عمر أي لاعب كرة قدم في العالم قصير جدا إذا قورن بعمره الكلي.. فالثلاثون من العمر ربما يكون حداً فاصلاً لكثير من لاعبي كرة القدم كي يريحوا أنفسهم من اللعب اعترافاً بقصر هذا العمر أو لرغبة في الانخراط مبكراً في سلك التدريب أو التحكيم.. قليل جداً من اللاعبين الذين يواصلون اللعب لما بعد سن الثلاثين وقد يمتد استمرارهم في اللعب بضع سنوات.. وهذا يحتاج إلى إرادة فولاذية صعبة حتى يستمر.. وهذا النوع من اللاعبين غالباً ما يكون نادراً جداً في كل بلاد العالم.. من بين هؤلاء اللاعبين ديفيد بيكهام لاعب منتخب انجلترا ونادي باريس سان جيرمان الفرنسي الذي لعب آخر مباراة دولية له عام 2009 والذي مازال يطمع حتى الآن في العودة مجدداً إلى اللعب ضمن المنتخب الإنجليزي.. صحيح أن حلم بيكهام كي يتحقق يحتاج إلى تدريب شاق جداً والتأكيد من خلال مبارياته مع باريس سان جيرمان على أداء مباريات قوية مقنعة تنفذ إلى عقل وقلب منتخب انجلترا.. لأن المديرين الفنيين الأوروبيين ليسوا كالمديرين العرب.. لا عواطف ولا مجاملات ولا يتأثرون بأسماء اللاعبين الرنانة.. لكن الفيصل هو العطاء السخي داخل الملعب لأن المدرب لا يستطيع أن يغامر ويعطي لاعبا ولو كان اسما كبيرا في دنيا اللعبة مكاناً في القائمة ويخسر هذا المكان بسبب ضعف اللاعب الكبير وعدم استطاعته العطاء بنفس عطاء أحد اللاعبين الشباب.
فاللاعب الكبير مثل ديفيد بيكهام يتمنى ويحلم كثيراً لكن هذا التمني وهذا الحلم غالباً ما يكون ممزوجاً بالقوة المطلوبة من لاعب في منتخب عريق بحجم منتخب انجلترا.
والواضح أن التصريحات التي أدلى بها ديفيد بيكهام ليست من قبيل الدعاية لأنه حتى الآن لم يعلن اعتزاله اللعب الدولي وأنه يريد اغتنام الفرصة إذا أتيحت له رغم اعترافه بضعف الأمل في ذلك.. لكن يحمد له وهو ابن الثامنة والثلاثين هذا العشق لكرة القدم بكل هذا الجنون لدرجة أنه لا يريد أن يغادر الملاعب التي غادرها كل أبناء جيله من اللاعبين ويتمسك بأنصاف الفرص.. مثل هذا اللاعب يصعب على الكرة أن تتخلى عنه بسهولة.
نقلا عن جريدة الشرق القطرية