"الانتماء ليس هتافا".. جون إدوارد يرد على غضب جماهير الزمالك ببيان رسمي

أصدر جون إدوارد، المدير الرياضي لنادي الزمالك، بيانا موجها إلى جماهير القلعة البيضاء، وذلك في أعقاب الهجوم العنيف الذي تعرض له شخصيا، وبالمثل إدارة النادي، في مباراة الفريق أمام ديكيداها الصومالي، في إياب دور 32 من بطولة كأس الكونفيدرالية الأفريقية أمس الجمعة.

وتغلب الزمالك على الفريق الصومالي أمس بهدف من دون رد في مباراة شهدت انتقادات فنية لاذعة للمدير الفني البلجيكي يانيك فيريرا، خاصة فيما يتعلق بالتشكيل واللاعبين المستبعدين، لا سيما أن مباراة الذهاب كانت قد انتهت بفوز الزمالك بنتيجة 6-0، مما سهل عبور الفريق لدور المجموعات.

وبدأ المدير الرياضي لنادي الزمالك بيانه بالقول: "إلى من يشرفني الانتماء إليهم قبل أن يشرفني المنصب، إلى السند الذي لم يخذل ناديه يوما، مهما اشتدت العواصف، نعلم جميعا أن نادي الزمالك يمر بمرحلة دقيقة، وأزمة مالية خانقة ألقت بظلالها على كل تفاصيل العمل، لكنّ التاريخ يشهد أن هذا الكيان لم يقف يوما إلا بكم، ولم ينهض بعد كل كبوة إلا بسواعدكم".

وأضاف جون إدوارد فقال: "لقد قبلت المهمة مؤمنا بكم، ومدفوعا بثقتي في جمهورٍ يدرك أن الانتماء ليس هتافا في المدرجات فحسب، بل موقف في الشدائد، وصبر على الجراح حتى يُزهر النصر من رحم الألم".

واسترسل: "أعرف دعمكم الصادق، وأشعر به في كل مكان أذهب إليه كما أعذر غضبكم حين يشتد، فغضب العاشق لا يصدر إلا من قلب محبّ، وأقول لكم بصدق: لو علمتم ما نعلم من تفاصيل، وما نواجه من عراقيل، لوجدتم لنا العذر كما عهدناكم جمهورا واعيا نبيلا، لا يتخلّى عن معشوقه مهما كانت الظروف".

واستطرد إدوارد قائلا: "لم أعتد الهروب من المواجهة، ولا القفز من المركب ساعة اضطراب الأمواج المهمة التي بدأناها معا سنكملها سويا، ولن يثنينا نقد ولا تعب".

وشدد: "عهد علينا أن نستمر في بذل أقصى ما نملك من جهدٍ بإخلاص، ليبقى نادي الزمالك شامخا كما عهدتموه منافسا لا يلين، وقلعة للكرامة والفخر، لكن النجاح لا يُصنع بالأفراد، بل بالأيادي المتشابكة المخلصة والإيمان المشترك".

وواصل: "لذا أهيب بكم أن تواصلوا الدعم والمساندة للفريق، فالجميع يعمل في ظروف بالغة الصعوبة من أجل إسعادكم، ومن دونكم تصبح المهمة مستحيلة".

وتابع: "أقدر مطالبكم، وأتفهم غضبكم، وأسعى بكل ما هو متاح لتحقيق ما يليق بكم وبنادينا، وأطلب منكم، من القلب أَلّا تجعلوا الغضب جسرا يعبر عليه من لا يريدون الخير للزمالك، ولا تسمحوا لأحد أن يستغل مشاعركم النبيلة ليحوّلها إلى سلاح يُوجه إلى صدر ناديكم".

ومضى يقول: "فأنتم حصن الزمالك وسرّ بقائه، وبكم كما كان بكم دائمًا، سيعبر النادي هذه المرحلة التي تُعدّ الأصعب في تاريخه فلم يشهد الزمالك في مسيرته فترةً أكثر قسوة وتعقيدا من هذه المرحلة، لكن إيماننا بكم وبقدرتكم على الصمود والدعم هو ما يجعلنا على يقين بأننا سنتجاوزها معًا كما اعتاد نادينا دائما".

بداية مبشرة

وكان مجلس إدارة الزمالك برئاسة حسين لبيب قد عين جون إدوارد في منصب المدير الرياضي للنادي الأبيض في يونيو/حزيران الماضي، في تجربة فريدة من نوعها داخل القلعة البيضاء لا سيما أن إدوارد ليس من أبناء النادي، لكنه يعرف فقط بالانتماء له كمشجع.

وأسند المجلس الأبيض مهمة هيكلة قطاع كرة القدم في النادي إلى جون إدوارد بعد تقديم الشكر إلى لجنة التخطيط السابقة التي كانت تضم في عضويتها نجمي الزمالك السابقين حازم إمام وأحمد حسام ميدو، وعضو مجلس الإدارة الأسبق عمرو الجنايني.

ومنحت إدارة الزمالك الصلاحيات كافة إلى المدير الرياضي الجديد لإدارة قطاع كرة القدم.

وخلال الميركاتو الصيفي الماضي تمكن إدوارد من ضم 11 صفقة جديدة: الثنائي الفلسطيني عدي الدباغ وآدم كايد، البرازيلي خوان بيزيرا، الأنجولي شيكو بانزا، والثنائي الشاب المغربي عبد الحميد معالي والكيني بارون أوشينج، إضافة للمصريين أحمد ربيع، أحمد شريف، عمرو ناصر، محمد إسماعيل وحارس المرمى المهدي سليمان.

غضب عارم

بدأ الزمالك الموسم الجاري بنتائج مستقرة وتصدر الدوري المصري الممتاز في ظل تراجع غريميه الأهلي وبيراميدز، إلا أنه بمرور الوقت توالت النتائج المتذبذبة: التعادل مع الجونة، الهزيمة من الأهلي، التعادل مع غزل المحلة، مما فجر غضب الجماهير البيضاء لا سيما أن تلك النتائج تسببت في فقدان الصدارة.

لاحقا تفاقمت تبعات الأزمة المالية داخل الزمالك مما دفع عددا من اللاعبين خاصة الجدد وأنديتهم السابقة للمطالبة بمستحقاتهم المتأخرة، وأقساط الصفقات، على غرار الأنجولي شيكو بانزا والمغربي عبد الحميد معالي.

مؤخرا هاجمت جماهير الزمالك الثنائي حسام عبد المجيد ثم محمد السيد لعدم حسم ملف تجديد عقودهم وارتباطهم بالانتقال للغريم الأهلي، وحملت جزءا كبيرا من مسؤولية ذلك لجون إدوارد، فكان ضحيتها في مباراة الأمس ضد ديكيداها الصومالي، مما دفعه لإصدار بيانه اليوم لتخفيف الاحتقان.