إعلان
إعلان

«الأبيض».. الذي نسيناه!

محمد البادع
06 فبراير 201716:16
ae7

في بطولة الأمم الأفريقية الأخيرة، رأينا ماذا تفعل المنتخبات بشعوبها.. كيف تضبط إيقاع الفرحة والحزن.. كيف تدفع الناس في الشوارع كالطوفان، في انتظار نصر قد يبدل الحال، ويحيي الآمال، ومع المنتخب المصري تحديداً، كانت الصورة مختلفة شكلاً وموضوعاً، فقد تعلق المصريون بفريقهم في الجابون.. يبيتون ويصحون على صورة للاعبين أو نبأ هنا أو هناك، وحتى حين جانب الحظ، أبناء النيل، أدركوا أن أجمل ما فيهم هذه الأيام، صنعه المنتخب المصري.

«الفراعنة» مثلنا، لم يتأهلوا إلى كأس العالم منذ كنا معاً.. في إيطاليا عام 1990، لكن حال «الأبيض» معنا، ليس كحال كثير من المنتخبات مع جماهيرها، وليس أدل على حال «الأبيض» من أننا تركناه منذ مباراة العراق الأخيرة، دون أن نسمع عنه خبراً، ودون أن نجدد الثقة في مديره الفني مهدي علي، إلا بالأمس، في مؤتمر صحفي، أعادنا إلى المنتخب، وإلى أجواء «الأبيض» الذي لا يزال في صلب المنافسة الآسيوية للتأهل إلى كأس العالم بروسيا 2018، وهي حقيقة، ليس لأن مهدي قال ذلك، وأكد عليه، ولكن لأن الحسابات تضعنا في قلب المعادلة.

نحن لم ننس «الأبيض» الرمز والعلم والنشيد، ولكننا لا نقدم للفريق ما ينبغي، فها هو يستعد لمواجهتي اليابان وأستراليا، دونما وديات، وها هو الجدل حول مدربه، وعلاقته باتحاد الكرة وها هو الدوري يسبق «الأبيض» في كل شيء، وبرغم ذلك، وحسب تأكيد مهدي نفسه، لم يقدم وجهاً جديداً منذ حين.

عموماً، ليس أمامي ما أقوله للاعبي المنتخب، سوى ما دللت به في بداية زاويتي، وهو المنتخب المصري، الذي سافر إلى الجابون ترافقه أمنيات أعلاها التمثيل المشرف، وليست المرة الأولى التي يسافر فيها هكذا، لكنه على الرغم من ذلك، ومن الظروف القاسية التي تحيط بالدوري المصري الذي يقام دون جمهور، كان قاب قوسين أو أدنى من لقب أفريقيا، ويتصدر مجموعته بتصفيات كأس العالم.. أنتم كل الحسابات وكل المهام والمسؤولين، وأنتم وحدكم القادرون على تغيير الدفة وقتما تريدون، ولكن بالعمل والنتائج.. ما حولكم هو ترقب في انتظار أن تأتوا بالجديد.. ما حولكم ليس كما ترون، وما قلت عنه إنه «نسيان» سيتبدل ضجيجاً لو كررتم الفوز على اليابان.

أما اتحاد الكرة، فحقيقة لا أدري ماذا أقول له، لكن ألا تكفيه الأزمات التي لا تنتهي.. صدقوني.. لا شيء يداوي كل الجروح ويستر كل العورات ويحول السلبيات إلى إيجابيات مثل «الأبيض».. حلم الوطن ودرة التاج.

كلمة أخيرة:

«الأبيض» أول الأمنيات.. فلا تجعلوه في آخر الاهتمامات!

نقلا عن صحيفة الإتحاد

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان