Getty Imagesتلقى النادي الأهلي المصري ضربة موجعة جديدة، بعدما تأكد غياب جناحه الأيمن حسين الشحات لمدة تصل إلى شهرين، إثر إصابة عضلية قوية تعرض لها خلال مواجهة كهربا الإسماعيلية في الجولة العاشرة من بطولة الدوري المصري الممتاز.
وأكد الدكتور أحمد جاب الله، طبيب الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي، في تصريحات رسمية، أن الشحات يعاني من مزق في وتر العضلة الخلفية، مشيرًا إلى أن الفحوصات الطبية والأشعة التي خضع لها اللاعب أوضحت حاجته إلى فترة علاج وتأهيل لن تقل عن سبعة أسابيع على الأقل.
وأوضح جاب الله أن اللاعب بدأ بالفعل تنفيذ البروتوكول العلاجي الموضوع له تحت إشراف الجهاز الطبي، على أمل أن يعود إلى التدريبات الجماعية قبل نهاية العام الجاري، إذا سارت الأمور وفق الخطة العلاجية المحددة.
وفي سياق متصل، كشف طبيب الأهلي عن آخر تطورات حالة بعض لاعبي الفريق المصابين، حيث أوضح أن حالة إمام عاشور مستقرة وتشهد تحسنًا ملحوظًا، مؤكدًا أنه يخضع لمتابعة طبية دقيقة وتحاليل دورية، مع إجراء فحوص جديدة مطلع الأسبوع المقبل.
وأشار طبيب الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي إلى أن عاشور ملتزم بالبرنامجين العلاجي والغذائي اللذين حددهما الجهاز الطبي، ومن المتوقع أن يبدأ مرحلة التأهيل البدني فور اكتمال شفائه تمهيدًا للعودة إلى التدريبات.
أما بالنسبة للمدافع كريم فؤاد، فأوضح جاب الله أنه يواصل تنفيذ برنامج العلاج الطبيعي والتأهيلي الخاص به عقب إصابته في العضلة الأمامية، لافتًا إلى أنه سيخضع لأشعة جديدة خلال الأسبوع المقبل لتقييم درجة التعافي وتحديد موعد عودته المنتظرة للتدريبات الجماعية.
كما أشار طبيب الأهلي إلى أن المدافع المغربي أشرف داري تعرض لإصابة جديدة عبارة عن تمزق في وتر العضلات أسفل البطن (فتق رياضي)، وسيخضع اللاعب لمزيد من الفحوصات والأشعة خلال الأيام المقبلة لتحديد الخطة العلاجية الأنسب لحالته.
وفيما يتعلق باللاعب أحمد رضا، أوضح جاب الله أنه شعر بآلام في الركبة أثناء أحد التدريبات، وتم إجراء الفحوصات الطبية اللازمة وأشعة الرنين المغناطيسي، مؤكداً أن الجهاز الطبي يعمل على تجهيزه للعودة إلى التدريبات عقب فترة التوقف الدولي المقبلة.
ومن جانبه، كشف مصدر داخل القلعة الحمراء في تصريحات خاصة لموقع "كووورة" أن مدة غياب حسين الشحات قد تمتد إلى ثمانية أسابيع كاملة، بحسب استجابة اللاعب للعلاج، وهو ما يُعد ضربة قاسية للجهاز الفني الذي يواجه أزمة حقيقية بسبب تزايد الإصابات العضلية داخل صفوف الفريق خلال الفترة الأخيرة.
غضب داخل القلعة الحمراء
إصابة الشحات الأخيرة فجّرت موجة غضب داخل أروقة النادي الأهلي، خاصة وأنها جاءت امتدادًا لمسلسل الإصابات المتكررة التي ضربت الفريق في الأسابيع الماضية.
فقد اضطر الفريق الأحمر إلى خوض مباراة القمة أمام الزمالك بغياب سبعة لاعبين دفعة واحدة، من بينهم: محمد شكري، أشرف داري، كريم فؤاد، أحمد "زيزو"، محمد مجدي "أفشة"، جينيك جارديشار، بالإضافة إلى إمام عاشور الذي أصيب بفيروس "A".
وترى بعض الأصوات داخل النادي أن الجهاز الطبي وأخصائي التغذية يتحملان جزءًا من مسؤولية هذه الإصابات المتكررة، لاسيما وأن معظمها عضلي، ما يثير تساؤلات حول منهجية الأحمال البدنية والتأهيل الغذائي للاعبين.
ولم تتوقف قائمة الغيابات عند هذا الحد، إذ فقد الأهلي أيضًا خدمات محمد شكري، كريم فؤاد، أشرف داري، أحمد رضا، وجينيك جارديشار في مواجهة كهربا الإسماعيلية الأخيرة.
كما سبق أن غاب عن الفريق في مباريات مختلفة كل من عمر كمال عبد الواحد، أحمد نبيل كوكا، محمد علي بن رمضان، طاهر محمد طاهر، ياسر إبراهيم، وياسين مرعي بسبب الإصابات العضلية المتكررة.

تحديثات حول مواعيد عودة المصابين
وأوضح مصدر داخل الجهاز الفني أن الأشعة التي سيخضع لها حسين الشحات خلال الساعات المقبلة ستحدد بدقة موقفه وموعد عودته المحتمل للملاعب، وأضاف: "محمد شكري يحتاج إلى أسبوع فقط للعودة إلى التدريبات الجماعية، بينما يسير كريم فؤاد في نفس الإطار الزمني تقريبًا".
وأشار المصدر إلى أن اللاعب أحمد رضا سيخضع لفحص طبي جديد وأشعة رنين مغناطيسي لتقييم إصابته في الركبة، وتحديد موعد عودته إلى المشاركة الجماعية.
أما عن حالة أشرف داري، فوصفها المصدر بأنها "لغز كبير"، مؤكدًا أن اللاعب يعاني من إصابات متكررة تعود مباشرة إلى مشكلة عضلية في منطقة الحوض، وهو ما كشفته الفحوصات الطبية الشاملة التي أجراها مؤخرًا.
وأضاف المصدر: "الإصابات المتلاحقة لداري دفعت إدارة الكرة إلى اتخاذ قرار سري – لم يُعلن بعد – يقضي برحيله خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، من أجل التعاقد مع محترف أجنبي جديد يمكن الاعتماد عليه بشكل منتظم".
تحقيق داخلي لكشف أسباب الأزمة
أمام هذا الوضع المقلق، فتحت إدارة الكرة ولجنة التخطيط في النادي الأهلي تحقيقًا داخليًا موسعًا مع الدكتور أحمد جاب الله، رئيس الجهاز الطبي، للوقوف على الأسباب الحقيقية وراء تضاعف الإصابات العضلية داخل الفريق خلال الأشهر الأخيرة.
وخلال التحقيق، أوضح جاب الله أن جذور المشكلة تعود إلى فترة المدرب الإسباني السابق خوسيه ريبيرو، الذي أشرف على فترة الإعداد البدني مطلع الموسم.
وأكد الطبيب أنه كان قد أبدى اعتراضه وقتها على زيادة فترات التدريب إلى أكثر من ساعتين يوميًا، وعلى إقامتها في أوقات الظهيرة حيث تكون درجات الحرارة مرتفعة للغاية، وهو ما تسبب -بحسب قوله- في إجهاد عضلي متراكم لدى اللاعبين.

قرارات مرتقبة وتغييرات شاملة
تستغل إدارة الأهلي فترة التوقف الدولي الحالية لإعادة تقييم شامل للوضع الطبي والبدني داخل الفريق.
وبحسب مصادر مطلعة داخل القلعة الحمراء، فإن هناك اتجاهًا لإعادة هيكلة الجهاز الطبي بالكامل، مع إدخال عناصر جديدة، خصوصًا بعد أن أبدى وليد صلاح الدين، مدير الكرة، تحفظه على طريقة العمل الحالية رغم تأكيده أن الدكتور جاب الله يقوم بدوره بشكل جيد.
وتتجه النية داخل النادي إلى تعزيز الجهاز الطبي بخبير تغذية متخصص ومدرب أحمال أجنبي يتم التعاقد معه بالتوازي مع المدير الفني الجديد، مع فرض قياسات بدنية منتظمة لكل لاعب لضمان المتابعة الدقيقة للحالة العضلية.
كما تم طرح مقترح للاستعانة بـ خبير طبي أجنبي يمتلك خبرة في التعامل مع الفرق الأوروبية الكبرى. وتم بالفعل ترشيح أكثر من اسم، غير أن المفاوضات ما تزال جارية بسبب صعوبات مالية تتعلق بتوفير العملة الأجنبية.
ورغم تلك العقبات، يرى بعض المسؤولين داخل النادي أن التعاقد مع خبير طبي أجنبي أصبح "ضرورة قصوى"، مؤكدين أنه لا يمكن إنفاق ملايين الدولارات على اللاعبين دون استثمار موازٍ في الجانب الطبي الذي يحافظ على جاهزيتهم.
يشار إلى أن إدارة النادي الأهلي أعلنت رسميًا عن تعيين المدرب الدنماركي "ياس سوروب" مديرًا فنيًا للفريق الأول لكرة القدم لمدة عامين ونصف.
وقام أسامة هلال، مدير إدارة التعاقدات والاستكشاف، بإنهاء جميع التفاصيل الإدارية والمالية الخاصة بالتعاقد، بعد مشاورات مكثفة بين محمود الخطيب رئيس النادي، ولجنة التخطيط، والمدير الرياضي، ومدير الكرة.
وتأمل إدارة الأهلي أن يساهم سوروب في بداية مرحلة جديدة أكثر استقرارًا للفريق، خصوصًا على المستويين الفني والبدني، بعد سلسلة من الأزمات التي أثرت على مسيرة الفريق خلال الموسم الجاري.
قد يعجبك أيضاً



