الجماهير في المدرجات روح الملاعب المصرية

منذ فترات طويلة ، لم نري مشهد امتلأ المدرجات علي آخرها في مباريات الدوري المحلي وبالأخص مباريات قطبي الكرة المصرية ( الاهلي و الزمالك ) ، الجميع في حالة اشتياق لعودة الروح الي الملاعب المصرية ، مما لاشك فيه أن حلاوة الساحرة المستديرة تكتمل بوجودهم فهم اللاعب رقم ١٢ في الملعب لكل فريق ، إلي متي تظل المدرجات خالية من الجماهير ؟ ، إلي متي نلعب مباريات الدوري المصري بإجمالي حضور لا يساوي النصف من القوة الاستيعابية لمدرجات الملاعب المصرية ؟. 

مما لا شك فيه أن الجماهير في المدرجات هي المحرك الأساسي للاعب المصري لإشعال فتيل الحماس و المجهود و الاصرار داخل البساط الأخضر و دفعهم لبذل قصارى الجهد و التمسك بروح الفانلة وعزيمة الانتصار من أجل الفوز و حصد البطولات والميداليات و الالقاب. 

قلة وجود الجماهير في مباريات الدوري المحلي ، تجعل لاعبينا في حالة تعود علي لعب المباريات في حالة الصمت دون التفاعل المباشر مع الجماهير ،  وبالتالي عند انضمامه للمنتخب ووجود جماهير تملأ كافة أركانها،  يكون لديه حالة من الخوف والتوتر وعدم الثقة وبالتالي أضعاف المستوي الفني للاعب وكذلك للمنتخب. 

الجدير بالذكر أن عودة الجماهير الي المدرجات بكامل الاعداد ستحقق مكاسب مالية للأندية وكذلك ترفع القيمة التسويقية للدوري المصرى.

لكن يجب علي المعنيين بإدارة الكرة المصرية ويأتي في مقدمتهم وزارة الشباب والرياضة والاتحاد المصري لكرة القدم ورابطة الأندية اتخاذ خطوات مهمة لتسهيل دخول الجماهير الي الملاعب المصرية في مختلف المباريات مثلما كان المشهد قبل ذلك ، من خلال جعل اسعار التذاكر مناسبة لكافة عشاق الساحرة المستديرة بالإضافة الي تطبيق السياسيات الدولية والتي انتقلت الي ملاعب الخليج العربي من خلال تيسير دخول الجماهير ، فنجد أن في ملاعب السعودية والإمارات وكذلك أوروبا الجماهير تستطيع أن تدخل إلي المدرجات قبل بداية المباراة بساعه ، من خلال منظومة التذاكر الرقمية التي تحتوي علي رقم المقعد الخاصة بالمشجع. 

مصر الان في ضوء المساعي الحقيقة التي تبذلها القيادة السياسية تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية أصبحت البنية التحتية الرياضية فيها علي اعلي مستوي وجاهزة لاستضافة كافة الأحداث الرياضية القارية والدولية .

من جانبة امتلاك مصر الان ل ١٢ استاد مؤهل لدخول الجماهير المصرية ، خاصة بعد المشهد العظيم لاستاد تحيا مصر بالمدينه الأوليمبية في العاصمة الإدارية الجديدة ، ذلك في ضوء توفير الاشتراطات الآمنة و وجود كاميرات مراقبة في الاستاد كلة بدرجة 360 درجة علاوة علي ذلك غرف التحكم.

لكن عودة الجماهير لابد أن يكون بشكل مقنن حتى لا تعود مظاهر الشغب الرياضي في المدرجات والحد من التعصب الرياضي والاحتقان داخل المدرجات ، عودة الجماهير شيء أساسي ومطلوب ومهم ، لذا يجب وضع قوانين رادعة لكل من يفتعل شغب أو يتسبب الأضرار داخل الملاعب والمنشآت الرياضية. 

عزيزي القارئ لا احد يستطيع أن يغيب عن ذاكرته المشهد العظيم أثناء حضور الجماهير في مباريات كأس الأمم الأفريقية ٢٠٠٦ وكذلك ٢٠١٩ وصولا إلي مباراة الوصول لكأس العالم في برج العرب ، الجميع يجتمع تحت مظلة حب الوطن ، أيها السادة الكرة للجماهير.