
كعادته عبَّر التونسي ناصيف البياوي المدير الفني للقادسية، سريعًا عن قدراته، وقاد الفريق للمركز الخامس في ترتيب الدوري السعودي للمحترفين، بعد مرور 4 جولات، إثر فوزه في مباراتين، وخسارته مرة واحدة، وتعادله في أخرى.
البياوي كشف أنه وجد في بيئة القادسية ما افتقده في الرائد، فريقه السابق، وفي نفس الوقت أكد على انفتاحه على كافة العروض الأخرى مستقبلًا، سواء في السعودية أو خارجها، بشرط أن يترك بصمة أولًا مع فريقه الحالي، كما فعل سابقًا في الفتح والرائد.
وأجرى "كووورة" هذا الحوار مع المدرب المتألق، قبل أيام من مواجهة الهلال، حامل لقب الدوري، في مباراة صعبة، ضمن خامس جولات البطولة.
نبدأ بالحدث الأقرب، كيف ترى مواجهة الهلال ومن تخشاه في الفريق الأزرق؟
بكل تأكيد المباراة صعبة على فريقي، فالهلال بغض النظر عن كونه منافسًا على تحقيق لقب الدوري، وحاملا للقب، فهو يملك تشكيلتين مختلفتين، لذلك لا يمكنك أن تحصر تخوفك في لاعب معين منه، لأن الهلال يملك حلولًا فردية كثيرة في وسط الملعب، أو الهجوم، وعلى الطرفين، لكننا سنلعب أمامه دون ضغوطات، وسنحاول أن نقدم وجهًا مشرفًا، والخروج بنتيجة إيجابية، وإذا لم نستطع تحقيقها، ينبغي أن يكون الأداء راقيًا.
هل وجدت في القادسية ما لم تجده في الرائد؟
هذا صحيح، أنا كمدرب محترف الأمور المادية مهمة جدًا في حياتي، لأننا جميعًا نعمل من أجل المال، وأبحث عن أفضل عرض ممكن، هكذا ببساطة، والسوق عرض وطلب، وإذا كان العرضان قريبان من بعضهما ستتدخل الأمور العائلية لحسم القرار، لكن الفارق المادي كان كبيرًا، ووجدت في القادسية التقدير.
هل استفاد القادسية من قرار السداسي الأجنبي؟
بالنسبة لي من المبكر الحكم على مدى استفادتي من العنصر الأجنبي، إذ أن اللاعبين الستة في فريقي لم يشاركوا سويًا، إلا في مباراة الفيصلي الأخيرة فقط، وما زال ينقصهم التجانس، مع ذلك أنا على قناعة بأنَّ لديهم قدرات كبيرة.
قرار الـ6 أجانب قدّم إضافة مهمة للمستوى العام للدوري، وأصبح هناك تنافسا كبيرا بين الفرق، وبات من الصعوبة التكهُّن بنتائج المباريات، أو توقع بطل الدوري بنسبة 100%، مع تقارب مستويات الفرق.
وعلى الجانب الرياضي وجود 6 أجانب في كل فريق سيحفز اللاعب السعودي على تطوير مستواه من أجل انتزاع مقعده، كما أن هناك ميزة لهذا القرار على المستوى الاقتصادي أيضًا، من خلال تقليل النفقات، كون اللاعب الأجنبي يتقاضى أقل من نظيره السعودي في حالات كثيرة.
هل اللاعب الأجنبي مختلف عن السعودي فيما يخص المستوى والالتزام؟
اللاعب الأجنبي عندما يأتي إلى هنا يكون لديه هدف واحد، وهو العمل وإثبات كفاءته وتقاضي مستحقاته، أما السعودي فيعيش في بيئته الطبيعية، وأحيانًا تحدث له بعض الأمور اليومية تشتت تركيزه عن الملعب.
القادسية يقدم أداءً جيدًا لكنه يستقبل أهدافًا في كل مباراة، ما السبب؟
تلقينا هدفين في مباراتي الاتفاق والفيصلي من ركلتي جزاء، وفي لقاء الرائد قبلنا هدفًا واحدًا أيضًا فقط، والاستثناء كان مباراة الشباب فحسب، التي استقبل مرمانا فيها 4 أهداف، منها هدفان في الدقائق الأخيرة بعد أن صعدنا للأمام وتركنا مساحات كبيرة خلفنا، ودفعت بكافة أوراقي الهجومية، فاستغل المنافس ذلك، وسجل من مرتدات، وسنحاول خلال الفترة المقبلة أن نطوّر أداء اللاعبين بشكل أكبر، لأنه لكي تبني فريقًا قويًا، عليك أن تمنع تلقيك الأهداف أولًا، ونعمل على حل مشكلة الكرات الثابتة من خلال رفع المستوى الفردي للاعبين.
تفوقتم على الاتفاق بتسديدة عبد الرحمن العبيد من ضربة ركنية قال إنك دربته كثيرًا عليها، ما سر ذلك؟
العبيد هو المنفذ الأول للركنيات في فريقي، لما يمتلكه من مهارة عالية ودقة في التسديد، ولاحظت في التمارين أن لديه قدرة على التسجيل من الكرات الثابتة والركلات الركنية، لذلك منحته الحرية لتجربة تسديد الركنيات مباشرة نحو المرمى، ومع التكرار في التمارين تطورت مهارته في تسديدها بهذا الشكل.
هل توقعتها هدفًا؟
بالطبع لم أتوقع ذلك في حينها.. أنت تعمل في التمارين، والتوفيق ليس بيديك، فقط الممارسة والتكرار همّ الضامنان لإمكانية النجاح.
بعد إلغاء كأس ولي العهد، أصبحت فرص الفرق الصغيرة صعبة في الفوز بلقب.. فما أهدافكم هذا الموسم؟
أختلف معك، كأس ولي العهد لم ولن تكن فرصة لفرق الوسط، ومن يفز بها هم الخمسة الكبار دائمًا، وطموحنا ضمان البقاء مبكرًا حتى نتفرغ لهدفنا الأكبر وهو إنهاء الموسم في مركز مشرّف، ومن أجل ذلك نلعب كل مباراة على أنها نهائي كأس، ولا ننظر لما هو أبعد منها.
يوجد الآن 5 محترفين تونسيين هنا.. برأيك ما سبب اتجاههم للدوري السعودي؟
اللاعبون التوانسة على مستوى عالٍ، ويبحثون عن الأفضل دائمًا، والقارة الأوروبية دائمًا خيارهم الأول، لكن الجوانب المادية أصبحت حاسمة أيضًا في اتخاذ القرار، وعندما يقدّم فريق سعودي عرضًا ماديًا جيدًا بالتأكيد سيغري اللاعب بالمجيء إلى هنا، خاصة أنه أحيانًا يكون أكبر من العروض الأوروبية.
هل تتمنى التدريب في أحد الدوريات العربية القوية الأخرى كالتونسي والمصري؟
أنا مدرب محترف، ومستعد للذهاب إلى أي مكان داخل الوطن العربي وآسيا وإفريقيا وأوروبا، ولا أقفل أي باب أبدًا، وما يهمني أن أترك بصمة في أي تجربة، وإذا قدَّم نادٍ تونسي عرضًا جيدًا لي لما لا؟ كما أن التدريب في مصر أحد أهدافي، سواء الأهلي أو الزمالك أو الإسماعيلي فهذه الأندية الكبيرة قادرة على فعل الكثير محليًا وخارجيًا، ولنا في نيبوشا مدرب الزمالك الجديد عبرة، فهو درّب هجر من بعدي ولم يمكث 5-6 أشهر، والآن في الزمالك، وهذه هي الأرزاق، لا يمكن أن تتوقعها.
أخيرًا لماذا خسر الترجي أمام الأهلي المصري وما توقعاتك لقمة النجم والقلعة الحمراء؟
أرى أن الترجي الترجي خسر بطاقة نصف النهائي الإفريقي من مصر، لأنه خرج بنتيجة التعادل 2-2، ما أدى إلى وجود حالة استرخاء كبيرة لدى اللاعبين، الذين تأثروا على المستوى الذهني كثيرًا بما شاهدوه من أفراح وما تابعوه على مواقع التواصل، بينما على الجانب الآخر كان حسام البدري مدرب الأهلي واضحًا منذ البداية، عندما صرّح قبل مباراة الذهاب، بأن الحسم في تونس وليس مصر، والكرة لا ترحم، رغم أن الترجي أفضل من الأهلي على مستوى الإمكانيات الجماعية والفردية، لكن هذا هو الفارق في التخطيط بين نادٍ وآخر.
أما بالنسبة لمباراة النجم الساحلي، فـ"لا يُلدغ المؤمن من الجحر مرتين".. النجم سيعتبر اللقاء حياة أو موت، من أجل إثبات أنه أقوى من الأهلي، وفي نفس الوقت أجدر من منافسه الأزلي الترجي، وأتوقع الفوز للفريق التونسي.


