التاريخ ينحني للأبطال

هناك دروس وعبر من المهم أن يستفيد منها كل من يمارس الرياضة وفي مقدمتها لعبة كرة القدم لما لها من تأثير على حياة الناس.

وهذه المرة يحمل فوز ليستر سيتي ببطولة دوري المحترفين في إنجلترا بعض العبر.

وسنركز على المدرب الإيطالي (رانييري) مدرب ليستر سيتي حيث صرح هذا المدرب بعد فوز فريقه بالبطولة بأنه سوف يدرب الفريق البطل في الموسم القادم وأن طموحه القادم أن ينافس على المراكز من الأول للعاشر.

لم يقل بأن فريقه سيفوز الموسم القادم ببطولة الدوري أي أن الغرور لم يصبه أبداً وأنه واقعي يعرف تماما مجريات اللعبة وآداب التحدث عنها وأن أي فريق لا يمكن أن يضمن الفوز دائماً بالبطولة ولم يفكر بتدريب فريق آخر أكثر شهرة أو إمكانات فهو وفي لفريقه في كل الظروف.

الأمر الثاني عندما اعتذر عن حضور حفل أقامه أحد لاعبي الفريق في منزله لزملائه بمناسبة فوز فريقه معتذراً للاعبين المحتفلين بأنه مرتبط مسبقاً بحفل عيد ميلاد، فقد وعد بحضوره ولذلك فإن الأولوية للإحتفال بهذا العيد مما يدل على التزامه العائلي إلى جانب اهتمامه الكروي.

الأمر الثالث .. لقد صرح في نهاية مرحلة الذهاب وبداية مرحلة الإياب حيث حقق فريقه نتائج مبهرة فقال بأنه لا يستطيع أن يؤكد بأن الفريق سيضمن المنافسة على القمة وأن لكل مباراة ظروفها ونتائجها.

كل ذلك حتى لا يصاب اللاعبين بالغرور فيؤثر ذلك على عطائهم وحماسهم وغزيمتهم على تحقيق طموح الفوز.

الأمر الرابع المدرب رانييري كان مدرباً لفريق تشيلسي العام 2004 وقد أقاله مالك النادي المليونير الروسي براموفتش من منصبه قائلاً بأن هذا المدرب لن يستطيع أن يقود الفريق للبطولات.

وتشاء الأقدار أن تكون آخر مباراة لليستر في الدوري أمام تشيلسي وفيها سيتوج لستر باللقب وسيصطف لاعبو تشيلسي في الملعب لتحية فريق لستر البطل ومدربه رانييري كتقليد متبع في هذا الدوري الإنجليزي فسبحان مغير الأحوال.

كما تشاء الأقدار أن يعلن ليستر بطلاً بفضل التعادل الذي حققه تشيليي مع توتنهام يوم الإثنين الماضي.

هذه هي الكرة وهذه هي الرياضة وهذا هو التاريخ الذي ينحني إحتراماً للأبطال.