
أن تصبح واحداً من كبار العرب في عالم الكرة فهذه قفزة نوعية لم تكن لتخطر على بال أحد حتى في ذروة لحظات الحلم الوردي الجميل، خصوصاً في ظل ركود ظاهر للعيان خلال فترة الانتقالات الصيفية باستثناء أربعة فرق تسابقت على رص صفوفها بلاعبي تعزيز هي: جبل المكبر وهلال القدس وشباب الخليل والظاهرية.
اصطفاف "فدائي الشباب" الكروي في المربع الذهبي، جنباً الى جنب مع السعودية والجزائر ومصر، أمر في غاية الأهمية والقيمة، وبقدر ما نحن فخورون بفدائيينا، وسعداء بما انجزوا، فإننا نفترض باتحاد الكرة أن يلتقط طرف الخيط وأن يشرع في البناء على ما تحقق، فالوصول إلى هذه المرتبة الرفيعة يحتاج الى خطوات إبداعية موازية، بحيث تراعي إبقاء جذوة الحضور الكروي الفلسطيني المكثف قائماً ومشتعلاً، والحيلولة دون التراجع مهما كانت الظروف.
ما حققه أبطال فلسطين يحتاج الى عقول متفتحة ونيّرة وقادرة على الإبداع كي يكون بمقدورها التخطيط للمستقبل بشقيه: الآني والمستقبلي، وهذا يتطلب من صانع القرار الرياضي ان لا يتردد في استقطاب أصحاب هذه الشريحة، وهي بالمناسبة متوفرة في أوساطنا، وهي جاهزة للانخراط في ساحات العمل الفوري حتى في ظل ارتباطها بالتزامات وظيفية او ما شابه.
ما انجز في هذا الصيف من نجاحات رسخها رياضيونا في ألعاب جماعية واخرى فردية، مثل كرة القدم وكرة الطائرة للشباب وتنس الطاولة والتايكواندو والكيك بوكسينغ، يُحتم على قيادة العمل الرياضي الرسمي وقفة مراجعة شاملة بحيث يكون عنوانها العريض الانحياز المطلق لكل ما هو قادر على العطاء والإثراء والإضافة في كافة المجالات ذات العلاقة بالرياضة وكل ما يمتّ إليها بصلة.
نجاحات أبنائنا الرياضيين يحتاج الى تعزيز، بعيداً عن التراجع، لأن التراجع، لا قدر الله، يعني الانهيار والإفلاس والعودة إلى مربع البقاء في نفس المكان بعيداً عن التطور والازدهار الذي لامسه شبابنا بإمكانيات مادية شديدة التواضع.
نقلا عن صحيفة الايام الفلسطينية
قد يعجبك أيضاً



