
نجوم صنعوا الكثير لكرة القدم، منذ أن وضع الإنجليز قواعدها، وانتشرت بين عمال المناجم والفلاحين اللاتينيين، ليضيفوا لمسة جمالية عليها، ويصنعوا فنًا جديدًا اسمه "المراوغة".
ومن بين من صنعوا مجدًا في كرة القدم، هناك أسماء سطعت واستمرت، وبقيت ذكراها محفورة في ذهن كل متابع لكرة القدم حتى وقتنا الحاضر، وفي هذا التقرير نستعرض سيرة أحد هؤلاء العباقرة.
ريكاردو زامورا
جائزة زامورا هي واحدة من الجوائز التي يعرفها أي مشاهد لكرة القدم الإسبانية، والتي يحصل عليها أفضل حارس في كل موسم، وقد حصدها يان أوبلاك، حارس أتلتيكو مدريد، في الموسم المنصرم، كما فاز بها إيكر كاسياس مع ريال مدريد، وكان فيكتور فالديز، حارس برشلونة السابق، أكثر من حققها بواقع 5 مرات.. لكن من هو زامورا؟ ولماذا سُمىيت الجائزة باسمه؟
زامورا أو "إيل ديفينو"، صاحب التصديات السحرية والقوة الفولاذية، انطلق من إقليم كتالونيا ليصبح أحد أفضل حراس المرمى في إسبانيا، خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي.
كان الحارس الأسطوري يدخل ميدان المباراة مرتديًا "كنزة إنجليزية ذات ياقة عالية، وقفازان وقبعة قاسية كأنها خوذة لتقيه من الشمس ومن ركلات الخصوم"، كما وصفه ريكاردو جاليانو في كتابه "كرة القدم بين الشمس والظل".
مسيرته
خطف زامورا الأنظار مع إسبانيول حينما كان بعمر 16 عامًا، حتى انضم لصفوف برشلونة في 1919، ليبقى 3 مواسم مع البلوجرانا، محققًا كأس الملك مرتين وبطولة كتالونيا 3 مرات.
بعدها عاد لإسبانيول في 1922، قبل أن يرتحل بعد 8 سنوات إلى ريال مدريد، بصفقة كانت الأغلى في التاريخ وقتها، حيث كلفت النادي الملكي 100 ألف بيزيتا لفريقه السابق، و50 ألفًا له، و3000 بيزيتا كمرتّب شهري (تقريبًا 600 و300 و18 يورو تباعًا)، وفي تلك الحقبة، كانت هذه المبالغ تُدفع للوزراء فقط.
تألقه
رغم لعبه لأكبر الفرق الإسبانية في هذا الوقت، إلا أنّ ما قدمه في دورة الألعاب الأولمبية (أنتويرب 1920)، وقيادته للمنتخب الإسباني لحصد الميدالية الفضية، كان علامة فارقة في تاريخه، لتهتف الجماهير باسمه في البطولة، حتى أنّ بعد الفوز على الدنمارك بهدف نظيف، لم يهتف جمهور "لاروخا" سوى لزامورا وحده.
وكانت الصحافة الإسبانية تقول عنه حينها إنّه "ينوم المهاجمين مغناطيسيًا" في الملعب.
ووصفه جاليانو في كتابه بأنه: " كان مصدر رعب للاعبي الهجوم، الذين كانوا يغيبون عن الوعي إذا ما نظروا إليه.. فحين يكون زمورا واقفًا، يتقلص المرمى ويبتعد القائمان حتى يغيبا عن مجال الرؤية".
ولأنّ زامورا كان فتى إسبانيا الأول، قررت صحيفة "ماركا" الإسبانية إنشاء جائزة باسمه خصيصًا، ليحصل عليها في 1929 كأفضل حارس مرمى في الليجا، بتحقيقه أعلى معدل تصديات، وتلقيه 24 هدفًا في 15 مباراة.



