إعلان
إعلان

أسرار رحيل أبو عابد!

فوزي حسونة
14 سبتمبر 201811:44
koo_68647

لم يكن قرار إنهاء خدمات جمال أبو عابد من قيادة منتخب النشامى لكرة القدم، مفاجئاً لمن هم على دراية بما يجري في أروقة الاتحاد الأردني.

وطالما كنتُ حريصاً على توجيه سؤال مكرر لأبو عابد في كل لقاء يجمعني به ، هل ما زلت واثقاً بأنك ستقود النشامى في نهائيات آسيا"، وكانت اجابته: نعم، وإن كانت امارات وجهه توحي بغير ذلك..!.

أبو عابد لم يجد الراحة النفسية طيلة فترة قيادته للنشامى ، حيث كان محارباً من داخل وخارج الاتحاد، لكنه صبر على المُر، فثقة الأمير علي بن الحسين بقدراته، جعلته يترفّع عن كل من حاول وضع العصي في دولاب مسيرته مع المنتخب.

وكانت أولى الحروب التي تعرض لها أبو عابد، عندما تم تعيين جهاز تدريبي أجنبي مساعداً له، فرغم أنه هو صاحب الصلاحيات بذلك، لكن تم تجاوزه، فُفرض عليه معاونيه.

وأبو عابد كان يدرك بقرارة نفسه، بأن المنتخب الأردني لن يظهر بكامل جاهزيته في المباراة الودية أمام لبنان، لأن آخر مباراة ودية خاضها المنتخب كانت أمام قبرص يوم 20 أيار/ مايو الماضي، أي أن المنتخب لم يتجمع منذ ثلاثة شهور وأكثر قبل مواجهة لبنان... وبالتالي كانت احتمالية التعثر واردة في حساباته.

وأبو عابد رغم علمه بعدم اكتمال جاهزية المنتخب بعد فترة التوقف الطويلة، كان حريصاً على خوض مباراة لبنان، بهدف معاينة المنتخب عن كثب والوقوف على قدرات اللاعبين المحترفين الذين لم يكونوا بكامل جاهزيتهم كون أغلب فرقهم التي يحترفون فيها لم يشاركوها بعد في الاستحقاقات الرسمية.

وأبو عابد كان ينتظر أن يتم تقييمه بعد خوض سلسلة من المباريات الودية تساعده على وضع بصمته على الأداء وتقوده إلى تحديد خياراته النهائية للتشكيلة، لكن تم تقييمه من خلال مباراة ودية أمام لبنان.

هناك من كان ينتظر أن يخفق أبو عابد أمام لبنان، حتى يتم تسريحه من مهمته ولا سيما أن قوة الشخصية التي يتمتع بها أبو عابد ودفاعه عن صلاحياته لم يكن يروق للبعض بل وساهم ذلك في صمود أبو عابد بمنصبه، وعندما وقع "الجمل" أمام لبنان، كترث السكاكين.

وكثيرون هم الذين تساءلوا، لماذا تم انهاء خدمات أبو عابد بعد مباراة لبنان، ولماذا لم تتح له فرصة قيادة المنتخب بعد خمسة أيام أمام عُمان، والاجابة تبدو بسيطة، أن من كانوا ينتظرون أبو عابد على "نصف غلطة"، خشيوا أن ينجح أبو عابد في تحقيق الفوز على عُمان فترتفع اسهمه، ليرسخوا بذلك المقولة الشعبية:" تغدوا فيه قبل أن يتعشى بهم".

أبو عابد، وبعد قرار الاقالة، أشار في تصريحات لكووورة إلى أن منغصات كثيرة واجهته أثناء عمله دون أن يوضح أو يسمي الأشياء باسمائها، إلا أنه ظهر كمن كظم غيظه، وذلك احتراما وتقديراً للأمير علي بن الحسين الذي منحه الثقة التي كانت وستبقى محط تقدير لأبو عابد .

رحيل أبو عابد، يعني أن هناك تطورات عديدة سيشهدها المنتخب في المرحلة المقبلة سواء على الصعيد الفني والإداري أو فيما يتعلق بقائمة اللاعبين، وتلك التغييرات قد تحدث الارباك في هذا التوقيت الصعب،و لربما تحد كثيراً من طموحات النشامى في كأس آسيا.

كانت الآمال كبيرة، وأشبه بمطلب جماهيري بأن يقود مدرب وطني محلي لأول مرة بالتاريخ، المنتخب الأردني في نهائيات آسيا ، إلا أن ذلك لم يحدث.. وربما لن ..!.

الاتحاد الأردني وعلى امتداد الفترة التي شغل فيها أبو عابد منصب المدير الفني، كان يؤكد دائماً في رده على استفسارات وسائل الاعلام بأن أبو عابد هو من سيقود النشامى في نهائيات آسيا، ولا نعرف اليوم إن كان سيؤكد ذلك مجدداً ، رغم رحيله..!.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان