
بذلت الاتحادات الكروية المغربية الكثير من المال والجهد، كما تعاقدت مع مدارس كروية مختلفة، خلال عقدين كاملين، سعيا خلف التأهل لكأس العالم.
وبلغ أسود الأطلس الهدف المنشود مؤخرا، بالتأهل لمونديال روسيا بعد مسار ناجح وبحصيلة أرقام كانت مميزة بكل المقاييس.
كووورة يرصد في التقرير التالي كيف تخلف المنتخب المغربي عن المشاركة في المونديال منذ نسخة 1998، وأبرز المحطات التي ضاعت خلالها بطاقة التأهل:
سقطة داكار 2002
هيأ البرتغالي هومبرتو كويلهو منتخبا قويا خلال هذه السنة، بتواجد نجوم كبار في أوج عطائهم وقمة نضجهم الكروي أبرزهم القائد نور الدين نيبت، ومصطفى حجي ويوسف روسي ويوسف شيبو وغيرهم، وكانت الغاية هي تأكيد الحضور الثالث على التوالي، والتأهل في مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002.
ورغم تواجده في مجموعة قوية ضمت منتخبات مصر والسنغال والجزائر وناميبيا، إلا أن المنتخب المغربي حقق مسارا موفقا ليبلغ المباراة الختامية في أمام مضيفه السنغالي وهو بحاجة لنقطة واحدة لضمان التأهل، قبل أن يحدث المحظور ويخسر الأسود بفضل هدف الحاجي ضيوف، وتضيع فرصة التأهل الخامس للمونديال.
لعنة رادس 2006
استجمع المنتخب المغربي قواه في التصفيات التالية، بقيادة المدرب بادو الزاكي، وعلى غرار تصفيات مونديال 2002 فإن مصير التأهل لنسخة 2006 كانت معلقة بالمباراة الختامية والأخيرة، والتي كانت أمام تونس على ملعب رادس.
وكان الأسود بحاجة لتحقيق الانتصار إلا أنهم تعادلوا 2-2، بعدما كانوا متقدمين في النتيجة، ليضيع حلم المونديال و معه يرحل الزاكي بادو، وتتكرس لعنة ملعب رادس الذي لا ينتصر فيه الأسود.
تركيبة رباعية فاشلة 2010
تعتبر تصفيات مونديال جنوب أفريقيا 2010 الأسوأ على الإطلاق في تاريخ المنتخب المغربي، بعدما غادر مبكرا وضاع عليه حلم التأهل خلال مرحلة الذهاب في مجموعة ضمت الكاميرون وتوجو والجابون.
وكان لافتا خلال هذه التصفيات ما وقع عليه اتحاد الكرة يومها من قرارات أبرزها منح ثقة قيادة العارضة الفنية لـ4 مدربين مغاربة دفعة واحدة، وهو ما اصطلح عليه بالتركيبة الرباعية، التي قادها المدرب حسن مومن، ليفشل المنتخب في تحقيق أي انتصار طيلة مشوار التصفيات.
عقدة الأفيال 2014
سجلت هذه التصفيات تعاقب عدد من المدربين على العارضة الفنية لمنتخب المغرب أبرزهم البلجيكي إيريك جيرتس أغلى مدرب في تاريخ الكرة الأفريقية براتب ناهز 200 ألف دولار، والذي غادر في منتصف التصفيات بعد بدايته غير الموفقة، وبسبب بعض قراراته الفنية الغريبة.
وأكمل المدرب المغربي رشيد الطوسي التصفيات، وفشل مثل سابقيه في التأهل لمونديال البرازيل، بعدما لم يفك عقدة المنتخب الإيفواري في مباراتي الذهاب والإياب.
بعد تجريب العدد من الوصفات و التعاقد مع مدارس كروية مختلفة حالفها الفشل، حل الدور على هيرفي رينارد، وبالفعل قاد الفرنسي المنتخب لبلوغ مونديال روسيا 2018، بعد تصفيات مميزة سجل خلالها الأسود 11 هدفا ولم يستقبلوا أي هدف.
اتحاد كروي جديد و9 مدربين
يعتبر اتحاد الكرة المغربي الحالي بقيادة فوزي لقجع من أنجح الاتحادات في تاريخ الكرة المغربية، رغم أنه لم يحقق بعد أي بطولة كبيرة، لأنه نجح في 3 سنوات في كسر لعنة الدور الأول في أمم أفريقيا، والتأهل لمونديال روسيا 2018.
ورصد اتحاد الكرة الحالي موازنة مالية كبيرة بملايين الدولارات بهدف إنعاش المنتخبات المغربية من جديد.
و خلافا للاتحادات السابقة التي اشتهرت بالتعاقد مع عدد كبير من المدربين أبرزهم الفرنسيان روجيه لومير ومواطنه دومينيك كوبيرلي والبلجيكي إيريك جيرتس والبرتغالي هومبرتو كويلهو والمغاربة حسن مومن ورشيد الطوسي والحسين عموتة وعبد الغني الناصيري وجمال السلامي وبادو الزاكي، فإن الاتحاد الحالي آمن بمدرب واحد هو الفرنسي هيرفي رينارد، الذي قاد الأسود للعودة من جديد للمشاركة في المونديال.



