين السيد ياسوهيكو اوكوديرا صاحب تجربة الاحتراف في الدوري الألماني ليكون أول ياباني يلعب كمحترف في أوروبا، حيث قدم اوكوديرا بحكم خبرته الاحترافية اقتراحاً بفصل الدوري الياباني الجديد عن الاتحاد الياباني لكرة القدم لكي يركز الأخير على المنتخبات اليابانية (الناشئين – الشباب – الأول - السيدات ) على أن يكون الدوري الجديد تحت إدارة اتحاد جديد خاص للدوري يحمل أسم "رابطة الدوري الياباني" مثل رابطة الدوري الألماني التي ترعى الدوري الألماني، من هنا نلاحظ بأن اوكوديرا تأثر كثيراً بالدوري الأماني الذي لعب فيه من عام 1977 إلى 1986.
وشهد الاجتماع أيضاً وجود السيد سابورو كاوابوتشي الذي يعتبر من أكثر الأشخاص حماساً لإدخال نظام الاحتراف لكرة القدم اليابانية، حيث يعتبر كاوابوتشي أحد اللاعبين القدامى للمنتخب الياباني الذي شارك في أولمبياد طوكيو 1964، فقد ولد في 3 ديسمبر 1936 بمدينة اوساكا من عائلة مهتمة في التجارة وهذا الأمر ساعده في الاهتمام بعالم التجارة منذ صغره ليشهد عام 1957 تخرجه من جامعة واسيدا بكلية التجارة، إلا أن نشاطه التجاري بدأ بعد اعتزاله كرة القدم عندما عمل في شركة فوروكاوا الكتريك بعام 1982 بمنصب مدير مبيعات ليعمل في هذه الشركة لمدة ست سنوات قبل أن يستدعيه الاتحاد الياباني لكرة القدم في عام 1988 ليتسلم ملف تحويل الكرة اليابانية من الهواة إلى الاحتراف.
في هذا الاجتماع التاريخي قدم كاوابوتشي عدة اقتراحات لتأسيس دوري محترف وكان من أهمها تأسيس لجنة تهتم في النقاش مع جميع أندية الدوري الياباني للهواة من أجل تأهيلها احترافياً وتكون جاهزة لخوض منافسات الدوري الجديد.
فقد تمكنت هذه اللجنة التي ترأسها كاوابوتشي من زيارة أغلب الأندية اليابانية وتحديداً الأندية المهمة التي تحقق الألقاب المحلية والآسيوية كفريقي فوروكاوا الكتريك ويوميوري اللذان فازا ببطولة آسيا للأندية، حيث كان أمام هذه الأندية مهمة شاقة وهي تحويل جميع لاعبيها إلى محترفين وترك وظائفهم في الشركة الأم، أي أن فريق كرة القدم سيكون غير تابع بشكل مباشر للشركة الأم، على سبيل المثال اضطرت شركة فوروكاوا الكتريك على ترك موظفيها الذين يريدون الاحتراف في كرة القدم بجانب عدم تدخل الشركة في خصوصيات فريق كرة القدم كما كان يحدث في السنوات الماضية لتقتصر مهمة الشركة الأم على رعاية فريق كرة القدم في مجال الإعلانات فقط بجانب اعتماد فريق كرة القدم على عدة مصادر مالية من خارج الشركة.
استمرار عمل هذه اللجنة لمدة عامين أي إلى عام 1991 أثمر في إيجاد على الأقل عشرة أندية نجحت في التحول من فريق تابع بشكل مباشر للشركة إلى فريق محترق مستقل بذاته بجانب قيام هذه الأندية بتغيير أسمائها القديمة، وقد كانت هذه الأندية العشرة على النحو التالي:
1- فريق فوروكاوا الكتريك الذي غير أسمه إلى جيف يونايتد شيبا.
2- فريق يوميوري الذي غير أسمه إلى فيردي كاواساكي.
3- فريق ماتسوشيتا الذي غير أسمه إلى غامبا اوساكا.
4- فريق سوميتومو ميتالز الذي غير أسمه إلى كاشيما انتلرز.
5- فريق ميتسوبيشي الذي غير أسمه إلى اوراوا ريدز.
6- فريق نيسان موتورز الذي غير أسمه إلى يوكوهاما مارينوس.
7- فريق تويوتا موتور الذي غير أسمه إلى ناغويا غرامبوس.
8- فريق مازادا (تويو كوغيو سابقاً) والذي غير أسمه إلى سانفريس هيروشيما.
9- فريق نيبون ارويز والذي غير أسمه إلى يوكوهاما فلوغيلز.
10- فريق شيميزو إس بالس الذي تأسس حديثاً بعام 1991 ليكون الفريق الوحيد الذي لا يمتلك أي خبرة.
بعد أن تم جمع هذه الأندية بصعوبة تامة بسبب تمسك الكثير من الشركات بأنديتها وبموظفيها، أقام الاتحاد الياباني لكرة القدم اجتماعاً تاريخياً في اليوم الأول من شهر نوفمبر بعام 1991 من أجل الإعلان عن تأسيس رابطة للدوري الياباني مهمتها تنظيم ومراقبة الدوري الياباني للمحترفين الذي سينطلق في عام 1993، حيث تم تعيين كاوابوتشي رئيساً لهذه الرابطة كتكريم على جهوده الجبارة في تحويل 10 أندية إلى الاحتراف، ليكون أول رئيس للرابطة.
في هذا الاجتماع قرر الرئيس الجديد للرابطة إقامة موسم تجريبي يهدف إلى اختبار تلك الأندية المحترفة وبلاعبيها المحترفين من أجل حل السلبيات في حال ظهورها، ليقرر تأسيس بطولة جديدة بالعام التالي 1992 وهي "كأس رابطة المحترفين" والتي سترعاها شركة يامازاكي نابيسكو لصناعة الحلويات لتحمل البطولة أسم (كأس يامازاكي نابيسكو) لتكون هذه البطولة إلى يومنا هذا أقدم بطولة للمحترفين باليابان لأنها انطلقت قبل انطلاق الدوري المحترفين بعام.
وشهدت هذه البطولة التجريبية التي انطلقت من 5 سبتمبر إلى 23 نوفمبر من عام 1992 اعتماد نظام النقاط الذي يختلف عن جميع مسابقات العالم حيث يكسب الفائز بالمباراة 4 نقاط وليس 3 نقاط مثل بقية بطولات العالم، وبل يتمكن الفائز في بعض الأحيان كسب 5 نقاط دفعة واحدة في حال تحقيقه الانتصار بالمباراة بنتيجة تفوق هدفين، فعلى سبيل المثال في حال فوز فريق بنتيجة 3-2 فأنه سيتحصل على أربعة نقاط اعتيادية بجانب نقطة إضافية كمكافئة على تسجيله أكثر من هدفين، لتهدف هذه المكافئة إلى زيادة معدل التهديف في مباريات الكرة اليابانية التي تساهم في زيادة عدد الجماهير ورفع شعبية كرة القدم بكثرة الأهداف والمتعة الكروية، وفي حال استمرار التعادل بين الفريقان فأن المباراة تستمر للأشواط الإضافية والتي تحسم عن طريق الهدف الذهبي، ولكن في حال استمرار التعادل سيصل الفريقان إلى الركلات الترجيحية.
فقد تمكن فريق فيردي كاواساكي الذي يمتلك في صفوفه لاعب الوسط البرازيلي الذي يحمل الجنسية اليابانية روي راموس من إنهاء المسابقة متصدراً الترتيب برصيد 29 نقطة متقدماً عن الوصيف الفريق الجديد شيميزو إس بالس بفارق نقطتين، وتواجد في المركز الثالث فريق ناغويا غرامبوس الذي حصد 27 نقطة ومتأخراً بفارق الأهداف عن الثاني شيميزو، وفي المركز الرابع فريق كاشيما انتلرز الذي نجح في جمع 25 نقطة، حيث تمكنت الأندية الأربعة من التأهل إلى المربع الذهبي من البطولة التجريبية ليشهد دور نصف النهائي فوز فيردي كاواساكي على كاشيما انتلرز بهدف وحيد وايضاً بنفس النتيجة فاز شيميزو إس بالس على ناغويا غرامبوس، لتشهد المباراة النهائية التي أقيمت في 23 نوفمبر على الاستاد الأولمبي الوطني بالعاصمة طوكيو فوز فيردي كاواساكي على شيميزو إس بالس بهدف وحيد سجله المهاجم كازويوشي ميورا.
بعيداً عن لغة الفوز والخسارة، شهدت هذه البطولة التجريبية ظهور بوادر احترافية لبعض الأندية كنجاحها في الاستقلال عن الملاعب الحكومية كفريق فيردي كاواساكي والذي خاض جميع مبارياته في ملعب تودوروكي الأولمبي التابع لشركة كاواساكي التي تأسست بعام 1962.
بعد نهاية البطولة التجريبية أصبحت الأندية العشرة مستعدة في الدخول لتاريخ جديد من عمر كرة القدم اليابانية عندما ينطلق الموسم الأول من الدوري المحترفين في 15 مايو 1993.
شهد يوم 15 مايو 1993 حضور 59,626 ألف مشجع ياباني في مدرجات ملعب الأولمبي الوطني بالعاصمة طوكيو من أجل مشاهدة المباراة الافتتاحية للنسخة الأولى من مسابقة الدوري الياباني للمحترفين والتي جمعت بين فريقي فيردي كاواساكي بطل الموسم الماضي 1992 من الموسم التجريبي ويوكوهاما مارينوس بطل كأس الإمبراطور 1992.
لم يكن هذا اليوم يوماً عادياً على الشعب الياباني وعلى كرة القدم اليابانية بشكل خاص لأنه أعتبر يوم تاريخي للاتحاد الياباني لكرة القدم الذي عمل منذ السنوات الماضية لتحقيق حلم تطبيق الاحتراف داخل اليابان.
شهد ملعب الأولمبي الوطني إقامة احتفالاً ضخماً في وسط الملعب قبل انطلاق مباراة فريقي فيردي كاواساكي ويوكوهاما مارينوس للإعلان عن الدوري الجديد بمشاركة 1000 راقص وراقصة ومغني، فقد ساهم هذا الاحتفال الضخم في شعور بعض اللاعبين بأهمية هذا اللقاء والذي سيكون لقاءاً تاريخياً، حيث أعترف المهاجم كازويوشي ميورا عبر حواره في عام 2013 بصحيفة سانكي سبورتس اليابانية بأنه شعر بارتباك شديد قبل الدخول لأرضية الملعب وخوض اللقاء الافتتاحي قائلاً:
- الاحتفال الضخم ساهم في دخول أغلب زملائي بفريق فيردي كاواساكي في حالة توتر، أما أنا فأنني فقدت الإحساس بأقدامي بعد دخولي لأرضية الملعب!.
بسبب الارتباك الشديد لم يتمكن ميورا وايضاً زميله بنفس الفريق لاعب الوسط روي راموس من تقديم أفضل مستوياتهم لتنتهي المباراة الافتتاحية والتاريخية بخسارة فريق فيردي كاواساكي من فريق يوكوهاما مارينوس بنتيجة 1-2.
لنبتعد قليلاً عن زملاء راموس وميورا، شهد الموسم الأول من دوري المحترفين تطبيق فوانين تختلف جذرياً عن قوانين الموسم التجريبي 1992 من ناحية جمع النقاط، حيث أقيمت المنافسات على نظام الجولتين فالجولة الأولى تقام عليها 18 أسبوعاً ليتم تتويج المتصدر بدرع لقب الجولة الأولى فقط، ونفس الامر يتكرر في الجولة الثانية ليتم تتويج الفائز بالجولتين بلقب الدوري الياباني، ولكن في حال فوز فريق آخر بالجولة الثانية فأن الفائز بالجولة الأولى يلتقي بالفائز بالجولة الثانية في مباراة فاصلة تحدد بطل الموسم.
أما عن قوانين كيفية الفوز باللقب، فأن رابطة الدوري الياباني قررت إلغاء قانون جمع النقاط ليتم الاعتماد على عدد الانتصارات فقط أي أن الفريق الذي يحقق أعلى عدد من الانتصارات يكون هو الفائز بلقب الجولة أو الدوري بشكل عام، ولهذا شهدت جميع المباريات غياب التعادل لأن المباراة تمتد في حال تعادل الفريقان إلى الأشواط الإضافية ولكن في حال استمرار التعادل أيضاً فأن المباراة تمتد للركلات الترجيحية.
وشهد الموسم الأول تواجد بعض اللاعبين الأجانب المميزين الذين نجحوا في إعطاء الدوري الجديد دعاية إعلانية واسعة داخل اليابان وخارجها كلاعب الوسط البرازيلي الشهير آرثور كويمبرا المعروف بلقب زيكو الذي كان أحد نجوم منتخب البرازيل في كأس العالم 1982 بإسبانيا، فقد تعاقد فريق كاشيما انتلرز الياباني معه في أواخر عام 1991 عندما كان الفريق يقبع في دوري الدرجة الثانية للهواة تحت أسمه القديم فريق سوميتومو ميتالز، حيث لم يكن الفريق عملاقاً وشهيراً مثل فريقي يوكوهاما مارينوس ( نيسان سابقاً) وفيردي كاواساكي ( يوميوري سابقاً ) ولهذا السبب أنصدم البرازيلي زيكو بالأمر الواقع عندما شاهد لأول مرة مقر الفريق ليوضح الأمر في حواره بعام 2012 مع الموقع الرسمي الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا بالقول:
- كان الأمر كارثة بالنسبة لي!، كانت غرفة تغيير الملابس للفريق قذرة للغاية، مقر الفريق بأكمله كان متسخ وغير نظيف، لا أصدق بأنني قطعت مسافة طويلة من البرازيل إلى اليابان لأجد القاذورات أمامي!
إلا أن هذا الأمر لم يمنع البرازيلي زيكو من اظهار مهاراته الفردية ليساعد فريقه في تحقيق مفاجئة من العيار الثقيل في الموسم الأول من دوري المحترفين وهو الفوز بلقب الجولة الأولى من الدوري على حساب الفرق العملاقة كفريقي فيردي كاواساكي ويوكوهاما مارينوس الذين يمتلكون الخبرة بعكس فريق كاشيما انتلرز، فقد شهدت منافسات الجولة الأولى نجاح البرازيلي زيكو في تسجيل 9 أهداف وصناعة أكثر من 18 هدفاً لزملائه في خط الهجوم، ليتمكن الفريق من تحقيق 13 انتصاراً مقابل الخسارة في خمسة مباريات ويحتل المركز الأول بجدول الجولة الأولى متقدماً عن صاحب المركز الثاني فريق فيردي كاواساكي الذي حقق 12 انتصاراً مقابل الخسارة في 6 مباريات.
إلا أن منافسات الجولة الثانية شهدت انتفاضة زملاء الثنائي ميورا وراموس فريق فيردي كاواساكي ليقلبوا منافسات الموسم الأول رأساً على عقب عندما تمكن فريقهم من تحقيق 16 انتصاراً مقابل الخسارة في مباراتين فقط ليتصدروا جدول الترتيب ويفوزوا بلقب الجولة الثانية بعكس بطل الجولة الأولى فريق كاشيما الذي تدهور حاله ليحتل بصعوبة المركز الرابع بعد تحقيقه 10 انتصارات فقط مقابل الخسارة في 8 مباريات.
فوز فريق فيردي كاواساكي بالجولة الثانية أجبر بطل الجولة الأولى فريق كاشما انتلرز على خوض لقاءين فاصلين بشهر يناير من 1994 من أجل تحديد بطل الموسم الأول من دوري المحترفين، حيث اقيم كلا اللقاءين بالملعب الأولمبي الوطني بالعاصمة طوكيو ليشهد لقاء الذهاب ( 9 يناير ) فوز فيردي بهدفين دون رد قبل أن يشهد الإياب ( 16 يناير ) تعادل الفريقين بنتيجة 1-1 ليفوز فريق فيردي كاواساكي بلقب النسخة الأولى من الدوري الياباني للمحترفين ويدخل التاريخ من أوسع بوابه كأول بطل في دوري المحترفين.
بعيداً عن فيردي كاواساكي، استمرت رابطة الدوري الياباني برئاسة السيد سابورو كاوابوتشي في تطوير دوري المحترفين ليشهد الموسم التالي 1994 ارتفاع عدد الأندية المشاركة من 10 أندية إلى 12 نادياً عندما نجح فريقي ياماها موتورز و فوجيتا انغينيرينغ في التحول من الهواة إلى الاحتراف وتغيير أسمائهم إلى جوبيلو إيواتا وشونان بيلمار ، قبل أن يرتفع العدد في الموسم التالي 1995 إلى 14 نادياً بإضافة فريقي هيتاشي ويانمار ديزل الذين غيروا أسمائهم إلى كاشيوا ريسول وسيريزو اوساكا، لتستمر سياسة إضافة الأندية المحترفة إلى عام 1998 والذي شهد وصول عدد الأندية المحترفة إلى 18 نادياً.
وشهد موسم 1995 اعتماد الدوري على نظام النقاط والتخلص من نظام عدد الانتصارات مع المحافظة على نظام الجولتين ، حيث يتمكن الفائز بالأشواط العادية أو الأشواط الإضافية أو حتى الركلات الترجيحية من الحصول على ثلاثة نقاط وفي المقابل يتحصل الخاسر في الركلات الترجيحية على نقطة واحدة كمكافئة على نجاحه في الوصول إلى الضربات الترجيحية، قبل أن تغير نظام النقاط مرة أخرى في موسم 1997 ليكون بهذا الشكل
1- يتحصل الفائز في الأشواط العادية على ثلاثة نقاط مقابل بلا نقطة للخاسر.
2- يتحصل الفائز في الأشواط الإضافية على نقطتين فقط مقابل بلا نقطة للخاسر.
3- يتحصل الفائز من الركلات الترجيحية على نقطة واحدة فقط مقابل بلا نقطة للخاسر.
ليطبق هذا النظام للنقاط لموسمي 1997 و 1998 التي فاز بها فريقي جوبيلو إيواتا وكاشيما انتلرز، قبل أن يتغير نظام النقاط للمرة الثالثة في موسم 1999 بعد أن تم إلغاء الركلات الترجيحية بعد التعادل في الأشواط الإضافية ليكون النظام الجديد على هذا الشكل:
1- يتحصل الفائز في الأشواط العادية على ثلاثة نقاط مقابل بلا نقاط للخاسر.
2- يتحصل الفائز في الأشواط الإضافية على نقطتين فقط مقابل بلا نقاط للخاسر.
3- يتحصل كلا الفريقين على نقطة واحدة في حال انتهاء الأشواط الإضافية بالتعادل.
ليستمر هذا النظام إلى موسم 2003 والذي شهد وصول السيد ماسارو سوزوكي لمنصب رئيس رابطة الدوري الياباني ويكون الرئيس الثاني للرابطة خلفاً لكاوابوتشي، فقد قرر الرئيس الجديد إلغاء الأشواط الإضافية لتكون مباريات الدوري الياباني مثل بقية مباريات الدوريات العالمية وهي اكتفاء الفريقين بخوض الأشواط العادية فقط وحصول الفائز على ثلاثة نقاط أو نقطة لكلا الفريقين في التعادل مقابل عدم حصول الخاسر على أي نقطة، قبل أن يشهد موسم 2005 صدور قراراً تاريخياً وهو إلغاء نظام الجولتين ليكون حسم اللقب عن طريق جمع أكبر عدد من النقاط مثل بقية دوريات العالم، ليشهد هذا الموسم فوز فريق غامبا اوساكا بلقب الدوري بعد نجاحه في جمع 60 نقطة متقدماً بفارق نقطة عن صاحب المركز الثاني فريق اوراوا ريدز.
إلا أن مشوار تطوير دوري المحترفين اصطدم بحادثة مأساوية كادت أن تدمر فكرة الاحتراف بشكل كامل عندما شهد عام 1999 إعلان فريق يوكوهاما فلوغيلز إفلاسه وعدم قدرته على خوض منافسات دوري المحترفين ليكون هذا الحدث أول وأصعب اختبار لرابطة الدوري الياباني ولرئيسها في ذلك الوقت كاوابوتشي.
فقد أعلن الفريق عن عدم قدرته على دفع المرتبات للاعبين بسبب إفلاس الشركة الأم وهي شركة ساتو كوجيو للمقاولات التي ترعى النادي، حيث لم تتمكن الشركة الأم من تجاوز أزمتها المالية وضعف أرباحها وهذا الأمر أجبرها على وضع فريق كرة القدم أمام أمرين لا ثالث لهما، الأول هو فسخ العقد مع فريق كرة القدم وجعله يواجه مصيره لوحده أو بيعه لشركة أخرى ترعاه.
بعد مشاورات طويلة بين النادي والشركة الأم قرر الطرفان بيع النادي لشركة أخرى ليقع الاختيار على شركة نيسان التي ترعى الفريق العملاق يوكوهاما مارينوس، لتجري الشركتين المفاوضات من أجل نقل ملكية فريق يوكوهاما فلوغيلز إلى نيسان، قبل أن تنجح هذه المفاوضات بصعوبة لتصدر كلا الشركتين قراراً رسمياً في شهر فبراير 1999 يفيد بدمج فريق يوكوهاما فلوغيلز مع فريق يوكوهاما مارينوس ليتحول أسمه إلى يوكوهاما إف مارينوس أي تم وضع حرف ( إف ) نسبة لفريق فلوغيلز.
بعد ظهور قرار شركتي ساتو كوجيو ونيسان تلقت رابطة الدوري الياباني انتقادات لاذعة بسبب عدم تدخلها في منع هذا القرار الذي يتدخل في صميم عمل الرابطة، حيث تمتلك الرابطة اللوائح الرسمية التي تلزمها إصدار قرار بإسقاط فريق يوكوهاما فلوغيلز إلى الدرجة السفلى بسبب إفلاس الفريق، إلا أن رئيس الرابطة كاوابوتشي لم يتمكن من الوقوف بوجه الشركتين ليتقبل الأمر الواقع ويسمح بمشاركة الفريق يوكوهاما إف مارينوس في منافسات موسم 1999 باسمه الجديد.
بغض النظر عن أزمة يوكوهاما فأن الرابطة تمكنت في نفس العام من تأسيس دوري للدرجة الثانية للمحترفين ليشهد مشاركة 10 أندية قبل أن يرتفع العدد إلى 20 نادياً بالدرجة الثانية في عام 2011 مقابل وجود 18 نادياً في دوري الدرجة الأولى، أما عن الأندية اليابانية الأخرى التي لم تتمكن من التحول إلى الاحتراف فأنها ستبقى في منافسات الدوري الياباني للهواة على أن ينتقل أحد أنديتها إلى دوري الدرجة الثانية في حال نجاحه في التحول إلى الاحتراف.
وفي نظرة شاملة على الدوري الياباني سنجد أن الدوري نجح في تطوير اللاعب الياباني عبر احتكاكه باللاعبين والمدربين الأجانب الذي صالوا وجالوا في الملاعب اليابانية فعلى سبيل المثال شهد موسم 1992 نجاح فريق ناغويا غرامبوس في التعاقد مع المهاجم الانجليزي غاري لينيكر الذي كان أحد نجوم كأس العالم 1990 قبل أن يتمكن الفريق من التعاقد في عام 1995 مع لاعب الوسط اليوغسلافي دراغان ستويكوفيتش أحد نجوم كأس العالم 1990 والمدرب الفرنسي آرسين فينغر القادم من فريق موناكو الفرنسي، فقد تمكن هذا الثنائي من مساعدة فريق ناغويا في الفوز لأول مرة بكأس الإمبراطور 1995 قبل أن يحصد دراغان على جائزة أفضل لاعب بالدوري الياباني موسم 1995 مقابل نجاح المدرب الفرنسي فينغر في تطوير اللاعبين اليابانيين في الفريق قبل أن يترك الأراضي اليابانية في عام 1996 ليدرب فريق آرسنال الانجليزي.
أما عن فريق جوبيلو إيواتا فأنه أحدث مفاجئة من العيار الثقيل عبر تعاقده مع لاعبان من نجوم كأس العالم هما لاعب الوسط البرازيلي كارلوس فييرا المعروف بلقب دونغا والذي ساعد منتخب بلاده البرازيل في الفوز بكأس العالم 1994 والمهاجم الإيطالي سالفاتوري سكيلاتشي، ليساعد اللاعبان فريق جوبيلو في الفوز بالدوري الياباني 1997 بجانب حصد البرازيلي دونغا جائزة أفضل لاعب بالدوري الياباني.
تلك الصفقات المدوية ساعدت اللاعب الياباني على التطور فنياً ليكون قادراً فيما بعد على مقارعة اللاعبين العالميين بالملاعب العالمية، حيث أعترف لاعب الوسط الياباني ذو الأصول البرازيلية روي راموس في حواره بعام 2012 مع صحيفة سانكي سبورتس اليابانية بأهمية هذا الدوري بالقول:
- تأسيس دوري للمحترفين بعام 1993 يعتبر أهم قرار في تاريخ البلاد لأنه صنع منتخب قوي قادر على الذهاب إلى كأس العالم، كنت محظوظاً للغاية باللعب في هذا الدوري قبل اعتزالي الكرة.


قد يعجبك أيضاً



