
فتحت أحداث مواجهة السد القطري والهلال السعودي ضمن منافسات بطولة أندية النخبة الآسيوية، الباب على مصراعيه أمام قضية شائكة، اختفى رأسها في رمال الإنكار، وظهر جسمها جليا للعالم.
المباراة التي تعد قمة حقيقية تجمع حاملين للألقاب الآسيوية، ويضمان نجوما من النخبة ليس في آسيا، بل في الكرة العالمية، أدارها طاقم حكام لا يتناسب أبدا مع مستوى المباراة ولا نجومها ولا أهميتها، حيث ارتكبا جملة من الأخطاء التي قد تبعدنا عن حسن النوايا إلى أغراض أخرى.
حسب آراء المحللين، فقد تجاهل الحكم ومعه تقنية (الفار) 4 ركلات جزاء كان يمكن احتسابها بشكل مباشر من الحكم، أو مراجعتها من خلال التقنية التي وجدت لتصويب قرارات الحكم، لكن الجميع تغافل عن الأمر وكأن شيئا لم يحدث، فخسر الهلال نقطتين كانتا من حقه كما يؤكد النادي والكثير من المحلليين الفنيين والتحكيميين، حتى أن النجم السابق ياسر القحطاني وصف ما حدث في تحليله للمباراة على إحدى القنوات الناقلة الكبيرة بأنه (سرقة) حدثت في العلن.
ما حدث في المباراة يعيدنا للكثير من الحالات المشابهة التي لم يحرك الاتحاد الآسيوي ساكنا تجاهها رغم وضوحها للقاصي والداني، حتى أنه لم يكلف نفسه تشكيل لجنة تحقيق ومراجعة القرارات، ومنها ما حدث في نهائي كأس آسيا حين احتسبت 3 ركلات جزاء ضد منتخب الأردن، لم تراجع أي منها، رغم الجدل الذي أثارته وآراء الكثير من خبراء التحكيم أن اثنتين من الركلات الثلاث كان ممكن مراجعتها من قبل تقنية الفيديو المساعد على الأقل، لكن شيئا من هذا القبيل لم يحدث، بل على العكس تماما، كان هذا الحكم بعد أيام يدير إحدى أهم مباريات بطولة النخبة، وبعدها مباريات في تصفيات كأس العالم، وكأنه حصل على مكافأة نظير أخطائه الكارثية.
لن نتطرق لكل الحالات التي تحمل الشكوك تجاه كفاءة وقدرة الحكم الآسيوي، لكن أقرار الاتحاد الآسيوي بالأخطاء الفادحة التي ارتكبت في مواجهة السد والهلال، وتشكيل لجنة تحقيق في الوقائع التي اعترض عليها الهلال، وأنباء إيقال حكام المباراة، يؤكد أن شيئا ما يحدث خلف الأبواب المغلقة، وأن الأخطاء الفادحة التي ترتكب وتتواصل (كحدث طبيعي) في المواجهات الآسيوية وخاصة التي يكون يكون العرب طرفا فيها، تستحق الوقوف عندها والتدقيق في أسبابها ومبرراتها، وإعلان النتائج للملأ.
الكرة الآسيوية تقدمت كثيرا، خاصة في مستوى بطولات الأندية التي دخل اللاعبون العالميون وفي مقدمتهم النجم كريستيانو رونالدو، والتوسع الهائل في النقل التلفزيوني، وهو أمر لا بد أن يتماشى مع الجانب التحكيمي، الذي بات نقطة ضعف واضحة، وعلى القائمين على هذا الأمر أن يتنبهوا له قبل فوات الأوان.



